التقته رجاء حميد رشيد دائرة السينما والمسرح فضاءاً مفتوحاً لجميع طاقات المبدعين وليست وقفاً على جزء أو حكراً لأحد,هي ساحة مفتوحة للطاقات المبدعة. هذا ماتحدث به د. نوفل أبو رغيف مدير عام دائرة السينما والمسرح في وزارة الثقافة اثناء الحوار الذي اجريته معه في المسرح الوطني على هامش العرض المسرحي الصامت (اهريمان). وأكد ابو رغيف أهمية المسرح في احتوائه المواهب الشابة التي تحتاج الى دعم ورعاية من الجهات الرسمية إذ أن الفن والإبداع لاينبغي أن يكون مقتصراً على العاملين في المؤسسات الرسمية, فالعمل المميز الذي أتحدث عنه هو عمل دولي ويكاد يصل الى العالمية وهو من أنتاج دائرة السينما والمسرح/ منتدى المسرح تحديداً. وأضاف أنّ مسرحية (اهريمان)هي عمل تشتغل في منطقة التجريب والتي تختلط فيه (الكيروكرافيا) بوجود الدراما التأويلية, مؤكداً أنّ الفريق الذي قدم عرض اليوم كان برعاية دائرة السينما والمسرح رغم أنهم ليسوا من أبناء السينما والمسرح. مبيناً أنه يسعى لإيجاد فرصة بأن يكون هؤلاء جزءاً أساسيا وفاعلاً في مؤسساتنا ليأخذوا دورهم أسوة ببقية الفنانين،معبراً عن أسفه بوجود معضلة التمويل الذاتي المستمرة منذ ثلاثة عشر عاماً وهي التي تقف حائلاً دون القدرة على ضم هذه الأسماء والطاقات الإبداعية إلى هذه المؤسسة. وأشار إلى قناعته أنّ السينما والمسرح ينبغي أن تكون حاضنة حقيقة وأساسية لجميع المبدعين بصرف النظر عن اختلاف القناعات وتفاوت المستويات الفنية والمعرفية والثقافية, ولاينبغي أن يقتصر العمل على الأعضاء أو المنتسبين في هذه المؤسسة حتى ولو كانت لهم الأولوية. وأكد أبو رغيف دعمه لكلّ المواهب واحتوائه للطاقات الشابة سواء كانوا من منتسبي فناني دائرة السينما والمسرح أم خارجها بالرغم من أنّ الدائرة تعمل بنظام التمويل الذاتي وبميزانية محدودة، فدائرة السينما والمسرح لن تتوقف رغم هذه العقبات فأننا نعمل بنصف الميزانية التشغيلية المقترحة وهذا لا يلبي طموحنا كما أنه ليس بالمستوى المطلوب لخدمة النخب الفنية والثقافية في العراق. واشار الى انه رغم ذلك تمكنت الدائرة من تقديم أعمال فنية وعلى شكل سلسلة متواصلة، فقد تم عرض عملاً مسرحياً بعنوان (Enter view) و(عزيزة) وعروضاً أخرى للفنانين: شوقي كريم وعواطف نعيم وغيرهم.فعروضنا متواصلة منذ بداية هذا العام وحتى نهايته, فهناك كم متراكم من الأعمال والطاقات والرؤى والأفكار التي تنتظر أن تأخذ دورها لترى النور لاسيما وأن هذه الأعمال جديرة بان تخرج للعالم وتمثل العراق بأسم مؤسسة رسمية. وعن عدم الاهتمام بالفنانين العراقيين الرواد من قبل المؤسسات الرسمية المعنية بالشأن الثقافي والفنية، قال: هناك صلاحيات محددة حسب تعليمات تنفيذ الموازنة لا يستطيع وزير الثقافة تجاوزها وهذه مشكلة حقيقة وصلاحية الوزير يمنح المكافأة هي (500) ألف دينار فقط، فهو لا يستطيع ان يتجاوز هذا المبلغ. اما نحن كمدراء عامين فصلاحيتنا لا تتعدى نصف هذا المبلغ, وكثيراً ما قمنا بأستحصال الموافقات الأصولية من الجهات المختصة لتخصيص مبالغ لبعض الفنانين لغرض علاجهم خارج العراق ومساعدتهم، منهم: فوزية حسن, أمل طه, يوسف العاني، ونسعى لمساعدة الجميع بقدر استطاعتنا وامكانيتنا. وأشار أنّ على الفنان أن ينهض بدوره في فتح منافذ جديدة للفن العراقي وضرورة الغاء وصاية وزارة الثقافة، وينبغي ايجاد خصخصة حقيقة وقطاع خاص أو مختلط لايجاد منافذ لأجل تسويق العمل الفني, وعلى المثقف والفنان أن يكون متفهماً لوضع الدولة, فنحن دولة ريعية تنتحر ببطىء, لاتدفع سوى الرواتب, وليس هناك انتاج في الدولة, ولا استثمارات وهذه مشكلة حقيقة. وعن مشاريع الأخرى التي تضطلع بها دائرة السينما والمسرح، قال: إن الدائرة لا تتوقف عن إقامة النشاطات والفعاليات بالرغم من الظروف الصعبة التي يمرّ بها العراق,ففي الأمس كان لدينا حفل بعنوان سبايكر(تشكيل ومسرح وسينما وشعر) واليوم قدمنا هذا العمل (اهريمان) وسيتم عرض فيلم سينمائي بعنوان(سائرون). بعدها ستجرى انتخابات لنقابات المراسلين العراقيين وتليها أيام السينما العراقية. فنشاطات الدائرة متواصلة فلا يكاد يمرّ أسبوع دون تقديم عمل فني. وأختتم أبو رغيف حديثه بالقول: إنّ حقل الثقافة متعدد النشاطات ومجال مفتوح لايقتصر على الفن أو الأدب أو الكتابة وأنما يضم جميع هذه الفنون والثقافات بالإضافة إلى الإعلام، فهي جميعها تمثل الحقل المعرفي الجمالي والإنساني،فهذه الفنون الإنسانية الجميلة هي التي تمنحنا هذه القدرة على ايجاد خطاب متوازن ليتقدم بالعراق للأمام، وماقدمناه خلال عامين ليس بالقليل وانجازات بغداد عاصمة الثقافة العربية مستمرة حتى اللحظة, بالرغم من وجود عشرات الاخفاقات وهناك مئات الملاحظات لكن أن من لايعمل لايخطئ فقط. ونحن باعتزاز وشجاعة نقول ليس لاحد ان ينكر هذه الملاحظات ولكن علينا ان لانتوقف ونمضي فنحن بحاجة ماسة أن نتعلم لغة الخطاب الهادئ المتوازن والحوار الذي يقبل بالآخر بعيداً عن المهاترات والتشنجات لأنها توصل بالثقافة إلى حافة الهاوية ونهايات سائبة.

أكثر...