لقد وضع (دراكيولا) أثناء فترة حكمه قوانين صارمة جدا كان هدفه الرئيسي منها هو حفظ الأمن في جميع أرجاء (والاشيا)، وكان عقاب من ينتهك هذه القوانين هو –بالطبع – الخوزقة، فالتاجر الذي يغش الزبائن، واللصوص، والكذابين، وحتى المرأة التي تخون زوجها، كان مصيرهم جميعا الخوزقة، بل أنه خوزق امرأة ذات مرة لأن قميص زوجها كان قصيرا!! بل ولم يكن يمانع بخوزقة الأطفال أيضا إذا أخطأوا!! وكان يعرض جثث ضحاياه في الأماكن العامة حتى يراها الناس وتكون عبرة لهم كي يلتزموا بالقوانين، لذا فقد كانت نسبة الجرائم في عهده معدومة تقريبا. ولكي يثبت (دراكيولا) قوة القانون في (والاشيا)، أمر بوضع سبيل ماء في أحد الأماكن العامة مع كوب مصنوع من الذهب كي يشرب منه الناس مع عدم السماح لأحد بأخذه، وأمر بوضع الكوب دون أي حراسة، ولشدة خوف الناس من (دراكيولا) لم يجرؤ أحد منهم على سرقة الكوب!!.
وتشير كتب التاريخ أن (دراكيولا) قد قتل خلال فترة حكمه بين 40 – 100 ألف شخص!! حتى أن الأتراك الذي كانوا في حالة حرب معه فشلوا في هزيمته في إحدى المعارك بسبب الهلع الذي دب في قلوب الجيش التركي من ممارساته الوحشية، فعندما أعد السلطان التركي (محمد الثاني) جيشا جرارا يفوق جيش (دراكيولا) بثلاث مرات تقريبا لغزو (والاشيا)، كان (دراكيولا) قد أدرك أن المعركة خاسرة ولا أمل له بالنصر، فقام بحرق كل القرى الموجودة على حدود (والاشيا) وسمم كل الآبار حتى لا يجد الجيش التركي الماء أو الطعام عند وصولهم لحدود مملكته، وبعد هذا تراجع (دراكيولا) لعاصمة لمدينة (ترجوفيست) وهي عاصمة (والاشيا). والواقع أنه لم يكن ليحتاج لكل هذا، فعندما وصل الجيش التركي إلى حدود (والاشيا)، شاهد أفراده منظرا رهيبا في الغابة المحيطة بـالمنطقة، منظر مخلّد لا يجهله أي قارئ لتاريخ (دراكيولا)، فقد شاهد الجنود الأتراك آلاف المساجين والأسرى الأتراك الذين قبض عليهم (دراكيولا) في حربه الطويلة معهم وكانوا جميعهم مخوزقين، وعلى الرغم من أن الجيش التركي الذي أعده السلطان (محمد الثاني) كان – كما ذكرنا- أقوى بكثير من جيش (دراكيولا)، إلا أن الجنود الأتراك رفضوا الاستمرار في التقدم من هول ما رأوا، وبالفعل تراجع الجيش التركي، فانتصر (دراكيولا) في هذه المعركة!!.
والواقع أن (دراكيولا) - وبعكس ما قد يتصور الكثيرون - يعتبر حاليا بطلا قوميا في (رومانيا) وهو جزء هام جدا من تراثها لأسباب عديدة، فهو أحد الحكام القلائل إن لم يكن الحاكم الوحيد الذي حارب أعداء بلاده المجريين والأتراك بضراوة، ووقف سدا منيعا ضد التأثيرات الأجنبية على حضارة وثقافة بلاده، وقام بتوحيد جميع مقاطعات (والاشيا).
ويحمل (دراكيولا) الكثير من الألقاب، مثل (أمير الظلام)، أو (ابن الشيطان) أو (نوسفيراتو) وهي كلمة مجرية تعني (الذي لا يفنى)، وأطلق عليه البعض الآخر – كما ذكرنا في البداية- اسم (فلاد المخوزق) لحبه إعدام الناس بالخوزقة، أما أشهر ألقابه على الإطلاق فهو بالطبع: (دراكيولا)، ويعني (التنين) أو (الشيطان)، حتى أن الكثيرين لا يعرفون اسمه الحقيقي ويعرفونه بهذا اللقب.
واختلف المؤرخون حول الوسيلة التي مات بها(دراكيولا)، إلا أن الأرجح هو أنه قد قتل عندما كان يشارك جنوده القتال في إحدى المعارك ضد الأتراك، بينما تذكر رواية أخرى أنه قتل على يد جنوده أثناء الحرب، وقد قام السلطان التركي بغرس رأس (دراكيولا) على رأس رمح وعرضه على الناس حتى يتأكد الجميع من موته، وتذكر كتب التاريخ أن جثة (دراكيولا) قد دفنت في مكان مجهول في جزيرة (سناجوف)، والغريب أنه في عام 1931م وبعد ما يقارب الخمسمائة عام من وفاته، قام عدد من الباحثين بإجراء العديد من أعمال الحفر في تلك الجزيرة لاستخراج ما تبقى من جثة (دراكيولا) إلى أنه لم يتم العثور على أي أثر للقبر!!.
وما ذكرناه هو بعض اللقطات المهمة من سيرة (فلاد الوالاشي) أو (دراكيولا) والتي تحوي من قصص القتل والتعذيب ما يكفي لملء مجلد كامل دون أي مبالغة، وجدير بالذكر أن شخصية (دراكيولا)، هي التي أوحت للكاتب الكبير (برام ستوكر) بشخصية (دراكيولا) مصاص الدماء الشهير في روايته عام ..1897
منقول
المصدر: منتديات عراق الخير والمحبة - من قسم: منتدى التاريخ العام
المفضلات