نقلا عن اليومى..

تشهد الدراما الرمضانية التليفزيونية المقبلة تنافس 3 مسلسلات مأخوذة عن نصوص أدبية، وهى «دهشة» لعبد الرحيم كمال وهو مأخوذ عن رائعة شكسبير «الملك لير» ومسلسل «سجن النسا» المأخوذ عن مسرحية «سجن النسا» للكاتبة فتحية العسال ومسلسل «أنا عشقت» عن رواية تحمل نفس الاسم لمحمد المنسى قنديل.

واختلفت آراء الكتاب حول اختيارهم لتقديم هذه النوعية من الأعمال، حيث قال السيناريست عبد الرحيم كمال، إنه اختار تقديم مسلسل «دهشة» بطولة يحيى الفخرانى عن قصة مسرحية الملك لير للكاتب العالمى شكسبير لأن قصة الأب وبناته الثلاث قصة فى الأساس موجودة فى التراث العربى من خلال حكايات «ألف ليلة وليلة» وتم تقديم معالجات لها فى كل بلدان العالم.

وأشار إلى أن المسلسل مقتبس من قصة الملك لير وليس ترجمة حرفية لها، ولا مجال للمقارنة بينه وبين المسرحية، موضحا أن هناك اعتقادا خاطئا لدى البعض بأن تحويل العمل المسرحى أو الأدبى إلى درامى أسهل من كتابة العمل بالكامل من الأساس، ولكن الحقيقة أنه أصعب لأن كتابة العمل بالكامل هو خلق كامل لعقل المؤلف فقط، ولكن القيام بتحويل عمل مسرحى إلى درامى فهو ترجمة لعقل المؤلف الأصلى، حيث يتوجب على المؤلف أن يقرأ العمل من خلال رؤيته، بالإضافة لوضع «لمسته الخاصة» ليتم هدم العمل الأصلى وبناء عمل مختلف بأحداثه وحبكته، ولكنه فى نفس الوقت يحمل روح العمل الأصلى ويدور فى فلكه.

وأضاف أن المسلسل أرهقه جدا، حيث إنه استغرق 10 شهور فى كتابته ليخرج بروح الملك لير ولكن بصبغة صعيدية، مشيرا إلى أن نص المسلسل مختلف تماما عن المسرحية، ولكنه يسير فى نفس الأحداث الأساسية، وقمت بإضافة بعض الأحداث التى ستصدم الجمهور وتسبب الدهشة لهم، ومن هنا جاء اسم العمل «دهشة».

ومن ناحيتها أكدت السيناريست مريم نعوم أنه يجب التفريق بين تحويل العمل الأدبى لعمل درامى حرفيا وبين اقتباس فكرة معينة أو الأحداث الرئيسية من العمل الأصلى، مؤكدة أن العمل الدرامى ليس من مهامه ترجمة العمل الأدبى حرفيا، ولكنه يأخذه خطوة للأمام ويخرجه عن نطاق الورق ليدب فى أبطاله الروح ويراه المشاهد عرضا حيا، وتتمتع به شريحة أكبر من شريحة محبى القراءة، وهم جمهور الشاشة الفضية.

وأوضحت مريم أن اختيارها لقصة مسرحية سجن النسا للكاتبة فتحية العسال جاءت بناء على طلب الجهة المنتجة بعدما لاحظوا نجاح مسلسليها «موجة حارة» المأخوذ عن منخفض الهند الموسمى ومسلسل «بنت اسمها ذات» المأخوذ عن رواية تحمل نفس الاسم لصنع الله إبراهيم العام الماضى.

وأضافت نعوم أنها فكرت أن تكتب عملا دراميا كاملا من الأساس، ولكنها لا تستطيع أن تنتجه بمفردها، فضلا على أنها قرأت قصة الكاتبة فتحية العسال وأعجبت بالفكرة، مشيرة إلى أن أكثر ما أرهقها هو المقابلات الشخصية التى كانت تجريها مع السجينات ولكنها لم تشعر بأن هذه المقابلات عبء عليها لأن النزول لأرض الواقع واجب عليها، قائلة: «بحب شغلى جدا لأنه يحتاج لإبداع كما أننى قررت أن أنتقل لمرحلة احتراف هذه المهنة، ولذلك أتحمل مسؤولية قرارى ولا أدخر جهدا فى القيام بالعمل على الوجه الأكمل».

مسلسل «سجن النسا» بطولة نيللى كريم، وروبى، ودرة، وسلوى خطاب، ونهى العمروسى، وسلوى محمد على، وحنان يوسف، وإخراج كامة أبوذكرى.

بينما فضل السيناريست هشام هلال الالتزام بما جاء فى رواية «أنا عشقت» لمحمد المنسى قنديل قائلا: «السبب وراء اختيارى رواية أنا عشقت بالتحديد هو أننى قرأتها بعد أن صدرت عن دار الشروق للنشر وأعجبت بها جدا وكانت مطروحة مع عدد من الروايات لنختار من بينها لضيق الوقت أمامنا، حيث أردنا أن نقدم عملا فى رمضان المقبل ولم أستطع أن أبحث عن فكرة جديدة وأشرع فى كتابتها بعد المجهود الكبير الذى بذلته فى مسلسل «تحت الأرض» الذى تم عرضه فى رمضان الماضى.

وأضاف أنه عندما قرأ الرواية لأول مرة وجد صعوبة فى البحث عن حل درامى لمشهد بعينه لأنه مشهد ميتافيزيقى لا يمكن الاستغناء عنه وأحداث الرواية مبنية عليه، ويتضمن موقفا لـ«بنت» حصل لها حالة تجمد وتظل واقفة بلا حراك على محطة القطار لمدة 5 أيام ويحاول الناس تحريكها أو نقلها للمستشفى، ولكنها ثابتة فى الأرض ولا يستطيع أحد تحريكها ويقام حولها «كوردون» لكى لا يقترب منها أحد «ووجدت أخيرا حلا طبيا منطقيا ليخرج هذا المشهد بدون أن يثير حفيظة الجمهور».

وأضاف هلال أنه تحمس للرواية لأن الكاتب محمد المنسى قامة كبيرة والرواية تبدو للوهلة الأولى رواية عادية، ولكنها فى الحقيقة تحمل فى طياتها الكثير من التفاصيل المهمة للشخصيات، وهذا ما يميزها عن غيرها، مشيرا إلى أنه قرأ كل المقالات النقدية عن الرواية وحرص على أمانة نقل أحداث العمل الأدبى، كما هى بدون تشويه والتحدى الذى واجهه تمثل فى إضافة روحه ولمسته على العمل بدون الإخلال بالسياق الأدبى.

ويقوم ببطولة المسلسل أمير كرارة ومنذر رياحنة، وأشرف زكى وأحمد زاهر ونجلاء بدر وإدوارد وهالة فاخر ورحمة حسن ومن إخراج مريم أحمدى.



أكثر...