بارك الله فيك أخي العزيز الارشيف




((الحلقة الأولى ))



هو أبو محمد الحجاج بن يوسف بن الحكم بن أبي عقيل
وينتهي نسبه إلى ثقيف
وهي في الواقع قبيلة كبيرة
لها شأن كبير سواء في الجاهلية أو الإسلام
وكانون يتميزون بالدهاء والذكاء ومن ذوي الحكمة والرأي
وكانوا يعبدون الصنم ( أللات )
ولهم سدنة وكان ذلك في مدينة الطائف .
وفي سنة 9 للهجرة جاء وفد منهم إلى الرسول المصطفى وأعلنوا إسلامهم وهدموا صنمهم .
وكان الولاء للدين الإسلامي شديد
وكانوا أشد القبائل حرصا عليه
وحين توفي الرسول الكريم محمد ( ص ) سنة 11 هجرية
لم يتزحزح إيمانهم في الله
وبقوا على العهد
رغم ما جرى من ردة كثير من القبائل
وكان خط الإسلام المستميت على الثبات
في وجه الباطل مكة والمدينة المنورة والطائف
وكان أهل الطائف من أوائل القبائل التي قاتلت في صفوف المسلمين في بداية الفتح المبين .
ولد الحجاج سنة 41هجرية الموافق 662 ميلادية
في مدينة الطائف
وقيل أن أمه سمته ( كليبا ) ثم لقبته بالحجاج تفاؤلا بأن يكون ورعا كثير الحج
ولم يثبت أي مصدر صدق هذا الكلام
ولا يتوافق مع المعقول
لأن والده كان يقوم بتعليم القرآن الكريم
وهو رجل صاحب شأن في الطائف
ويعرف جيدا قيمة الاسم
الذي يمكن أن يختاره لولده
وكان للحجاج أخا أسمه محمد
والواقع أن سكان المدن
وحتى قبل الإسلام
يتجنبون كثيرا الأسماء المتداولة بين سكان البادية
ولكنهم كانوا يختارون أسماء لها معنى .
ولم يكن أسمه كليبا بل الحجاج ( حجاج )
وهذا الاسم كان متداول بكثرة في ذلك الزمن
وكان شائعا
ومنهم من حمل أسمه
مثل ( الحجاج بن يوسف سنا ) و ( الحجاج بن باب الحميري ) وهذا الرجل كان أمير البصرة سنة 65 هـــ
و ( الحجاج بن عبد الله ) وهو أحد المتآمرين على قتل الإمام علي ( رض) ومعاوية وعمرو بن العاص
وكان هدفه معاوية بن أبي سفيان
وهناك ( الحجاج بن علاط السلمي ) وكان هذا الرجل جاهليا وأسلم على يد الرسول عليه الصلاة والسلام .
فلم يكن غريبا
أن من هجا الحجاج
كان يرهن على تحقيره على لقبه الصغير
لكي يقللوا من شأنه ونكاية فيه
ولم يقتصر الأمر إلى هذا الحد
ومنهم من قال أنه كان يعمل في دباغة الجلود
لأن الطائف كانت مشهورة بدباغة الجلود
وقيل أنه كان يبيع ( الزبيب وشرابه )
مستندا على أن مدينة الطائف شهيرة بكثرة الفواكه
والعنب بشكل خاص
والجميع يتذكر الرجل المسيحي الذي قدم للرسول الكريم عنقود العنب بعد أن عانى من عذاب أهل الطائف
حين حاول نشر رسالة الإسلام فيها ..
وتذكر المصادر بكاء الرسول عليه أفضل السلام والصلوات .
قيل عن وصف الحجاج ......

( أخيفش العينين ...
مسلق الأجفان أصك الرجلين )

بمعنى أي كان في جفون عينيه احمرار
تضيق له العينان من غير وجع ولا قرح
وكانت ركبتاه تضطربان عند المشي
وهذا يعني وحسب ما يقولون عنه أنه كان طويل القامة وصاحب صوت جهور
ذلك لأن من سمات الشخصية القوية
لا تكون في رجل دقيق الجسم
وصاحب صوت رقيق .
وكانت العرب ترى أن علامات الرئاسة والسلطة والسيادة والجاه
( أن يكون لحيما ضخم الهامة
جهير الصوت
وإذا خطا أبعد
وإذا تؤمل ملأ العين
لأنه حقه أن يكون في صدر المجلس
أو ذروة منبر أو منفردا في موكب )

وكانوا يقولون في نعت السيد :

(( يملأ العين جمالا والسمع مقالا ))

ومعنى ( لحيما ) مكتنز اللحم و ( ضخم الهامة ) كبير الرأس .
أم الحجاج هي :

(( الفارعة بنت همام بن عروة بن مسعود الثقفي ))

وعروة بن مسعود
هو جد أم الحجاج
وهو أحد الرجلين أللذين أراد بعض المشركين أن ينزل القرآن على أحدهم لا على النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم
وهما عروة بن مسعود الثقفي في الطائف
والوليد بن المغيرة في مكة
لأن محمد ( ص ) من قريش
وهما ينازعان قريشا في الشرف والمنزلة .
ولهذا سبب وجيه ..... !!!!


إلى حلقة أخرى