ياسين طه العمر جاءت زيارة رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري الى عدد من البرلمانات العربية لتذكرنا بان لدينا بالفعل مجالس ينبغي لها ان تمثل الشعوب العربية وتجسد تطلعاتها, لاسيما بعد الانعطافة الكبيرة التي حصلت عقب احداث الربيع العربي. لقد بات جليا لكل ذي بصيرة حجم المشكلات التي تواجه عالمنا العربي اليوم ومقدار المخاطر التي تهدد وجوده ومصائر اقطاره في ظل هجمة شرسة تتهدده من الشرق والغرب, لذا فان بلداننا مدعوة اي من وقت مضى لتوحيد جهودها ومد جسور الثقة فيما بينها. نقطة الانطلاق نحو التكامل العربي يبدأ من الداخل اي من داخل كل برلمان عربي للقضاء على اشكال الفرقة والتشرذم خاصة مع وجود تحديات جمة داخل كل بلد يجب ان يضطلع بها البرلمان لحلحلتها مع السلطة التنفيذية ممثلة بالحكومة والقيادات العليا وصولا الى مرحلة من النضج الديمقراطي. والطرفان – واقصد بهما السلطتان التشريعية والتنفيذية – بحاجة الى تكامل مع الشعب لتكون صوته الحقيقي وضميره المعبر عن اهدافه بعد عقود من التخلف والاضطهاد التي ذاقته الجماهير العربية وان كان ذلك يحتاج الى المزيد من الوقت والجهد والنوايا الصادقة, لكن طريق الالف ميل يبدا بخطوة. ومن تلك الخطوات ما كشفه رئيس البرلمان العراقي بخصوص مسودة مشروع “القانون العربي الموحد لمكافحة الارهاب”، المطروح حاليا أمام اتحاد البرلمانات العربية، بهدف تعريف مصطلح الارهاب والوقوف بوجه الارهاب الحقيقي الذي يهدد الامة في حاضرها ومستقبلها, لان الضبابية في توصيف الارهاب ووصم الناس جزافا به, وجعله شماعة لكل عمل امني تعسفي بات من الامور المعتادة في عالمنا العربي اليوم, وهو امر يثير الضحك والبكاء في ان واحد. لا شك ان الاختلاف العربي- العربي الذي تعمق بعد الانقلاب في مصر وما سبقه من احداث في سوريا وليبيا, وكذلك الوضع الشائك في العراق كانت في مقدمة الاسباب التي وسعت الهوة بين الاقطار العربية . وعليه فان الزيارات العراقية للسعودية والاردن ولقائه بنظرائه هناك, كانت خطوة موفقة سيكون لها اثرها على امن واستقرار المنطقة، واذا حققت المرجو منها فانها ستحل العديد من الملفات العالقة وتشخص العدو الحقيقي الذي يعبث بامن البلدان العربية ويعمل على جعلها ضيعة تابعة له, مستخدما كل الوسائل المسموحة والمحظورة, هذا العدو هو من ينبغي ان توجه الحراب بوجهه بدل توجيهها للشقيق الذي يحتاج الى يد تربت على ظهره وتمسح جرحه, وتزيح عن كاهله اعباء السنين, وتقوده الى بر الحرية وشاطئ الامان . وعندها يمكن ان نقول ..امجاد يا عرب امجاد !!

أكثر...