ان تاريخ الغساسنة تاريخ حافل لاسيما ملوكهم من بني جفنة ونحن ليس هنا بصدد ذكر تاريخهم جملة واحدة حيث ان هذا الامر يسعه مجلدات عديدة ، لاكن اردنا ان نبين معلومات نسبية عن هؤلاء الامراء ، اذ لايخفى عن المتتبعين للغساسنة و اماكن توطنهم وا لمواطن التي استقروا فيها ، وكان عراق الخير في مقدمتها لاسيما على وجه الخصوص مدينة الموصل ( الحدباء ) الواقعة شماله ، حيث تواجدوا هناك منذ ( 1400 ) سنة واستقروا فيها مع الاوس والخزرج ( الانصار ) وباقي ابناء عمهم من قبائل الازد واختطوا في الموصل خططهم وكانت لهم بها مقبرة عرفت بأسمهم هي ( تربة غسان ) ، وقد اخلصوا حبهم للموصل فاعطوها الغالي والنفيس ، ولم تبخل الموصل عليهم حتى انها ضمت رفات موتاهم في مقبرتهم التي اشرنا اليها سابقا .

لم يكن الغساسنة بمعزل عن الحياة في الموصل حيث كان منهم تجار وعلماء ... الخ ، مشاركين في مختلف مجالات الحياة وكان منهم واليها يحيى بن يحيى الغساني القاضي والعالم والمحدث المعروف سيد اهل الشام ، تولاها للخليفة الراشدي الخامس عمر بن عبد العزيز ......الخ .

واستقر بها امراء الغساسنة من نسل الملك جبلة بن الايهم الجفني الغساني الازدي الكهلاني القحطاني / والذي من نسله ذرية الامير همت اغا بن الامير مصطفى اغا الغساني والذي كان له شهرة واسعة على عهد الدولة العثمانية وعقبه من البنين اربعة ومن الاناث واحدة ، واولاده حسب الترتيب من الاكبر الى الاصغر( رشيد اغا ، مجيد اغا ، حمودي اغا احمد اغا ) ، ونتيجة للامتيازات التي حصل عليها الامير همت اغا بن الامير مصطفى اغا الغساني زمن الحكم العثماني فقد اعفي ابنائه واحفاده من اداء الخدمة الالزامية في القوات المسلحة العثمانية الا ان هذا لايمنع من قيامهم ( حمودي اغا واحمد اغا ) بالتطوع للقتال تلبية لنداء الجهاد الذي اطلقه شيخ الاسلام .
ومواقف ( رشيداغا ومجيد اغا ) بقت عالقة في اذهان المعمرين من اهل الموصل ( الحدباء ) عامة واهل محلتهم ( باب لكش التي فيها جامع خزام ) خاصة ، اذ ان هذه الايادي البيضاء لايمكن ان تنسى حيث قام رشيد اغا بمهام توفير الطعام لافراد الجيش العثماني المكون من ابناء المدينة ومن هم فيها من الجنود الاخرين اثناء الحرب العالمية الاولى وهو ماقم به رشيد اغا اما مجيد اغا فكان يقدم الطعام للفقراء والمحتاجين اثناء فترة الغلاء والمجاعة التي تعرضت لها المدينة ، ....... الخ ونسلهم باقي الى الان ومنهم المرحوم غازي اغا بن الامير احمد اغا بن الامير همت اغا بن الامير مصطفى اغا الغساني الذي اعقب اربعة اولاد وهم حسب الترتيب من الاكبر الى الاصغر هم الاساتذة ( باسل و فيصل و رعد والمرحوم سعد ) ، والاستاذ غانم بن المرحم محمد بن الاميرمجيد اغا بن الامير همت اغا بن الامير مصطفى اغا الغساني صاحب مخطوطة في تاريخ الغساسنة وانسابهم ، اعقب ولدان هم حسب الترتيب من الاكبر الى الاصغر هم الاستاذان ( فراس واحمد ) الاكبر اعقب ابنة اسمها زهراء يعتبرها جدها من زهر الغساسنة والاصغر اعقب ابنة اسمها أمنية يعتبرها جدها من اماني الغساسنة ، وسوف نعرض لاحقا نسل هذه الاسرة الكريمق بالتفصيل .

واريد ان اختم الجزء الاول من هذا الموضوع بقول شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم الشاعرحسان بن ثابت الانصاري الخزرجي الغساني الازدي :

يغشون حتى ما تهر كلابهم لايسألون عن السواد المقبل
منقوول