مـــرض " الأتـــاكـــســـيـــا " وكــيــف يـمـكـن تـشـخـيـصـه



الاختلاج الحركي أو ما يعرف بـــ Ataxia هو حالة من الأعراض الخاصة بالجهاز العصبي ، والتي تشمل اضطرابا وخللا فى الحركات الإرادية ، سواء كان هذا الخلل على هيئة اضطراب في الاتجاه الحركي أو في معدل وقوة الحركات الإرادية نتيجة عدم قدرة بعض الأجزاء بالجهاز العصبي أن تنظم الحركات الإرادية للعضلات بأجزاء الجسم ، وقد تحدث هذه الاختلالات بصورة مفاجئة ، وفى هذه الحالة تعرف بالاختلاج الحركي الحاد (Acute ataxia) ، أو قد تحدث وتظهر الأعراض تدريجيا ، وفي هذه الحالة تعرف بالاختلاج الحركي المزمن (Chronicataxia) .


وبصورة عامة ، فإن الاختلاج الحركي يمكن أن يكون على هيئة واحد من ثلاثة :

الأول : الناتج عن خلل بالمخيخ ( Cerebellar ) ، وهو جزء مهم بجذع المخ : وهذا النوع إما أن يكون مرتبطاً بخلل في ناحية واحدة من الجسم ، أو على الناحيتين ، كما يمكن أن يكون الخلل لجزء من المخيخ المرتبط بالدهليز الأذني ، أو بجزء من المخيخ المرتبط بالنخاع الشوكي ، أو بجزء مرتبط بأحد فصي المخ ، وفى كل حالة من الثلاثة يمكن للطبيب أن يختبر المريض ليعرف أي من الأنواع السابقة هي التي أصابت المريض .


الثاني : ناتج عن خلل أو انخفاض أو انعدام الإحساس بوضعية المفاصل والأطراف ، مما ينتج عنه الاختلاج الحركي ، وسبب هذا النوع خللا فى العمود الخلفي للنخاع الشوكي ، ويسهل معرفته بأن المريض لا يستطيع التحكم فى المشي أو الوقوف ، عندما يغمض عينيه لفقدانه الإحساس بموقعه .

الثالث : خاص بالجهاز الدهليزى للأذن ( Vestibular ) ، وهذا النوع يتميز بشكوى المريض من رقرقة العين والغثيان والقيء مع عدم الإحساس بالإتزان السليم .


أما عن أسباب حدوث الإختلاج الحركي ، وما ينتج عنه من أنواع مختلفة للاختلاج الحركي ، فهناك العديد من الأسباب منها :

- النوع البؤري أو المحدد ( Focal ) : وهو ينتج عن حادث أو مشكلة صحية طارئة ، كما في حالات السكتات الدماغية أو كالمصاحبة لمرض التصلب المتعدد ، أو كما في بعض أورام المخ ، وقد يظهر الاختلاج الحركي في شكل من الأشكال الثلاثة ( مخيخى / دهليزي / إحساسي ) ، أو يكون نتيجة لتأثير عامل خارجي أو كنتيجة لتهبيط عمل الجهاز العصبي اثر تناول أو تعرض الشخص لبعض العناصر الكيميائية كالأيثانول ، وبعض أدوية المضادات الصرعية ، وكذلك عند تناول أغذية تحتوي على نسب عالية من الزئبق .

- بعض حالات الأنيميا الشديدة الناتجة عن نقص فيتامين ب12 وفى حالات نادرة التعرض لكميات كبيرة من الأشعاع ( الأشعة ) ، كذلك بعض العيوب الخلقية بالجمجمة قد تؤدي إلى خلل فى أجزاء من المخيخ لتؤدي إلى اختلاج حركي ، كذلك بعض إصابات الجهاز العصبي نتيجة لحوادث أو انتقال ميكروبي أو التهابات .


- أما عن أهم أنواع الإختلاج الحركي ، ذلك الذي يولد به الطفل ، وأكثرها أهمية ما يعرف بالإختلاج الحركي المتوارث ، والذى يظهر فى أجيال للعائلة الواحدة، والذي قد تظهر أعراضه فى أي مرحلة عمرية للإنسان ، ونجده متوارثا في بعض العائلات ، ويتعجب المريض عندما يعلم أنه متوارث بالرغم من أنه قد يظهر فى مراحل عمرية متقدمة دون ظهور أعراض عند الولادة أو مرحلة الطفولة . وهذا النوع يشمل العديد من المجموعات التي تختلف عن بعضها في درجة وتوقيت ظهورها ، وحتى في شدة الإصابة ومضاعفاتها ، وهذه المجموعات قد تصل في عددها حسب آخر تصنيف عالمي إلى أكثر من 40 نوعا ، وتشمل العديد من الاضطرابات المتوارثة ، والتى منها المتوارث الجسدي الصبغي العادي السائد ( Autosomal Dominant ) ، ويشمل العديد من الأنواع ، ومنها المتوارث الجسدي الصبغي العادي المتنحي ، أو ما يعرف ( Autosomal resessive ) ، ومن أهم أنواعه ما يعرف بالـــ "Friedriechs Ataxia " .


كذلك نجد أن هناك نوعاً آخر يتعلق بالكروموزومات الصبغية الإكسية ، ومن أشهر الأمثلة الاختلاج الحركي المصاحب لكروموزوم إكس الهش ، وكل هذه الأنواع تتنوع في الأعراض الإكلينيكية ، والتي غالبا ما تكون ظهور أعراضها بصورة تدريجية بطيئة ، وغالبا ما يصاحبها ضمور بجذع المخ ، خاصة المخيخ .

أما عن التشخيص والعلاج توجد أهمية خاصة للتشخيص الإكلينيكي الدقيق والمتخصص ، ومن خلال تاريخ العائلة المرضي وتاريخ المرض ذاته مع المصاب والفحوصات والإشاعات ، بالإضافة إلى الفحوصات المعملية المتقدمة والمتخصصة لهذا المرض ، والتي تقدمت جداً ، وأصبحت متاحة في العديد من المراكز المعملية والبحثية يمكن معرفة وتحديد تصنيف حالة المريض ونوعها ، وبالتالي تحديد برنامج العلاج المناسب ، والذي يختلف من نوع إلى آخر .