(المستقلة)..احتجت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) على قيام أسقفية قرطبة بتغيير اسم مسجد قرطبة في موقعها الإلكتروني وفي المطبوعات المعرفة به إلى اسم كاتدرائية قرطبة. وقالت الإيسيسكو، في بيان إن هذا التصرف هو محاولة لطمس معالم التاريخ الإسلامي العريق في الأندلس، واستفزاز للمسلمين في العالم وبخاصة مسلمي اسبانيا. وأشادت بموقف حكومة إقليم الأندلس الذي عبر عنه وزير السياحة رفائيل رودريجز، الرافض لهذا التصرف غير القانوني وغير المعقول الذي يحاول اخفاء حقيقة المسجد، واحتجاجه على الأسقفية وتوجهه إلى رفع دعوى قضائية حول عدم دستورية إشراف الكنيسة على مسجد قرطبة. وطالبت اليونيسكو بالتدخل الفوري لإلغاء هذا القرار المخالف لمقتضيات إدراج هذا المعلم التاريخي الحضاري في لائحة التراث العالمي التابعة لها. يذكر أن الإيسيسكو أطلقت في شهر ايلول الماضي حملة دولية للحيلولة دون تسجيل أسقفية قرطبة لجامع قرطبة باسمها بشكل نهائى، فى إطار القانون الصادر فى إسبانيا القاضي بتسجيل ملكية المعابد الدينية بأسعار رمزية. من جانبه دعا رئيس اتحاد الأئمة والمرشدين في أسبانيا الدكتور علاء سعيد، اليوم الأربعاء، إلى تحرك موحد من قبل المجتمع المسلم في البلاد للمطالبة بتفعيل إتفاقيات الحرية الدينة الموقع مع الحكومة الأسبانية سنة 1992 والتي منها الحفاظ على التراث الإسلامي الكبير في أسبانيا. وأدان سعيد، قيام أسقفية قرطبة بتغيير اسم مسجد قرطبة في موقعها الإلكتروني وفي المطبوعات المعرفة به إلى اسم كاتدرائية قرطبة، داعيا الإيسيسكو واليونيسكو والمؤسسات المعنية بالتراث الإنساني العالمي إلى التحرك لوقف طمس المعالم الإسلامية في أسبانيا والتي تشمل قصورا وشوارع ومساجد والتي تقودها الكنيسة والأحزاب الموالية لها. ونوه إلى أن معالم المسجد الذي بني في القرن الثامن الميلادي واضحة، رغم أن كل ركن فيه يحمل إسم قديس، وأنه يحمل إسم كتدرائية جامع قرطبة. وانتقد رئيس اتحاد الأئمة والمرشدين في أسبانيا، قصورا وتحركا هزيلا ومتأخرا من المجتمع المسلم ومؤسسات التراث والمنظمات الدولية إزاء طمس المعالم الإسلامية والشوارع التي تحمل أسماء اسلامية ويعود تاريخها إلى الوجود الإسلامي في أسبانيا. ورفعت حكومة إقليم الأندلس شكوى إلى الكنيسة الكاثوليكية ضد تحركات للكنيسة لمحو الماضي الإسلامي لجامع قرطبة القديمة الذي تسيطر عليه الكنيسة، وقالت إن ذلك قد يؤثر و يضر السياحة ويصيب بالحيرة أكثر من مليون سائح، يزورون سنويا المسجد. وقال وزير السياحة رافائيل رودريغيز إن المرء قد يتصور أن الكنيسة تتطلع إلى محو الماضي الإسلامي للمسجد، والذي وصفه بأنه يمثل لقاء الثقافات والحضارات. وطالبت الإيسيسكو اليونيسكو بالتدخل الفوري لإلغاء هذا القرار المخالف لمقتضيات إدراج هذا المعلم التاريخي الحضاري في لائحة التراث العالمي التابعة لها. ويعد مسجد قرطبة واحدا من أروع الآثار التي أنشأها المسلمون من الأعمال المعمارية بالأندلس (جنوب إسبانيا) خلال فترة الوجود الإسلامي هناك (711م إلى 1492م)، وبجانبه أيضا قصر الحمراء بمدينة غرناطة، وعدد آخر وكبير من الآثار بمدن مثل إشبيلية ومالاقا. ومسجد قرطبة بناه المسلمون في القرن الثامن الميلادي، وهو من أكبر معالم قرطبة التي كانت مصدر إشعاع ثقافي في تلك الفترة، وعندما سيطر المسيحيون على قرطبة في القرن الثالث عشر الميلادي، أقاموا كاتدرائية وسط المسجد غيرت جزءا مهما من جماله وفنون عمارته. وإلى الآن ما يزال المسجد يحتفظ ببعض خصائصه المعمارية، فالمحراب ما يزال يحتفظ بكل نقوشه وألوانه، وواجهته لا تقبل المُقارنة مع أيّ محراب، بفضل كسوتها الفسيفسائيّة الجميلة، وزخارفها الدقيقة المحفورة على الرخام والحجارة. وتم تحويل المسجد، إلى كاتدرائية بعد أن استولى الملك فرديناند الثالث على المدينة من المسلمين. وكانت  الكنيسة سجلت المنشأة باسمها في 2006 بالسجل المدني وذلك حين استغلت قانونا يسمح بهذا الأمر حيث ستعود ملكية الأثر بالكامل لها في 2016 ما لم يتم وقف الأمر عن طريق اتخاذ اجراءات قانونية أخرى. وبينما أطلق بعض النشطاء الإسبان عريضة على موقع “تشانج” لإنقاذ مسجد قرطبة ومنع الكنيسة من الإستلاء عليه، لا يزال موقف حكومة اقليم الأندلس ضعيفا وإن أدانت الخطوة.(النهاية) عن وكالة (إينا)

أكثر...