طوال العقود الماضية تغنى حكام العرب ليل نهار بأن اسرائيل هى العدو الوحيد لنا و المذهل أننا صدقناهم ولكن لم يكن يخطر ببالنا أنهم أنفسهم عدو لنا
ظللنا لسنوات كل انسان عربى يعتقد أن حاكمه هو الأسوأ من بين الجميع لنكتشف بعدها أن عائلة عبد الواحد واحد .
كلهم كرهوا التنازل عن عروشهم رغم أنهم سلبوا بلدانهم خيراتها وحطموا بنيانها و قزموا ابنائها !
فمن تونس الخضراء الى مصر المحروسة فطرابلس الغرب وبلاد الشام واليمن ثورات أندلعت وأبى الظلمة أن يتركوا البلدان الا حطاما وأهلها الا صرعى
ألا يكفيهم العقود التى حكموا فيها والأموال التى جمعوها والقصور التى شيدوها ؟؟
لا هم لهم الا المنصب والمال وماذا عن الأرواح التى يزهقونها يوميا ؟؟
ولا أدرى كيف نعتبرهم اناس وليس بقلوبهم ذرة رحمة تجاه بنى جلدتهم ؟؟
أصبحنا الآن عندما نفتح التلفاز لا أكاد أفرق أهذه اليمن ؟؟ أم ليبيا ؟؟ أو سوريا ؟؟
هذه المخيمات على الحدود التونسية ؟؟ أم التركية ؟؟
هؤلاء الشهداء من أى بلد ؟؟
ثوانى حتى اقرأ اسم المكان
تعددت البلدان والوضع واحد والثورة واحدة على الحكام الظلمة تمنى الحكام الظلمة لو أن البوعزيزى التونسى حيا لقتله كل منهم ألف قتلة سرا لأنه هز عروشهم جميعا وجعل مصائرهم وابنائهم فى مهب الريح .
أى انسان حتى ولو كان بلا رحمة يستخدم الجيش يقتل شعبه بالأسلحة الثقيلة و يحرق الزرع ويوقع بلاده فى حرب أهلية أو ما شابه ؟؟

ومن غرائب الأمور وعجائب الدهور أن القذافى الذى ناشد مبارك التنحى يرفض هو التنحى !

العقيد مخرب القذافى الذى تغنى بأمجاد نفسه بلده صحرااااااااااااااء أين التنمية والتعمير طوال 40 سنة حكم فيها ؟؟
و ايران التى استلمت قناتها العربية مصر ليل نهار أثناء الثورة لا نجد ذكرا للوضع فى سوريا وتعمل ليل نها على شد أزر الأسد وزبانيته
وبشار الذى خرج فى 2006 ليقول " انصاف الرجال وأنصاف المواقف " الآن لا نكاد نسمع له حسا وكأن الهرة قد ابتلعت لسانه
منذ حرب 73 لم يطلق رجال الجيش السورى طلقة واحدة لتحرير الجولان الآن يطلقونها ويوجهون مدافعهم صوب بنى وطنهم !!!!!!!!

اذن فما خدعنا به حافظ الأسد وابنه بأدعاء أنهم أعداء الصهاينة و أنهم لب المقاومة وأصلها ليس له أساس من الصحة .
أما الرئيس اليمنى فقد ضيع فرصة ذهبية للنجاة بنفسه وماله حينما رفض توقيع المبادرة الخليجية وسيكون غاية فى ضيق الأفق ان حاول العودة الى اليمن أتمنى ألا يعود ويجنب اليمن ويلات الحروب


والأغرب أن الحكام ما أن تندلع الثورات فى بلادهم يبدأون بالتقليل من شأنها وبعدها بعدة أيام يلقون خطابا يستفز شعوبهم بعدها يبدأون فى قول أنهم أى الثوار يتناولون الحبوب وبعدها نسمع عن التمويل الخارجى والنقود التى تدفع لهم و آخر حجة يكون تنظيم القاعدة والأرهاب وأن هؤلاء يحملون الأسلحة
فالثورات العربية متشابهة فى الأسباب والأحداث بداية من الاحتجاجات الى القمع الى فتح السجون واشعال الحرائق والفتن وتضامن الاعلام الرسمى مع الحاكم ...الخ
كما أننا نجد أن أغلبهم يعهد بالجيش الى ابنائه وأقاربه حتى يحكم من قبضته على البلاد ونحمد الله أن فى مصرنا قادة عظام ما كان الرئيس السابق ليتمكن من جعل ابنه على رأس الجيش بوجودهم نحمده أن وهب بلدنا خير أجناد الأرض حماة الوطن وثورته

ان الدمار الى خلفوه الحكام الطغاة فى البلاد أكثر بكثير مما خلفه العدو الصهيونى فى جنوب لبنان وغزة ولا أرى فارقا بينهم وبين الصهاينة فكلاهما دموى و مغتصب بلاد وقاهر شعوب .
كل هذا لقاء منصب زائل ودنيا فانية وكأنهم كتبوا عقود حكم للأوطان الى الأبد .

الآن عرفنا أنهم الحكام الظلمة من أشد الأعداء لشعوبهم وليس بنى صهيون وحدهم
فلو واجه كل منهم مرة اسرائيل بنفس القوة التى يقتل بها شعبه لزالت اسرائيل من الوجود تماما .

الآن فقط عرفنا أنصاف الرجال وأنصاف المواقف ! وان كنا ظلمنا الأنصاف بهم !!