أكد الأستاذ الدكتور مدحت عبد الحميد، أستاذ علم النفس الإكلينيكى ورئيس قسم علم النفس بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، أن عملية التذكر تعنى القدرة على استدعاء واسترجاع المعلومات التى تم تخزينها من قبل أما النسيان، فهو على العكس من التذكر ويراد به عدم القدرة على استرجاع ما تم تعلمه وتخزينه، ويختلف النسيان المألوف الذى يحدث لمعظم الأفراد عما يسمى باضطراب الذاكرة الانشقاقى، والذى عرف بوصفه عدم القدرة على تذكر واستدعاء المعلومات المهمة المتعلقة بالشخص، وعادة ما يحدث هذا الاضطراب عقب المرور بصدمة أو عامل ضاغط، ويسبب خللاً اجتماعيًا ومهنيًا للشخص وكذلك حدوث مشكلات مزمنة متعلقة بالقدرة على تكوين أو الاحتفاظ بعلاقات مُرضية مع غيره من الناس.

وأضاف "عبد الحميد" ووجد بفحص التاريخ المرضى السابق لمن يعانى من ذاك الاضطراب أنه غالبًا ما يكون قد تعرض لصدمة ما أو اعتداء أو إيذاء فى مرحلة الطفولة، ومن الملاحظ أن هذا الاضطراب يحدث بصورة فجائية وتحديد بدايته يعد أمرًا غير محسوم إلى الآن، وربما يحدث لدى الأطفال والمراهقين والكبار ولكن يصعب تشخيصه لدى الأطفال نظرًا لصعوبة فهم الأسئلة المتعلقة بطبيعة الاضطراب.

وغالبًا ما يعاود الفرد الذى يعانى من اضطراب فقدان الذاكرة الانشقاقى تذكر الخبرة المؤلمة التى تسببت فى فقدان الذاكرة مرة أخرى فيشعر بالذنب والصراع النفسى والمزاج المكتئب، ويقدم على تشويه الذات والانتحار وغيره من السلوكيات الخطيرة، ولوحظ معاناته من الاكتئاب وتبدد الشخصية وخلل الوظيفة الجنسية، ومن أكثر الاضطرابات المتزامنة الحدوث مع فقدان الذاكرة الانشقاقى اضطرابات الشخصية خاصة الشخصية الاعتمادية والشخصية التجنبية والشخصية الحدية.



أكثر...