عشيرة
السادة البو طبيخ






خلاصة مختصرة
اعدها السيد
قيس شاكر ابو طبيخ



البو طبيخ
مقدمة :
هذه الخلاصة اعدها (قيس شاكر ابو طبيخ) المولود على ارض المشخاب بمحافظة النجف عام 1946م وقد قمت باعدادها معتمداً على ما عندي من معلومات سبق ان حصلت عليها من بعض المعمرين من هذه الاسرة ومن العديد من مصادر بقصد توفير خلاصة مركزة صحيحة عن (البوطبيخ) ومن اراد التفصيل بامكانه الرجوع الى المصادر المذكورة في نهاية هذه الخلاصة وغيرها من المصادر.

والامر الذي اجده ضروري الذكر عن هذه الاسرة التي اصبحت عشيرة بمرور الزمن هو ميزات خمس فيما يلي :ـ
اولاً:ـ العشائر التي قدمت الى العراق من شبه جزيرة العرب جاءت على شكل جماعات وموجات معروفة في التاريخ . بينما قدم الى العراق شخص واحد وتزوج وانجب وتوفي فيه فاصبح الجد الاعلى لهذه العشيرة.

ثانياً:ـ ان قدوم هذا السيد الى العراق كان طلباً للعام وليس لاي قصد آخر ، وفيه اخذ دروسه بمدينة النجف ، ثم انتقل الى مدينة الحلة حيث اكمل دراسته الدينية.

ثالثاً :ـ انه كان ميسور الحال مقتدراً مالياً مما مكن اولاده الدخول مباشرة في ميادين الزراعة مشاركين فيها اولاً ، ثم مالكين لها بعد بضع سنين.

رابعاً:ـ وتبعاً لذلك فان ولديه (السيد مهدي والسيد هادي) اول ما وطأت اقدامهم ارض الرميثة نصبوا خيام الضيافة ، ثم مضائف القصب وضيفوا غيرهم من ابناء العشائر واشتهروا بذلك حتى اصبح الكرم الصفة الملازمة لافراد هذه الاسرة.

خامساً:ـ ان لقب (ابو طبيخ) لقب مستحدث لهذه الاسرة في العراق فقط بعد اشتهارهم بالكرم وليس له امتداد في الاحساء الموطن الاصلي لجدهم.

وهكذا توفرت اهم اسباب النجاح (العلم والمنزلة الدينية والاقتدار بالمال) وقد وضعت اقوال وتقييم المؤرخين في بداية هذه الخلاص نقلاً نصياً ، ثم الحقته بخلاصة مختصرة
عن تاريخ هؤلاء السادة (بتصرف) على مصادر اخرىمع المحافظة على روح النص ومعناه جهد الامكان ...

"البوطبيخ" اسرة علوية موسوية النسب ولقبها في العراق البو طبيخ ويعرف الشيخ حمود الساعدي في بحثه عن عشائر العراق هؤلاء السادة بقوله :ـ
" آل أبي طبيخ : علويون ينتهي نسبهم الى ابراهيم المجاب بن محمد العابد بن الامام موسى بن جعفر (ع) . وهم اهل زراعة وذوو قرى منحازة لهم ، وبيتهم له رفعة وسمعة في الفرات الاوسط . واصل هذه العائلة من الاحساء وكانوا يعرفون سابقاً باسم آل المسايحجي ... الخ"
ويذكر المؤرخ عباس العزاوي ان هذه الاسرة لقبت بـ (أبي طبيخ) لان احد رجالها وهو السيد ادريس بن عبد العزيز (طبخ الطبيخ يوم مجاعة في سنة ممحلة فانقذ الكثيرين فعرف بذلك) علماً بان صفة الكرم كانت ملازمة لمن سبقه ومن لحقه ولكن فعله النبيل كان متميزاً ، وهو السبب في وجود هذا اللقب.
ويصف الدكتور علي محفوظ السادة البو طبيخ بانهم "من اشراف العراق العظام ومعارفه النبلاء وسادته الكبراء المجداء ... يعتزون بمجد رفيع ونسب كريم وحسب شامخ وارومة زاكية وعمومة طاهرة وخؤولة عتيقة ادركت من رؤسائهم الكبار المرحوم السيد محسن ابو طبيخ رحمة الله عليه ... وكان عالي العماد رفيع البيت بعيد الصيت كريم الاخلاق ابي النفس صلب العود ..."

ولمزيد من المعلومات فان اول مصاهرة لهم كانت مع الشيخ علي الشاهين شيخ خفاجة في الحلة والثانية مع الشيخ خنجر بن الشيخ حمد آل حمود شيخ الخزاعل...
ومما يذكر الباحث السيد جواد هبة الدين الحسيني للتعريف بهذه الاسرة قوله "ولا مندوحة من ان نقف عند مثل الخير في مثل هذه الاسرة متمثلة بسير اعلامها وحياة رجالاتها اذ ان التاريخ هو الرجل . وان الرجال هم صانعوا . وكل هذه القيم والمثل السامية يمكن ان نستشرفها من سيرة اسرة هاشمية علوية ترتقي في النسب الى الامام موسى الكاظم (ع) فرجال هذه الاسرة معروفون على الصعيد الاجتماعي والسياسي للاسرة العراقية العريقة منذ ان ارتحلوا من شرق شبه الجزيرة العربية الى مشهد جدهم امير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب (ع) حوالي عام 1115هـ /1700م فكان لهم شأن شامخ في صنع التاريخ السياسي للعراق الحديث ... ، وقد عرفت الاسرة بعدها بـ (ابو طبيخ) واشتهرت به وهذا اللقب وحده يشير الى الكرم بكل معانيه ذلك ان الطبيخ ووهو (الرز المطبوخ) عنوان (قرى الضيف) الذين دأبت الاسرة التزامه للغادي والرائح كرماً من عند انفسهم" .... ، الخ.

خلاصة تاريخ هذه العشيرة
انه في مطلع القرن الثامن عشر الميلادي رست سفينة قرب مدينة النجف (حيث كان ماء بحر النجف يتصل بمياه الخليج) تحمل عائلة علوية قادمة من الاحساء هي عائلة السيد (محمد الموسوي الاحسائي) الذي كان من زعماء سادات الاحساء ومن ملاكها المبرزين قاصدة زيارة عراق الائمة الاطهار (ع) في العراق ومعه جميع افراد عائلته وخدمه ومن بينهم اكبر اولاده (عبد الله) وعمره اثنا عشر سنة حيث يقيمون في النجف مدة عام كامل كما هي العاة آنذاك . وفي بداية هذه الفترة ادخل السيد محمد ابنه عبد الله احدى المدارس الدينية المشهورة في النجف ... وشغف الولد بهذا المنهج وتفوق في دراسته وآثر في نفسه البقاء في النجف لاكمال الدراسة . وبعد انقضاء العام استعدت العائلة للعودة الى الاحساء فلم تجد ابنها السيد عبد الله ... فاقاموا اياماً يبحثون عنه وينادون في الازقة والاسواق دون جدوى مما اضطرهم الى السفر دون ابنهم بعد تكليف استاذه استمرار السؤال عنه واخبار اهله بأي جديد.

وبعد ان علم السيد عبد الله ان عائلته قد سافرت خرج من سرداب كان يختفي فيه وابلغ استاذه بانه فعل ذلك لرغبته الشديدة في اكمال دراسته الدينية فتولى هذا الاستاذ العالم رعايته وتدريسه وابلغ والده بذلك فاخذ الوالد الميسور يرسل لابنه مع الزوار الوافدين على النجف تكاليف معيشته ودراسته ... وبعد سنوات واففاه نعي والده (السيد محمد) وان رئاسة عائلتهم واملاكهم بالاحساء افضت اليه فلم يذهب الى الاحساء بل دعى من عائلته للحضور الى النجف الاشرف فلبت العائلة الدعوة وبقيت معه سنة كاملة وحملت له اموالاً نقدية فاشترى داراً في النجف حيث تكونت له منزلة دينية مرموقة لثقافته العالية وحدة ذكائه ... وفي هذه الفترة كانت الحوزة العلمية تنتقل بالتدريج الى الحلة مما دفع السيد عبد الله الى الانتقال لمدينة الحلة واستقر بها مع الكثير من العلماء ... وبعد ان حصل على درجة الاجتهاد فتح مدرسة دينية في داره هناك واصدر رسالة علمية في الفقه والف العديد من الرسائل والبحوث العلمية اصبح من مراجع التقليد.
ولما تجاوز الخمسين من عمره نصحه بعض العلماء بضرورة الزواج وانه اشرف على الشيخوخة فتزوج من احدى بنات احد اصدقائه وهو الشيخ (علي الشاهين) شيخ عشيرة خفاجة فولدت له (مهدي وهادي ومحمد) وهم اول من ولد على ارض العراق لهذه العائلة.
وبعد ان وافق السيد عبد الله على طلب اولاده امتهان مهنة آبائهم (الزراعة) لاسيما وان الاموال متوفرة لديهم ، اخذ الاولاد يجولون بين العشائر المحيطة بالحلة ويجمعون المعلومات عن طبيعة ونوع الزراعة الناجحة فيها ووسائل الري ... يعقدون اتفاقيات زراعية مع العشائر لشق الانهار وبناء السدود وتسليف الفلاحين لزراعة الحبوب مقابل نصف المحصول ... وكان المشجع الاول لهم والموجه في كل ذلك خالهم الشيخ علي الشاهين . ثم انتقلوا بتوجيه من والدهم الى مناطق نفوذ الشيخ حمد آل حمود شيخ الخزاعل في القسم الجنوبي من نهر الحلة قائلا لهم اني اني ادلكم على رجل خير يحب اولاد رسول الله (ص) وذو خلق كرم وجود ... الخ فتوجهوا بسفنهم واموالهم ورجالهم اليه فوجدوا عنده كل تقدير واحترام . وبعث معهم رجال يطلعونهم على الارض في منطقة الرميثة فاختاروا (الهور) وقرروا بتجفيفه وزراعته مقابل تمليكهم نصف الارض التي يستصلحونها ... وشاهدوا في منتصف الهور مرتفعاً كبيراً يسمونه (إيشان) فقرروا اتخاذه مقراً لسكنهم ونصبوا خيامهم وبدأوا بفتح المبازل وشق الانهار وبناء السدود بعد ان التحق بهم جمع من الفلاحين حتى جف قسم كبير من ذلك الهور فقاموا ببناء مضيف لهم من قصب ذلك الهور وبذلوا فيه الطعام للوافدين حتى شاع خبرهم بين العشائر المجاورة وعرفوا بالكرم وتشجيع الفلاحة واصلاح الارض . وقد اعجب الشيخ حمد آل حمود بباخلاقهم وهمتهم فكتب لهم عهداً موثقاً ينص على تمليكهم نصف الارض التي اصلحوها والتي لم يصلحوها بعد في ذلك الهور وذلك عام 1208هـ /1793م وكان الايشان اول مقر دائم لهم ومنطلقاً لاراضي زراعية اخرى ، وتلاه منطقة (العلاوية) نسبة للسيد علاوي بن حسن بن مهدي بن السيد عبد الله الموسوي الاحسائي ... وبمرور الزمن ازدادت املاكهم وكثر عددهم فتوزعوا تبعاً لذلك على ادارة ششؤون اراضيهم الزراعية ما بين السماوة والرميثة والطابو والمشخاب وكان اول من ابتعد (جغرافياً) عن الموطن الاول السيد حسن بن علي بن ادريس بن عبد العزيز بن هادي بن السيد عبد الله الموسوي الذي اصلح اراضي غماس (الخرم) وغرس فيها البساتين العامرة وأسس مدينة غماس ... والثاني هو السيد كاظم بن حسن بن مهدي بن السيد عبد الله الموسوي الذي جفف الهور في المشخاب بموافقة الحكومة العثمانية وعمر ارضه وحولها الى مزارع رز خصبة واتخذها مسكن دائماً له.



وبعد ان عاش السيد عبد الله زهاء الثمانين عاماً توفي في الحلة ودفن في داره (مدرسته) بناء على وصيته . وعاد ابناؤه الى الرميثة بعد انقضاء اربعين يوماً على وفاته . وبعد عام من ذلك توفي الابن الاصغر (محمد) ودفن في النجف.
وهكذا استقر ابناؤه واحفاده في العراق وكونوا عشيرة مهنتها الاساسية الزراعة ... ونتيجة للاهتمام بشق الانهر والمبازل واقامة السدود وايصال الماء سيحاً الى المزارع لقبت عشائر المنطقة هؤلاء السادة (المسايحجية) ... وبعد ان توسعت املاكهم الزراعية وشاع كرمهم لقبوا بـ (السادة البو طبيخ) وكان اول من لقب بذلك ــ كما أسلفنا ــ هو السيد ادريس ... وهكذا اشاع هذا اللقب في العراق وشمل جميع احفاد هذه الاسرة التي تكونت منها عشيرة بمرور الزمن.
واليك نسب الجد الاعلى لهذه العشيرة نقلاً عن مصادر موثوقة ، واول من قدم من الاحساء واقام في العراق حتى وفاتة . وفيه تزوج وانجب وهو (السيد عبد الله).
هو السد عبد الله الموسوي الاحسائي بن محمد بن هاشم بن علي ابو طالب بن عبد الرضا بن عبد النبي بن علي بن محمد ببن عبد الرضا الاول بن عبد النبي الكبير بن علي بن احمد المدني بن محمد بن موسى بن محمد بن احمد بن عبد الله بن احمد بن محمد بن جعفر ببن احمد ببن محمد بن ابراهيم بن احمد بن محمد بن احمد الزاهد بن ابراهيم المجاب بن محمد العابد بن الامام موسى الكاظم (ع).


المصادر المعتمدة في اعداد هذه الخلاصة :ـ

1. معلومات من المعمرين كبار السن من هذه العشيرة.
2. عشائر العراق . تأليف عباس العزاوي . بغداد . 1956 ، مطبعة شركة التجارة.
3. دراسات عن عشائر العراق . الشيخ حمود الساعدي . بغداد 1988 ، مكتبة النهضة.
4. السيد محسن ابو طبيخ . احمد كامل ابو طبيخ . بغداد 1999 ، مطبعة الزمان.
5. العراق بين عهدين . حازم المفتي . بغداد . 1990 ، مكتبة النهضة.
6. العشائر العلوية في العراق . ثامر عبد الحسين العامري.
منقوول