برج بيـــــزا المــائل ..!!

تاريخ برج بيزا المائل 3167093621_1dcfa849d


تعيش مدينة بيزا الإيطالية الساحلية على السياح الذين يتأملون برجها المائل الصامد

منذ ثمانية قرون ويعتبر من عجائب الدنيا ويتنافس الزوار في التقاط الصور بجانبه .

ولكنه منذ عام 1990 أغلق ومُنع السياح من تسلقه لأنه معرض للإنهيار كل لحظة وحسب قوانين الفيزياء

كان من المفروض أن ينهار منذ خمسين سنة ولكنه ما زال واقفاً

ومائلاً أكثر من خمس درجات ضد قوانين الفيزياء .

وتعود قصة هذا البرج العجيب إلى القرن الحادي عشر الميلادي عندما غزا أهل

المدينة صقلية وحملوا من كنوزها ما جعلهم يبدؤون مشروعهم

في بناء هذا البرج المكون من ثماني طبقات .

وبداية البناء كانت عام 1173م ولكن بعد أن وصل البناء إلى الطابق الثالث بدأ يميل

والسبب أنهم إختاروا منطقة طينية رخوة تمر بين نهرين.

فخشي القوم أن ينهار وتوقف البناء عام

1178ودام التوقف لمدة قرن آخر ثم شرعوا في البناء من جديد عام 1278م

ولمعالجة مشكلة الميل بدؤوا يطيلون العواميد الحجرية من الطابق الثالث.

وزيادة في الإحتياط حاولوا أن يضيفوا أجراساً منوعة الأثقال في

أماكن شتى لمنحه التوازن ولكن بدون فائدة .

وفي عام 1370م اكتمل بناؤه ولكنه أصبح على شكل الموزة بميل ست

درجات إلى الجنوب .

ومنذ ذلك الوقت قدح المهندسون شرارة التفكير في محاولة لتعديل

هذا الإنحراف ولكن بدون فائدة تذكر .

وكلما وضعوا أيديهم على وسيلة لإصلاحه تبين أن الخرق يزداد على الراقع

والميل يزداد والإنحراف لا يستقيم .

وفي عام 1590م قام جاليلو باستخدام البرج لإثبات نظريته في

الجاذبية وتسارع سقوط الأشياء . وفي عام

1838م قام المهندس (ألكسندر تيراداسكا) بمحاولة جديدة لحل مشكلة الميل

فقام بحفر القاعدة في محاولة لتقويمه فتدفق الماء ومال البرج أكثر

بمقدار 3 سم ولكنه لم يتداع .

ومضت 70 عاما هدراً.

وفي عام 1933م قام مهندس بثقب قاعدة البرج بـ 360 ثقبا وملأه بـ 80 طناً من الإسمنت

عسى أن يرسو على قاعدة ثابتة فاهتز ومال جنوبا 9 سنتمترات

ثم بدأت الحرب العالمية الثانية وأعطيت

الأوامر للمساعد (ليون ويكستين) الأمريكي

بضرب البرج فيما لو أعتصم فيه الألمان ولكنه أشفق على التحفة

الفنية فغادره وترك الجنود الألمان فيه ونجا بأعجوبة .

ومنذ عام 1990م بدأت الأفكار تنهمر على لجنة التقويم لمحاولة تقويم إعوجاجه .

وهناك من اقترح زراعة الشجر .

وفي عام 1992م وضعت أجهزة إنذار وإستشعار كما يراقب يومياً بالتلسكوب

ولو مال واحد من مائة من المليمتر .

وفي النهاية وضعوا حزاماً فولاذياً حول الطابق الثاني .

ووضعوا 600 طن من الرصاص في الشمال منه فتحسن

2.5 سم .

ثم زادوه 230 طنا أخرى فأصبحت 830 طناُ .

وفي عام 1998م رجعوا إلى

فكرة الفيزيائي (فيرناندو دتيراتشينا) التي صممها عام 1962م بإستخراج التربة من

القاعدة الشمالية وهكذا ربطوا البرج بأسلاك فولاذية بسماكة 5 سم يزن كل 10

أمتار منها 500 كلج وحفروا على بعد 4 أمتار من البرج بـ 12 أنبوباً ما يشفطون به التربة

من ناحية الشمال حتى يستوي مع غطسه من ناحية الجنوب. ويقولون إنه خلال

5 أشهر تحسن 1 سم إلى الشمال .

وهكذا فمشكلة إصلاح ميل برج بيزا مثل لو أردنا تسوية ذنب كلب بالمكواة. والعلم

يملك إمكانيات تقترب من المعجزة ولكن لم ينجح حتى الآن في حل المشكلة بشكل جذري .

ولو إستيقظ أحدنا ذات يوم وسمع بأنه خر هداً كما انفجرت المركبة كولومبيا

في السماء فيجب ألا يفاجأ .

فهو ليس أعظم من سد ذي القرنين .



تاريخ برج بيزا المائل 3167097195_ebc2f4563

منقول