شبكة عراق الخير
النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: على هامش الوجع

Share/Bookmark

مشاهدة المواضيع

المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
  1. #1

    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    المشاركات
    1,946
    مقالات المدونة
    13
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي على هامش الوجع

    انثى على هوامش الوجع


    إلى صاحب أوجاعي

    إليه: حين يختار الحرف هوامش فؤادي، لأكتب على هوامش الذاكرته

    عندما توقف القطار في المحطة الأخيرة وفي الصفحة الاخيرة.

    توقفت عيناي فجأة عن ملاحقة حروف هذه الرواية

    كنت قد بلغت آخر صفحة فيها لكن عيوني لم تبلغ منتهاها

    لم تكتف عيناي من التهام جنون الصدف المرتبة بعناية لإقناع ذاكرتي..ذاكرتي انا دون كل القراء ..

    كانت بكل حرف تحرك شوقي لقصة لم أعشها، حكاية كان قد رتبها القدر لذاكرتي، و رفض إقحام

    عيوني فيها، و ها أنت يا صدف القراءة، يا شهوة الحرف التي تسكنني.. وتوقعنني بين أنياب رواية،

    تنهش ذاكرتي.

    ذك اليوم التقيت هذا الروائي المسكون بجنون في زواياي الهادئة، و لا جديد أنقل إليه عبارتي هذه

    حاكمت حروفا لم أقرأها، فقط ليطول حديثه، و تنتشي روحي بكلام يكسر روتين مسامعي.

    غير أنه .. ربما أدهى .. ربما …لا أدري لأي سبب دسها بين يدي المنتشية بالتحليق شارحة نظريات

    لا أومن منها بحرف ، و وجدتني متورطة بتلك الشرارة الصغيرة التي أطلقتها ، مع أني ما أطلقتها إلا

    لكسر الصمت المريب كان يحتويني.

    ها أنا و قد أتمتتها أضع حروفا صغيرة على حوافها ، و أورط غيري بها.. عيني وقلبي وتفكيري

    ويدي

    اختليت بالصفحات الأخيرة من الرواية صفحة فارغة بيضاء ورحت أعيد الركض خلف معانيها

    الهاربة، و إشاراتها السحرية كيف اشرح تلك القصة لأنثى أخذت ما كان بعد 5 شهور .. من الخداع

    …. أوراقا متناثرات و حروفا مهشمة، من انتظار الأمس الذي لم يكن لي … أنا …

    تقع عينان على كلمات سطرتها بأصابعك تكاد تمزق الصفحات احلامي و تفر من هولها رافضة قول

    معانيها.

    ما كنت لأصدق رواية، غير أني ما كنت أملك سبيلا للفرار من فكرتي السحرية هل هو يحبني حقا؟؟..

    هل سرقت بشكل ما قدر غيري، و أهديتهم قدري… يضحك مني ومن ربيع العمري.. ساخرا مني

    ومن سذاجتي وعفويتي وغبائي

    مع أني أعرف جيدا أن بيني و بين الموت الان صلة دم .. قرابة دم . أشياء مثل موت ..قدر مفاجئة

    ، مباغتة، لا تأبه بالاستئذان ..

    ..كالحب ..نعم كالحب بعد ان تأخر كثيرا، وحين جاء أخيرا ، باغتني هو أيضا بقصة مقصوصة الجناح

    .. ضحكت ..أطرقت .. و هو يرجوني أن أبدي بعض النضج، فالأمر جدي .. واني حاجته ..؟؟ نعم

    حاجته ..هكذا قالها لي.

    هو شاب يمر بي كل يوم.. حسنا تقريبا كل يوم ، عند عودته من العمل او قبل ذلك، يمر بذاكرتي

    المنسيه ، يقتني كلماته بدقة و يحادثني قليلا ، لكنه كان كافيا جدا لبعث هذه العضلة التي جمدتها

    طويلا، كما جمدت مسار حياتي من اجله.

    كنت أنتظر البقية الحكاية لأسطرها في روايتي لانه هو كان يؤكد حبه ..وغرامه..وهيامه بي..وووو

    لا شيء هو لم يقل شيئا لكنه صار يلعب بي كما يريد وانا كنت انتظره كل صباح ومساء، و وتسائل هل

    يسمع نبضات قلبي.

    اه من هذا النبض، وتسائل متى تأتي الخطوة الثانية

    ما كان ذلك ممكنا لي ، و أنا طبعا كنت اشعر بثقل يهز كياني غير أني قصدت مداعبة القدر عله يخاف

    الله ويتقيه في..لكنه آبى إلا ان يكون……؟؟!!

    رتبت بدقة فائقة موعدي مع الفرح، ككل النساء تزينت، مع أني لا أتشبه بالنساء فلي افكاري الخاصة.

    . انتشى الصباح الذي طال عبوسه عانقت اختي .. فرحا.. اليوم سوف يأتي .. ثم غادرت ..خلّفت

    لم تكن الدهشة ما عقد لساني، كان الفرح.. هو من جثم على أطراف لغتي، فاختنقت، ما أبقى لي حرفا

    يحمل إليه نبضي، والصمت ، تأرجحت الكلمات على شفتي ، لملمت حروفي

    وأعود أذكر هذا الموعد كيف رتبنا له بعناية فائقة معا ممزوجا بالفرح، يرفرف القلب وهنا اقف لأعتذر

    من ربي اولا ثم لابي وأمي وإخوتي،

    لم ارد ان أخلف موعده.. لأنه كان الي اخر لحظة يجيد لغة الصدق.

    جملة واحدة قبل ان اغلق صفحت روايتي الاخيرة..و اوصد عني جميع أبوابي .. واتعتزل ، ربما

    اعتزل الحياة و ما كانت عيوني شاهدة عليها.كيف أقحمت نفسي في تلك الرواية، وكيف هانت علي

    نفسي لست ادري

    لم أجد غير ان اقتني رواية اخرى واغوص في حروفها دون الم وهذا ما سوف افعله

    وأعود لفرحة للقاء في احدى صفحات روايتي كيف اصفها غير اني احتضنت أشياء منه ، ما كانت

    بالكامل في حضني ..بعضها ما كان هناك ..كالنبتة بالية اهداني ايها ومجموعة قصص حزينة وقلم

    كالخنجر في صدري غرسه ، كالمكافئة نهاية الخدمة ويا لهها من خدمة…ضحكت . غيرت اثوابي و

    اكتسح جنون الشباب أزقة أرضي واستعادت أنفاسي..وأنا اعيد صياغة الروايتي ، فلم اكن اعلم أني

    لم لن أقرأها بعد الان.

    عند الصفحة الأخيرة نعم الصفحة البيضاء والتي كنت انوي ان اسطر فيها حكايتي معه وكيف ان قلبي

    الذي خلته اعتزل النبض ، يمارس نقاهته في سكون الصمت ، فإذ هو لا يعتزل سواي .. أفرغه غيابه

    من كل بهجة ، ما عرفت سر صمتي الطويل في حضرة أسئلة لم و لن أطرحها ، فلا حاجة بي

    لطرحها.

    فأنا راضية تماما ..راضية أتم الرضا.. راضية لأنه كان اختياري وهو أختار جرحي.. هو

    هزيمتي و انتصاري ..وجهان لحقيقتي المشوهة ..

    لملمت تصدعات النفس، جمعت أشلاء أحسست أنها الباقية من فتات الروح، و كتمت دمعة متمردة

    راغبة بالانفجار، والوقت يسابق الخطى، كما لو أنه سيقبض على أحلامي زائفة.. ومسكت روايتي

    بأصرار وخلعته من تفكيري ،و اعتزلت النبض، أنشد نقاهة لا مواطن لها حتى بالحلم. أقلب صفحات

    القدر وابقى صامته .

    ااسطوت على قدري أنا . اقتحمت دهشة صمتي حاملة رواية مشحونة بالألم، فابتسم الشجن المعشش

    بالفؤاد، سابقت الحروف لأبلغ الصفحة الخاتمة و أعثر على هوامش قلبي ،فرجعت الي مقدمة كنت

    أعلم أني رتبتها هناك بعناية فائقة ،لكن هالني غيابي المريع كيف اصبحت من دوني في فوضة عارمة.

    حمّلت نفسي ثوبا بالغ النقاء، و زهرا طافح الكبرياء، و سرت، بمجلس كان لنا فيه لقاء و أخذت

    تثقف أذني بأحاديث النساء .. مسكينة أذني لا تعرف من الكلام غير أحلام الروايات.. نعم مسكينة

    أذني..

    أم هو فقد ثار لم لم اجيبه و ما ارئي في الموضوع، و ما كنت لأبدع مثله في النفاق يدعي الاهتمام

    ويسألني بسذاجة (كيف حالك)؟؟؟

    كيف يستطيع ان يزين الوقت بالحديث مدعي الاهتمام بي وبمشاعري و أنا ما عدت أتقن حتى وضع

    زينتي. مع ذلك هنأت صمتي ، خلفتني غارقة بين حروفها و دهشتي ..يبدو أن الجميع يصنعون

    دهشتي وهو كذلك.

    وابتسمت

    - تركته كما تركني يوم أخبرني أنه..هو.. مجرد حلم.

    ربما ابتسامتي هي الصاعقة الوحيدة في حياتي، نسيت أسئلتي وفصول روايتي و رحت اتأمل هاتفي

    وكل رسائلي وما اسهل ان تختار مسح ويختفي الالم تدريجيا اسمه وكلماته وحروفه وكذبه، مع أن

    إجاباتي ما كانت ستقنع امي بل تزيد من غيظها ، وأزيح نظراتي عنها، تهرب بعيدا حتى لا ارى

    وجهها الذي ما عادت أحسن قراءة تفاصيله ، تلمح رواية كنت قد اخبرتها بها وهي لم تصدقني

    وانا احتسي قهوتي على دفئها ..باردة ، (صمت نبضه) لم اعد اسمعه كما جرت العادة وختفت

    صورته من امام عيني ونظرت الي امي

    وقالت… الم اخبرك الم انصحك …وانا أحمل الرواية أضمها الاخر مره ورميتها بعيدا ، وأقرر أن لا

    أفتح الصفحة الأخيرة بل سأستجم بين صفحاتها كعادتي حتى أبلغ الأخيرة و أعرف يقينا أني لن ابلغ

    نهايتها غير أن من احببت..او من ضننت اني احببته قد ترك لي بياض الباقي من الصفحة الأخيرة

    فارغا فليس مهما حتى لو لطختها بكل انواع الحبر لن يجدي ذلك نفع

    مضطرة لزمت ُبياض الصمت بعده . ، وجدت لنفسي ركن هادئ يسعفني لاقتناء الروايات اخرى،

    فضاع مني هامش الحكي ، و امتد العمر لحظات صمت ، بذرت فيه بضع كلمات مؤلمة اه كم موجع

    زيف النبض ، كم هي حارقة كلمات نقولها ، و نحن نفكر بغيرها

    مشتاقة أنا ..اليه

    لسخريتنا من القدر..لبسماتنا..لسماء ضحكتنا

    مشتاقة أنا ..اليه

    كان هو عابر لهذا القلب هو اعتد الترحال بين القلوب، ساقه شيطانه لتمزيق الصمتي، أمطرت رجفة

    رهبتي أسئلة عن حالي و مآلي وما جرالي ، وكيف اتقن لغة الصمت ،وحروف خنقها الدمع ، قبضت

    يدي ..ألم تعلم .. أصابني سرطان اللسان، وانا انتظرك…

    ماذا أقول للقدر .. لقد أخطأت العنوان يا قدري ،

    ذاك كان نصيبا سطر لغيري وهو كان يضحك… مني .. وعلي.. لست ادري

    أدخل غرفتي.. كالهيكل عظمي يكسوه جلد لا حياة فيه، أدنو أجثو على ركبتي أحاول لملة حروفي،

    اللغة خائنة، الصوت خائن.. كل تلك النصوص التي قرأتتها وعبائتها في روايتي المنسية لم تسعفني

    حرفا واحدا يلفظ حرقتي.

    من خلف غمامة العبرات التي تحجرت بمقلتي غادرتها و جفت مآقي ، ألمح نظرات..كشواظ من نار

    تساقط بالقلب .. بأعمق مكان في قلبي.

    تمد يدي تسحب رواية جديد أجهدت نفسي لاقتنائها، وادسها تحت وسادتي، أعلم أن الزيارة قد

    انتهت..والطريق قد بداء طوووويلا..

    أحملني إلى وسادتي أزج رأسي تحتها و أنهمر شلالات من غير دموع، تنسكب على نار التهبت

    بالقلب ، لا تزيدها إلا استعارا ..

    لا أدري ما هو. .غير انه الوجع.. نعم .. الوجع.. كيف اصفك

    يقطع تأملتي للصفحة الأخيرة يخرجني من صمت صفحات روايتي

    ويحرك أسئلة و لا تمنح أي جواب ، ثم أبتسم بعد ذلك

    وأشكره


    منقول


    التعديل الأخير تم بواسطة ماجد الجبوري ; 12-07-2014 الساعة 11:05 PM

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. طه حسين - على هامش السيرة
    بواسطة عامر العمار في المنتدى مكتبة الادب والثقافة وعلوم اللغة والتربية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 03-01-2021, 08:31 PM
  2. النخع بين أياد ومذحج
    بواسطة محمد المسعودي في المنتدى منتدى العشائر والقبائل العربية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 05-23-2020, 11:23 PM
  3. مسلسل على هامش السيرة
    بواسطة عامر العمار في المنتدى مسلسلات عربية واجنبية
    مشاركات: 30
    آخر مشاركة: 11-25-2016, 05:43 PM
  4. سيرة الوجع- أمير تاج السر
    بواسطة عامر العمار في المنتدى مكتبة الادب والثقافة وعلوم اللغة والتربية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-10-2015, 06:41 AM
  5. الوجع الآتى من أسوان
    بواسطة علي كامل في المنتدى منتدى الرأي والرأي الاخر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-08-2014, 04:23 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

جميع آلمشآركآت آلمكتوبه تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكل من الاشكال عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى