تظهر الوحمات الولادية نتيجة تغيرات تطرأ على جلد الطفل عند ولادته، وهناك نوعان منها، أهمها الوحمات الولادية الوعائية التى تظهر نتيجة التشكل غير السليم لبعض الأوعية الدموية للطفل، وعادة ما تكون حمراء اللون، والنوع الثانى هى الوحمات الصباغية التى تتشكل من تجمع بعض الخلايا التى تؤدى لظهور لون مختلف "شاذ" على الجلد.

يقول دكتور سعيد محمد سعيد استشارى الإمراض الجلدية والتناسلية، يعتبر ظهور الوحمات الولادية أو الشامات من الأمور غير المعروف سببها، لكننا نعرف أن الوحمات الولادية لا تنتج عن أمر فعلته الأم أثناء الحمل أو من خلال شىء تناولته أثناء تلك الفترة، كما لا تنتج تلك الوحمات بسبب إصابة جلد الطفل أثناء ولادته.

ويشير دكتور سعيد، إلى أن الوقاية من ظهور الوحمات الولادية للأطفال عند الولادة غير ممكنة، مؤكدا أنها قد تظهر فى العائلة الواحدة بشكل معين، وقد لا تمثل خطرا على الطفل، وقد يزول بعضها تلقائيا، لكن لابد من فحصها بمعرفة الطبيب حتى نتأكد من سلامة الطفل المولود بها، عن طريق تتبع أعدادها وحجمها للتعرف على مدى تأثيرها مستقبلا على صحة الإنسان.

ويؤكد دكتور سعيد، على أن الوحمات الولادية نوعان هما الوحمات الولادية الوعائية والصباغية، ولعل أكثرهم شيوعا فى الظهور هى الوحمات الوعائية التى تظهر نتيجة التشكل غير السليم لبعض الأوعية الدموية للطفل عند الولادة، ومنها ثلاث أنواع هى (البنية، والسلامونية، والصبغية)، وتعتبر الوحمات الوعائية الصبغية الأكثر ظهورا وتكون عادة حمراء اللون، ومرتفعة قليلا عن سطح الجلد، ومعظمها يتلاشى تلقائيا مع مرور السن، ومنها ما يظهر تحت الطبقة الخارجية من الجلد ويكون أكثر انتفاخا وأكثر ميلا إلى اللون الأزرق المحمر، ومنها البقع الأرجوانية التى تكون مسطحة وتظهر على الوجه والرقبة ولونها يكون أرجوانيا محمرا أو أحمر داكناً.

ويوضح دكتور سعيد، أن الوحمات السلامونية هى عبارة عن بقع بلون أحمر خفيف وتظهر غالبا على الجبهة والجفنين والعنق من الخلف، وقد تظهر على الشفاه العليا أو الأنف أو مؤخرة الرأس، وبعضها يبقى دون زوال لفترة طويلة من حياة الإنسان، أما الوحمات البنية، فتكون عادة بنية اللون كما يشير اسمها، وتبدو قريبة من لون القهوة مع الحليب، لكنها تكون قاتمة أكثر من لون الجلد المحيط بها، وقد تظهر فى أى مكان فى جسم الإنسان.

وينصح دكتور سعيد، بعدم إهمال الوحمات أو الشامات خاصة إذا زاد عددها أو كبر حجمها تدريجيا على جلد الإنسان، حيث إنه على الرغم من أن معظم الوحمات والشامات التى تظهر على جلد الطفل عند ولادته قد لا تمثل ضررا بالغا ولكن التغيرات التى قد تطرأ عليها هى بمثابة إنذار، لأنها قد تتحول إلى أورام سرطانية فى الجلد دون علم المريض، والبعض منها وراثى مثل الأورام الليفية العصبية التى تصيب نسيج العصب، وهى تسبب نموا شاذا للخلايا وقد يشاهد على أنه مجرد وحمه لكنه ورم ولابد من استئصاله، لذلك يجب مراقبة الوحمات الولادية بدقة وتتبع حجمها وإعدادها والتغيرات التى قد تظهر عليها، وإذا كان هناك نزيف فيها أو أصيبت بعدوى ما يجب علاجها فى الحال.

ويوضح دكتور سعيد، أن طرق علاج الوحمات والشامات يكون عادة باستخدام بعض المضادات الحيوية فى حالة التهابها أو وجود نزيف بها، كما تستخدم بعض الكريمات والمراهم المرطبة فى حالة وجود حساسية منها، لكن فى حالة تحول الوحمات إلى أورام سرطانية فى الجلد يجب استئصالها جراحيا وغالبا ما يستخدم الليزر فى عملية استئصال وتجميل والتخلص من الوحمات الولادية والشامات فى مراحلها المختلفة.



أكثر...