(المستقلة).. قررت محكمة جنايات القاهرة يوم الأحد تأجيل محاكمة الرئيس المصري السابق محمد مرسي و35 آخرين -بينهم المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع- بتهمة التخابر مع جهات أجنبية ليوم 23 شباط الحالي. وطلب رئيس المحكمة المستشار شعبان الشامي انتداب عشرة محامين للدفاع عن المتهمين بعد إعلان اعضاء هيئة الدفاع انسحابهم طالبين رفع قفص الاتهام الزجاجي الذي مثل فيه المتهمون قبل أن يعودوا للدفاع عنهم. وأقيم القفص الزجاجي بمقر المحاكمة بأكاديمية الأمن بعد أن قال مسؤولون إن مرسي وقياديين أخرين في جماعة الإخوان المسلمين استغلوا جلسات محاكمتهم بتهم متنوعة في الإدلاء ببيانات سياسية وترديد هتافات ضد الحكومة المؤقتة. وقال مرسي حين سمح له بالتحدث عبر نظام الصوت يوم الاحد “انتم قاطعين الصوت عني ليه؟ علشان خايفين الرئيس يتصل بالشعب؟” وطالب مرسي هيئة الدفاع بالانسحاب واصفا المحاكمة بأنها “مهزلة”. وأعلن المحامون انسحابهم مما دعا رئيس المحكمة لرفع الجلسة والإعلان عن انتداب محامين. وقال المحامي محمد سليم العوا الذي حضر الجلسة للدفاع عن مرسي لرويترز “ضميري المهني لا يسمح بالاستمرار … في هذه الاجراءات الباطلة.” وتشمل الاتهامات في قضية التخابر التي بدأ نظرها يوم الأحد إفشاء أسرار دفاعية لجهات أجنبية حددت نيابة أمن الدولة العليا من بينها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تدير قطاع غزة وحزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني. وقالت النيابة إن وقائع القضية تعود إلى عام 2005 أي إلى ما قبل انتفاضة عام 2011 الشعبية التي ادت الى الإطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك وإن بعضها شهدته تلك الانتفاضة.ووصفت القضية بأنها “أكبر قضية تآمر في تاريخ مصر”. وهتف المتهمون بعد دخول قفص الاتهام “ثوار أحرار حنكمل المشوار” و”يسقط يسقط حكم العسكر” و”قولها بقوة قولها بقلب عمر العسكر ما هزم شعب”.وسمعت الهتافات بالكاد من داخل القفص الزجاجي. كما ردد المتهمون النشيد الوطني وبعده أداروا ظهورهم للمنصة. ودخل مرسي قفص الاتهام مع جلوس القضاة إلى المنصة وأقبل عليه باقي المتهمين وسمع وهو يقول ردا على حديثهم إليه “الحمد لله.” ومن بين المتهمين الحاضرين محمد سعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب المنحل وسعد الحسيني محافظ كفر الشيخ السابق والعضوان القياديان في جماعة الإخوان محمد البلتاجي وعصام العريان. ومن بين المتهمين أيضا محمد رفاعة الطهطاوي رئيس ديوان رئيس الجمهورية في عهد مرسي ونائبه أسعد شيخة وأحمد عبد العاطي مدير مكتب الرئيس السابق. ولم يرد المتهمون على نداء المحكمة لإثبات حضورهم في بداية الجلسة. وقال المحامي كامل مندور لرئيس المحكمة إن المتهمين لا يسمعون النداء وقال القاضي إنه أجرى اختبارا للصوت وإن المتهمين يتعمدون عدم الرد. ويحاكم 20 من المتهمين حضوريا بينما الباقون وبينهم محمود عزت نائب المرشد العام لجماعة الإخوان وصلاح عبد المقصود وزير الإعلام في عهد مرسي هاربون. ونسبت نيابة أمن الدولة العليا للمتهمين -وبينهم الرجل الثاني في جماعة الإخوان المسلمين خيرت الشاطر- التخابر مع منظمات أخرى خارج مصر وداخلها. وقالت النيابة إن التخابر مع الجهات الأجنبية انطوى على اعتداءات بالأسلحة النارية على قوات الأمن ومواطنين خلال الانتفاضة التي استمرت 18 يوما بغرض إثارة الفوضى والإضرار بالأمن القومي المصري. وأضافت أن التخابر مع الجهات الأجنبية اشتمل على نقل عناصر مؤيدة لجماعة الإخوان المسلمين إلى غزة عبر الأنفاق السرية تحت خط الحدود لتدريبهم على أيدي رجال حماس وحزب الله والحرس الثوري الإيراني على استعمال السلاح وإعادتهم إلى مصر. وتضمن قرار الاتهام إن جماعة الإخوان فتحت قنوات اتصال مع الدول الغربية عبر قطر وتركيا وأنها تلقت مساعدات أجنبية لتنفيذ “المخطط الإجرامي وخلق الفوضى بالبلاد.” وقالت النيابة ان المشاركين في المخطط كانوا يدبرون لاعلان “امارة اسلامية” في شمال سيناء اذا لم يعلن فوز مرسي في الانتخابات الرئاسية التي اوصلته للحكم عام 2012. واضافت ان مساعدين لمرسي من بينهم عصام الحداد مساعد الرئيس السابق للعلاقات الخارجية سرب تقارير سرية للحرس الثوري الايراني ولحزب الله مكافأة على تعاونهما في المؤامرة.(النهاية)

أكثر...