(المستقلة)..أيبدي مرصد الحريات الصحفية قلقه على حياة صحفيين عراقيين اختطفهم تنظيم “داعش” الاسبوع الماضي، داعيا الصحفيين والاعلاميين المتواجدين في المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم الى اخذ الحيطة والحذر لحين ايجاد الاليات المناسبة لمغادرة تلك المدن واللجوء لاماكن آمنة يسعى المرصد لتوفيرها بالقريب العاجل. ونقل بيان اصدره المرصد عن صحفيين في مدينة الموصل قولهم ان تنظيم “داعش” المتشدد أقدم على اختطاف ثلاثة من زملائهم، داخل المدينة، قبل ان يقتادهم لأحدى مراكز الاختطاف الخاصة بالتنظيم، إلى جانب عدد اخر من الصحفيين الذين كانوا قد احتجزوا في وقت سابق بعد العاشر من حزيران الماضي. وقال شهود عيان، من منطقة النور شمال شرق الموصل، لمرصد الحريات الصحفية، ان “تنظيم داعش أقتحم في الساعة السابعة من صباح الاربعاء الماضي، 31 كانون الأول 2014، منزل الصحفيين الاخوين محمد وصميم ابراهيم، واقتادهما الى جهة مجهولة”. ويعمل محمد ابراهيم، الذي دخل عقده الاربعين (من مواليد 15 آيار 1971) مراسلاً في وكالة عين الاخبارية إلى جانب شقيقه صميم الذي يعمل مصوراً فوتوغرافياً في المؤسسة ذاتها. وفي السياق ذاته، أكد ممثل مرصد الحريات الصحافية في مدينة الموصل ان “مجموعة من عناصر تنظيم داعش اقتحمت منزل الصحفي عبدالعزيز محمود، الواقع في منطقة حي الجزائر وسط المدينة، وانهالوا عليه بالضرب قبل ان يعصبوا عينيه ويقتادوه إلى جهة مجهولة”. وبحسب ممثل المرصد فان عبدالعزيز كان يعمل مراسلا لقناة الموصلية الفضائية التي سيطر عليها التنظيم لدى احتلاله الموصل. وابلغ صحفيون المرصد بان “خطوة داعش جاءت بعد قرار محكمته الشرعية التي وجهت للصحفيين المختطفين اتهامات بمخالفة التعليمات وممارسة العمل الصحفي وتسريب معلومات من داخل المدينة لوسائل إعلام محلية واجنبية”. وقال صحفي، رفض الكشف عن اسمه، لمرصد الحريات الصحفية، ان “اتصالات عديدة اجريت بعد اختطاف الصحفيين الثلاثة بهدف التوسط للافراج عنهم إلا أن قياديي التنظيم رفضوا التدخل في هذه القضية متعذرين بصدور اوامر من الخط الاول في قيادة التنظيم بهذا الشأن”. واضاف الصحفي بالقول إن “اقارب للمختطفين وشخصيات اخرى اجرت سلسلة اتصالات لمعرفة اماكن احتجاز ابنائهم ليتبين بعدها ان التنظيم اقتادهم لاحد مراكز الاختطاف، في احد منازل المسؤوليين الحكوميين السابقين، إلى جانب عدد أخر من الصحفيين الذين كان قد احتجزهم على دفعات خلال الفترة التي تلت 10 حزيران الماضي”، مؤكدا ان “عدد الصحفيين المختطفين تجاوز الاربعة عشر شخصا”. صحفيون محليون من داخل الموصل وخارجها، أكدوا لمرصد الحريات الصحفية، أن جميع الصحفيين ممن لم يغادروا المدينة التزموا بشكل قاطع بتعليمات تنظيم “داعش” بعدم ممارسة المهنة او الاتصال بأية وسيلة إعلام، سواء كانت عراقية ام اجنبية. وقال صحفي، من داخل المدينة لمرصد الحريات الصحفية رفض الكشف عن اسمه ايضا، ان “تنظيم داعش يتحجج بتسريب تقارير صحفية عن الموصل تنقل مستجدات احداث المدينة اولا باول”، وان هذه التسريبات تعطي صورة غير حقيقية عما تسمى بـ”دولة الخلافة”، واكد الصحفي ان “اغلب زملاء المهنة التزموا تعليمات التنظيم”. وكان صحفيون محليون، قد ابلغوا مرصد الحريات الصحفية، في وقت سابق ان تنظيم “داعش” قام باعتقال الصحفيين، بعد مداهمة منازلهم في مناطق متفرقة من مدينة الموصل، الا انه عمد بعد ذلك الى الافراج عنهم تباعاً. وبحسب احصائيات مرصد الحريات الصحفية فان تنظيم “داعش” مازال يحتجز 6 كتاب وصحفيين ومصورين في محافظة نينوى منذ العاشر منذ حزيران الماضي بالاضافة الى الصحفيين الثلاثة الذين اختطفهم الاسبوع الماضي، منهم الكاتب والصحفي فاضل الحديدي والإعلامي الشاب مهند العكيدي. فيما يلف الغموض مصير مقدمي البرامج في قناة “الموصلية” الفضائية ميسلون الجوادي وجمال المصري ومراسل قناة سما الموصل الفضائية قيس طلال. كما توصل مرصد الحريات الصحفية الى معطيات تفيد بان الصحفي علي النوفلي، الذي لم يُعرف مصيره في وقت سابق، لازال معتقلا لدى تنظيم داعش بعد اعتقاله من داخل مدينة الموصل قبل شهرين. هذا وافرج التنظيم عن اكثر من 17 صحفيا في المدينة ذاتها، بعد التحقيق معهم واخذه تعهدات منهم بعدم ممارسة اي نشاط إعلامي او حتى استخدام اجهزة الهاتف المحمول الخاصة بهم.

أكثر...