حذر الرئيس التونسى المؤقت المنصف المرزوقى اليوم الخميس من أن استقلال بلاده لا يزال مهددا بسبب رهن النظام السابق للقرار الوطنى إلى قوى أجنبية.

وألقى المرزوقى اليوم كلمة بمناسبة إحياء تونس للذكرى 58 لاستقلالها عن المستعمر الفرنسى لم تخل من رسائل إلى الخارج.

وقال المرزوقى "الاستقلال ليس محطة فى التاريخ نصلها ونبقى آمنين إنه دوما مشروع ناقص لا نهاية لتطويره والدفاع عنه وهو مهدد فى كل لحظة".

واتهم المرزوقى النظام السابق برهن القرار الوطنى ووضعه فى أياد أجنبية مقابل دعم بقائه فى الحكم، مشيرا إلى أن ثورة 17 ديسمبر عام 2010 التى جاءت دون أدنى دعم أجنبى ركزت استقلال البلاد أكثر فأكثر.

ولم يسم المرزوقى تلك القوى الأجنبية التى يقصدها فى كلمته، لكنه شدد فى المقابل على أن "لا استقلال فعلى لشعب إلا إذا كان سيد مصيره بالديمقراطية داخل حدود وطنه".

وعملت السلطات الانتقالية فى تونس بعد الثورة على إعادة بناء علاقاتها الخارجية ما أدى أحيانا إلى خلافات دبلوماسية مع أشقائها العرب وحتى مع مستعمرتها السابقة فرنسا التى دعمت حكم بن على خلال رئاسة نيكولا ساركوزى.

وقطعت تونس علاقاتها مع سورية دعما للثورة وساد الفتور علاقاتها مع عدد من دول الخليج بسبب موقف التحالف الحكومى المستقيل بقيادة حركة النهضة الاسلامية وحزب المؤتمر من أجل الجمهورية الذى كان يرأسه المرزوقى بالخصوص، من أحداث مصر بعد عزل الرئيس المصرى محمد مرسى من قبل الجيش.

وتعطل الحوار فى فترات بين باريس والحكومة المستقيلة مع اتهام قياديين اسلاميين لفرنسا بدعم المعارضة العلمانية، وقال المرزوقى اليوم فى كلمته"السلطة التى انبثقت من الثورة هى سلطة ديمقراطية وأن الذين وصلوا سدة الحكم لا يدينون به إلا لشعبهم وليسوا مسئولين إلا أمامه".

وسعى رئيس الحكومة المؤقت الحالى المهدى جمعة إلى رأب الصدع مع العواصم الخليجية خلال جولة له مؤخرا بالمنطقة بحثا عن موارد خارجية لانعاش الاقتصاد المتعثر وحلحلة الأزمة المالية الخانقة للدولة.

وينتظر ان يؤدى جمعة أيضا زيارة إلى باريس بعد لقائه فى واشنطن الرئيس باراك أوباما فى الرابع من الشهر المقبل، وحصلت تونس على استقلالها عن فرنسا فى 20 مارس عام 1956 بعد فترة استعمار استمرت منذ عام 1881.

لكن فرنسا تعتبر اليوم الشريك الاقتصادى الأول لتونس حيث تتمركز نحو 1300 شركة فرنسية على الأراضى التونسية توفر ما يربو على 120 ألف وظيفة.



أكثر...