لعراق كنز سياحي هائل، سواء بما منحه الله سبحانه وتعالى من خيرات طبيعية تتمثل في ارض خصبة ومصادر للمياه العذبة والغنى النفطي والثروات الطبيعية الاخرى ومناطق خلابة في شمال العراق حيث الينابيع والشلالات والبحيرات في وسطه وجنوبه، اضافة الى ما يختزنه الموروث الشعبي العراقي من افرازات الحضارات القديمة التي تعاقبت على ارضه.
فبلاد ما بين النهرين او بلاد الرافدين التي يطلق عليها بالاغريقية ميسوبوتاميا، بمعنى النهرين كانت اولى المراكز الحضارية في العالم، لقد كانت حاجة الانسان العراقي الاول للدفاع او الري في مقدمة الدوافع التي ساعدت على تشكيل الحضارة الاولى في بلاد الرافدين، فقام سكانها بتسوير مدنهم ومد القنوات، بعد سنة 6000 قبل الميلاد ظهرت المستوطنات التي اصبحت مدنا في الالفية الرابعة ق. م، ويمكن القول في ضوء الاكتشافات الاثارية ان اولى المستوطنات البشرية التي اقيمت في العراق كانت (اريدو، واوروك، في الجنوب) حيث اقيمت بها معابد من الطوب الطيني، وكانت مزينة بمشغولات معدنية واحجار، واخترعت بها الكتابة المسمارية وظهرت الحضارة السومرية عام 3400 ق. م التي تعتبر واحدة من اقدم الحضارات الانسانية المعروفة كان السومريون مسؤولين عن الثقافة الاولى في هذه المناطق، ومنها انتشرت لاعالي الفرات، ويمكن القول ان اهم المدن السومرية التي نشأت وقتها ايزين، كيش، لارسا، اور، وآداب وفي سنة 2330 ق. م استولى الاكديون، وهم الشعوب السامية، التي كانت تعيش وسط بلاد ما بين النهرين، وكان ملكهم سرجون الاول (2335 ق. م - 2279 ق.م) قد اسس مملكة اكد وحلت اللغة الاكدية محل السومرية، ظل حكم الاكديين حتى سقوط الجوتيبن عام 2218 ق. م وهم قبائل من التلال الشرقية - وبعد فترة ظهر العهد الثالث لمدينة اور وحكم معظم بلاد ما بين النهرين.
ثم جاء العيلاميون ودمروا اور سنة 2000 ق. م وسيطروا على معظم المدن القديمة، ولم يطوروا شيئا حتى جاء حمورابي من بابل ووحد الدولة لعدة سنوات قليلة في اواخر حكمه، لكن اسرة عمورية تولت السلطة في اشور بالشمال.. تمكن الحيثيون القادمون من الاناضول من اسقاط دولة البابليين ليعقبهم فورا الكيشيون ويحكموا البلاد اربعة قرون بعدها استولى الميتانيون، وهم شعب لا سامي يطلق عليهم غالبا اسم حوريون او الحوريانيون (القادمون من القوقاز، واستطاعوا الانتشار منذ عام 1700 ق. م باعداد كبيرة عبر الشمال في كل الاناضول، وظهرت دولة اشور في بلاد ما بين النهرين وهزم الاشوريون الميتافينيق واستولوا على مدينة بابل عام 1225 ق. م ووصلوا البحر الابيض عام 100 ق. م.
في حوالي 612 ق. م قامت بابل بتدمير نينوى عاصمة الاشوريين، وفي عام 538 ق. م قام قورش الاكبر امبراطور فارس بغزو العراق تلاه الاسكندر المقدوني بغزوها عام 331 ق. م ثم غزاها الرومان الى ان خضعت لحكم الامبراطورية الساسانية، حتى الفتح الاسلامي عام 637م، وفي العام 770 انتقلت عاصمة الدولة الاسلامية الى بغداد حتى العام 1258 م حيث غزاها المغول واحرقوها تحت قيادة هولاكو.
وفي عام 1401 م قام تيمورلنك قائد المغول بتدميرها مرة اخرى، وفي العام 1533 م قام السلطان العثماني سليمان القانوني بضم العراق الى الدولة العثمانية بعد هزيمة العثمانيين في الحرب العالمية الاولى (1914 - 1918) احتل العراق من قبل القوات البريطانية، وفي العام 1920 وضعته عصبة الامم تحت الانتداب البريطاني، وفي عام 1921 اعترفت بريطانيا بالعراق مملكة تحت عرش الامير فيصل بن الشريف حسين - وفي عام 1932 انهت بريطانيا انتدابها للعراق ونال استقلاله وفي العام 1958 انتهى الحكم الملكي وبدا الحكم الجمهوري، عندما اطاح الجيش بذلك الحكم بقيادة الزعيم الركن عبدالكريم قاسم، ليدخل العراق في دوامة الانقلابـات العسكرية الداخلية ومن ثم الحروب الخارجية، انتهت بسقوط النظام السابق في التاسع من نيسان عام 2003 لتبدأ مرحلة جديدة من بناء نظام ديمقراطي مدني في العراق .

منقول