قبيلة بني تميم

هامة مضر
مقدمة:
قال الشيخ حمدالجاسر " قبيلة بني تميم هي القبيلة العظيمه التي تغني شهرتها عن الحديث عنها ".
ولسعة فروع هذه القبيلة وكثرتها وكثره المنتسبون إليها حتى ضرب فيهم المثل المشهورفي جزيرة العرب
" من ضيع أصله قال :أنا تميمي "
وهذا المثل يضرب للقبائل العظيمة التي يُرغب في الإنتساب إليها وقد خص هذا المثل
قبيلة بني تميم دون غيرها.
وقبيلة بني تميم كانت تحل أوسع رقعة في جزيرة العرب عند ظهور الإسلام( ).
وتاريخ بني تميم وقبائلها ونسبها والتي تعتبر من أكثر القبائل العربية وأجلها شأناً والتصاقاً بالبداوة حتى عهد متأخر ، قال ابن حزم عنها : بنو تميم قاعدة من أكبر قواعد العرب( )
وقال الجاحظ : إن تميم بن مر لها الشرف العود و العز الأقعس و العدد الهيضل ،وهي في الجاهليه القدام والذروة والسنام ( ) .
ووصفها دغفل النسابه الشيباني قائلاً :
" كانوا أعز العرب قديماً وأكثرها عظيماً ، وأمنعها حريماً "
وبني تميم لم تكن قبيلة أو بطن من البطون ، وإنما شعب كبير وواسع ، رفد القبائل العربية بما تحتاجة من قوة ومنعة وتغطي أكبر مساحة واسعة من البلاد العربية والإسلامية ، وبداوة تميم لا يختلف عليها الباحثون ، وقد سبق لعلماء الإجتماع والمفكرين التطرق لتلك البداوة والتعرض لتاريخ تميم ، وحينما نمعن النظر وندرس تاريخ بني تميم وقبائلها نجد صراحة نسبها وحياتها البدوية وتأثير البداوة فيها ، فقد ورد عنها إنها لا تعرف الزراعهيالي تقول عنا فلاحين وتجد ذالك عيباً تخشاه وتخاف أن تعاب عليه ، فاعتمدت في معاشها على تربية الإبل والأغنام ، وكان بعض وجهائها يتبارون بامتلاكها للمباهات والفخر على القبائل الأخرى ، ولاكننا نجد بعد ذالك أنها أنتقلت بصورة سريعة ، وقفزت من دورالبداوة إلى دور التحضر والتمدن والتطور مع التمسك بالبداوة التميميه .
فدراسة تاريخ بني تميم البدوية حافل بالتقاليد و القيم العرقية ، والبداوة تعني صراحة النسب والتعصب إليه
وبني تميم هم أهل البداوة وأمراؤها حيث منهم سيد أهل الوبر والذي شرفه في هذا المنصب
هو رسول الله ص وهو قيس بن عاصم التميمي من سادات العرب في الجاهليه والإسلام .
وبني تميم هم أهل البداوة وأهل الحضارة ،ولم تكن الكتابة عن أمجادها والإشادة بتلك الأمجاد إضافو لمجدها وسموها وإفتخارها ،وقد ذكرها كثيراً من العلماء العرب فقالوا:
" كانت من أوفر القبائل العربية عدداً وأشدها سطوة ، و أوسعها بلداً ،وأكثرها إنتشاراً " .
فهي شعب بل دولة واسعة كبيره تشمل بعد القرن الأول الهجري أوسع المناظق في العالم الإسلامي على إتساع رقعته الجغرافيه وتنامي أطرافه .
وحينما سئل النبي ص عن مضر قال :
" تميم كاهلها " وصرح النبي t بصراحه نسبها وعلوه ، قال معاويه : "مضر كاهل العرب ، وتميم كاهل مضر "
مؤيداً بذالك رأي صعصعه بن ناجيه في أن بني تميم هامة مضر وكاهلها ( ).
وقال ص " أشد الناس على الدجال بنوتميم "
وكانت بني تميم مقلدة سلطة الإفاضة في مكة نفسها مع الإشراف على سوق عكاظ وهي إحدى الأسواق المهمه لأن الرأي القبلي السائد يستطيع أن يعبر عن نفسه في أدبه وسياسته .
وقد حدد ابن حبيب في المحبر مشاركة بني تميم في نظام المكيين على أنهم قادة و أئمة القبائل في قضاء الموسم وكانوا سدنتهم على دينهم و أمناؤهم على قبلتهم ، وذكر قائمه بأسماء رؤساء
بني تميم الذين أجتمع لهم الموسم والقضاء ( ) .
وبني تميم لها حكومه القضاء والإجازة ، وهذا دليل قوتها ونفوذها وأنها قدمت لمكة خدمة عظيمة ، حيث لا يقام عدل بدون قوة تحميه .
ولهذا نرى أن ولاية القضاء في عكاظ في بني مجاشع بن دارم التميمي العشيرة التي لها نفوذ في بلاط الحيره ، ويتزوج زعماء بني تميم من بناتهم و قريش تمتنع من تزويج بناتها من القبائل الأخرى إلا من بني تميم .
فتميم قبائل عزيزة ، وعزتها وشجاعتها ليس وصفاً من أوصاف المداح وعزهم شامخ لا يتطاول عليه متطاول ، فهذا جرير التميمي ايضاً يقول( ) :




ألم ترا إن عز بني تميم
بناة الله يوم بنى الجبالا
بني لهم رواسي شامخاتٍ
وعلى الله ذروته فطالا
ويربوع تحل ذرى الروابي
وتبني فوقها عمداً طوالا


ولا ننسى الفرزدق همام بن غالب التميمي حينما قال :



فإن تغضب قريشٌ ثم تغضب
فإن الأرض ترعاها تميمُ
هم عددُ النجوم وكل حيٌ
سواهم لا تعد لهم نجومُ
فلولا بنت مَر من نزار
لما صحٌ المنابت والأديم
بها كثر العديد وطاب منكم
وغيركم احذُ الريش هيمُ


وهنا يعني ربيعة و وائل لأن تميماً جد قبيلة بني تميم هو خالاً لوائل ومنه انتشرت القبائل الربيعية كلها .
قوماً شرفهم الله بهذا المنصب وقد كانوا حكام الحج وقضاة سوق عكاظ ، وأرباب الحكم فيه .
وكانت لبني تميم سدانة الكعبه المشرفة قبل أن يستلمها قُصي بسنين عدة، وقُصي
الأب الخامس للرسول ص ( ) .
وقد بقي بأيديهم الإشراف والتصرف بحوض ماء عرفات ، والسقاية منه، وما كان يُسمح بالأستفادة من الماء إلا بعد أن يأخذ زعيم بني تميم كفايته ( ) ، ولبني تميم فضائل عديدة في السنة النبوية لا يسعنا الحديث عنها ولاكن لأطلاع أكثر أنظر في مؤلف الدكتور الفريح التميمي( ) ،ولبني تميم في ايام العرب العديد من المأثر والبطولات.
ولها ايضاً لغة خاصه ولغتها هي ما أطلق عليها لغة اهل نجد لأن غالبية واكثر سكان نجد من بني تميم وهم أهلها منذ الجاهلية ولغة بني تميم هي من أفصح لغات العرب( ).
وقد نهى رسول الله عن السب والشتم لبني تميم حيث قال: " لا تقل لبني تميم إلا خيراً "
وحث على محبتهم .
وقال فيها علي رضي الله عنه :
" إن بني تميم لم يغب لهم نجم إلا طلع آخر وانت تقول مالها شيخ حتى بزرانه شيوخ ، وأنهم لم يسبقوا بوغم فيجاهلية ولا إسلام، وإن لهم بنا رحماً ماسة وقرابة خاصة ، نحن مأجورون على صلتها ،ومأزورون على قطيعتها "
وقد تزوج الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه ليلى بنت مسعود ابن خالد بن مالك بن زيدمناة بن تميم .
وإن النساء التميميات اللواتي تزوجن رجالاً من أسر قرشية شريفة لا يمكن إدراكها بالإضافة إلى أن أم المؤمنين وعضيدة الرسول ص وزوجته الطاهرة الطيبة خديجه بنت خويلد كانت متزوجة من بني تميم قبل زواجها من الرسول ص ( ).
وصحة نسب تميم لا يحتاج إلى بيان أو يعوزه دليل ، فبداوة القبيلة تأكيداً على صراحة نسبها لعصبية البدوي والتمسك بنسبه ، فهي من القبائل العدنانيه الصريحه وجدها الأول هو :
تميم بن مر بن أد بن طابخه(عامر) بن ألياس(خندف) بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان .
وقد ورد أسم قبيلة بني تميم في أقدم النصوص التي وُجِدَت كاقبيلة كبيرة منيعة ، فقد ذكر الأصفهاني في كتابه الأغاني:
" أن بني تميم كانوا قد وثبوا على البيت الحرام قبل الإسلام بمائة وخمسين سنة "
وهناك العديد من النصوص والثبوتيات التي يتضح لنا من خلالها شجاعتهم وقوتهم كانت سبباً قوياً عند بعض بطونهم للأعتقاد أنهم من نسل كائنات أقوى من الأنسان .
وقبيلة بني تميم قبيلة حربية ذات بأس شديد فيها الغلظة من جانب و الحكمه من جانب آخر والشرف والجاه والمنعة ، فلا عجب أن تكون العزة فيها وأن تسود القبائل وتتقدم حروبها وتتباعد منازلها وفيها من أسباب السيادة والفروسية والشجاعة ما دعاها إلى أن تستقل بطونها وتتخذ مسميات جديدة وألقاب غيبتها عن لقبها التميمي .
وأكتفت بتلك الألقاب و أحتمت تحت عزتها و ألا يحق لشاعرها أن يقول:
ترى الأرض منا بالفضاء مريضةً معضلة منا لجمعٍ عرمرمٍ
ويقول الشاعر :



فإن تميماً قبل أن يلد الحصا
أقام زماناً وهو في الناس واحدُ


ولتميم بن مر من الأولاد ثلاثة : " الحارث (الشقيرات ) ، عمرو ، زيد مناة " ، والرباب يعدون في تميم
وكما قال الشاعر المفوة ذو الرمة التميمي :



يعد الناسبون إلى تميم
بيوت المجد أربعة كبارا
يعدون الرباب وآل عمرو
وسعداً ثم حنظلة الخيارا


وتتفرع منهم قبائل عديده وكثيره منها على سبيل المثال لا للحصر القبائل التاليه :
العبادل و آل ابوعينين ، و البوعلي والحرث في عُمان ، والعتاتبة و المصالحة والعيايشه والمناقير في العراق والسعوديه ، والوهبه والمعاضيد ، والعناقر ، والعزاعيز ، والمزاريع في الإمارات وعمان و مصر السعوديه و البوحسين و آل حماد ، والنواصرفي نجد والعراق والاحوز ، (والمهيرات و البيايضه والمعايطه والمجالي) في الأردن ، والشريفات ، والمنيعات و آل سلمي ، وبني قتب و السوالم والمحاريق في عُمان وبني ثور والعرينات
والحديديين في الشام وبواديه ، وال حر في شقره لبنان وحجيل في حلب سوريا.
وهناك من بني تميم في تونس وليبيا وفلسطين وعربستان ومصر وكافه البقاع تقريباً
ومركز قبائل بني تميم هي نجد
وهذه النبذه عن بني تميم ليست بشيء فهذه ليست إلا مقدمه يسيره ولمحه سريعة ،ولأطلاع أكثر راجع الكتب والمصادر التاريخيه التي تفيض من ذكر بني تميم ( ).
***
النسب:
تميم بن مر:
قبيلة مضريه عظيمة من العدنانية تنتسب إلى
تميم بن مر بن أد بن طابخة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان من ذريه اسماعيل عليه السلام.
منازلهم:
كانت منازلهم بأرض نجد، دائرة من هنالك على البصرة واليمامة، حتى يتصلوا بالبحرين، وانتشرت إلى العذيب من أرض الكوفة وورث منازلهم الحيان العظيمان بالشرق غزية من طي، وخفاجة من بني عقيل بن كعب. وهم أمراء الباديه وأسيادهم بشهاده النبي ص والذي اطلق لقب سيد أهل الوبر لأحد فرسانهم وأمرائهم
ومكفينا ان ابو بكر الصديق من هالقبيله وان الشيخ عبد الوهاب بي سليمان التميمي منها وان الرسول صلى الله عليه وسلم يحبها

منقووول