علي الطالقاني كاتب صحفي وباحث في شؤون الارهاب   مع تنامي ظاهرة الارهاب الذي تعدى في مخاطره الارهاب التقليدي، تدور رحى المعارك في الفضاء الالكتروني والمعلوماتي الذي يوفر المعلومات والامكانيات الكبيرة للمستخدمين. حتى بات الجميع يحذر من استخدام التكنلوجيا بشكل واسع من قبل شبكات اجرامية وارهابية. ولعل الإرهاب المعلوماتي أخطر ما يكون اليوم من بين مخاطره، لان الارهابيين عادة ما يستخدمون موارد المعلومات من اجل احداث شلل بالانظمة والسيطرات وابراج الاتصالات والتشويش وتعطيل المواقع الالكترونية وصولا الى النظام المصرفي وحركة الطيران والكهرباء.. ومع الوضع الاستثنائي في منطقة الشرق الأوسط باتت خدمة الانترنت توفر أوكارا للمجاميع المتشددة التي تستغل هذه الخدمة من أجل الوصول الى اهدافها، ومع مطلع عام 2015 أطلقت شركات الهاتف النقال العاملة في العراق خدمة الجيل الثالث 3G للانترنت، الذي يمتاز بسرعة نقل البيانات. ويقدر عدد المستخدمين للهاتف النقال في العراق من عام 2003 حتى عام 2014 بـ 25 مليون مشترك من السكان الذي يبلغ عددهم  36 مليون نسمة. وتقدم هذه التقنية باقة خدمات شبكية عالية السعة وتوفر اتصالات هاتفية صوتية ونقل البيانات بتقنية لاسلكية. حيث تعمل في العراق ثلاث شركات رئيسية وهي كل من زين العراق وآسياسيل وكورك. وبرغم ايجابية هذه الخدمة التي تواكب التطور التكنولوجي وخصوصا انه ارتبط بالقطاع الخاص مما سيوفر حرية أكبر في من اجل مواكبة التطور العالمي. الا ان هذه الخدمة يمكن ان تكون سلاحا ذا حدين. حيث ستزيد من مخاطر المجاميع الارهابية التي دائما ما تستخدم الانترنت لاغراض ارهابية. الا ان اصبح بالامكان ان يتم احباط عمليات ارهابية فيما لو قامت الشركات المتخصصة بإبلاغات محددة ومعينة عن تفاصيل هكذا عمليات يجريها منفذو العمليات الارهابية. ومن تزايد التحديات الأمنية من المتوقع أن تعلن الحكومة العراقية عن سلسلة من الإجراءات الأمنية الجديدة لمحاربة الإرهاب. وهذه الإجراءات يمكن ان تكون جزءا من قانون محاربة الإرهاب. وبرغم القوانين الحالية المعمول بها والتي تجرم تمويل النشاطات الإرهابية، لكنّ هناك غموضا يلف حول ما إذا كانت شركات الاتصالات قد تتعاون مع الأجهزة الأمنية فيما يخص مكافحة الارهاب. وخصوصا تجاه ما يجري من عمليات اختطاف يهدف من ورائها الارهابيون دفع جزية. وكانت السلطات العراقية في وقت ماضي حاولت تتبع شبكات الخطف لكنها فشلت في كثير من الأحيان. كيف يعمل الارهابيون على الانترنت؟ يسعى الارهابيون في حربهم الى استغلال طرق مختلفة من اجل كسب المعركة ومن بين أساليب العمل يأتي الرصد والمراسلات وتجنيد المقاتلين وجمع الأموال وبث الدعاية والتخطيط فضلا عن طرق أخرى. إن نقطة الضعف لدى الحكومات في المجال التكنلوجي حثّ هذه الحكومات على حجب بعض المواقع وخصوصا مواقع التواصل الاجتماعي، كما حث ذلك المجاميع الارهابية ايضا للحصول على برامج كسر الحجب، مما جعل الارهابيين يستخدمون شبكات الانترنت من خلال أساليب عدة، منها:- - البحث عن المعلومات: اصبح العالم اليوم يعتمد بشكل رئيسي على المعلوماتية حيث يسعى الارهابيون على اختراق المواقع المهمة. - تجنيد مجاميع ارهابية جديدة: يستغل الارهابيون بعض المواطنين البسطاء من خلال اغوائهم وجذبهم من خلال مواقع الدردشة والرسائل ووسائل الاتصال. - التخطيط والتوجيه: تتيح وسائل الاتصال امكانية التنسيق والتواصل بين الجماعات الارهابية ويمكن من خلال ذلك شن هجمات ارهابية، وشاهدنا كيف استغلت جماعات ارهابية وسائل الاتصال وشنّت هجمات إرهابية كبيرة على مؤسسات أمنية ومواقع معروفة. - تعلميات ودروس: كثيرة هي مواقع الانترنت التي تنقل اخبار المجاميع الارهابية، كما تقدم تعليمات وارشادات حول طرق تصنيع العبوات الناسفة والقنابل وتصنيع الاسلحة. - الحصول على المنح والتبرعات: تعتمد بعض الجماعات الارهابية على استمالة قلوب الآخرين واقناعهم بمشاريع خيرية عبر تقديم المساعدات لما يسمى “بالمجاهدين”، أو لجمعيات خيرية تدعم هؤلاء. وشاهدنا كيف استخدمت المجاميع الارهابية الاتصالات والرسائل وبث مقاطع الفيديو خاصة إلى جمهور محدد من اجل كسب مؤدين ومتعاطفين وكيف اصبحت مواقع الانترنت موضع دعاية ليتسنى لهذه التنظيمات اقناع الآخرين ، واغواءهم،  وعلى سبيل المثال يضطر تنظيم “داعش” لتجنيد عشرات المقاتلين من بينهم الاطفال بعد ان الحقت به المعرك المتواصلة خسائر فادحة. مركز اتصالات استراتيجي لذا، ينبغي مواجهة التحديات التكنولوجيا عبر انشاء مركز اتصالات استراتيجي لمكافحة الارهاب له عدة اهداف منها:- - تحليل البيانات وتعقبها والكشف عن توجهات المجاميع المتشددة التي تستخدم هذه التقنية. - تحديد مواقع الضعف في مؤسسات الدولة المتخصصة بالاتصالات ومن ثم تقويمها وتعزيزها بالمتطلبات الضرورية والعملية. - تعاون شركات الاتصالات والانترنت مع أجهزة الدولة المختصة في التصدي للأنشطة والمخططات الإرهابية. - تطوير برامج الاتصالات الخاصة بالاجهزة الأمنية ومراكز الدراسات المتخصصة بالرصد. - ايصال البيانات والفعاليات التي تقوم بها المجاميع الارهابية واعتراضها واتخاذ تدابير وقائية ضد المراسلات التي تقوم بها هذه الجماعات. - الحد من تأثير الدعايات ووضع برامج تحد من تجنيد المقاتلين. - تدريب وتأهيل مجاميع متخصصة بالاتصالات الرقمية من قبل خبراء محترفين. - ينبغي الالتفات الى موضوعة الحريات المدنية والابتعاد عن مقايضة الحريات للافراد، تحت حجة القضاء على الارهاب الألكتروني. تأهيل الوعي المجتمعي برغم ما نص عليه قانون العقوبات الخاص بالجرائم الارهابية رقم 13 لسنة 2005، وقانون اصول المحاكمات الجزائية رقم 23 لسنة 1971 المعدل الذي يخص الجرائم المعلوماتية لا يزال التهديد الأمني مستمر من قبل المجامع الارهابية. لقد ادركت المؤسسة الأمنية العراقية ان التنظيمات الارهابية تستغل الفجوات في وسائل الاتصال، لذا يجب الانتباه الى ان التنظيمات الارهابية تحاول الاستفادة من التقنيات الحديثة للوصول الى شبكات الاتصالات ونظم المعلومات وكذلك الاعلام بما يحقق اهدافها، لذا يتطلب جملة من الارشادات منها تخص تنمية مجتمع الانترنت:- تطوير مجتمع الانترنت لمكافحة العنف والقيام بمشاركات رقمية واسعة النطاق من خلال المشاركة في مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات والمدونات واليوتيوب وبث برامج تثقيفية تقوض برامج التنظيمات الارهابية وأساليب الترويج الدعائي لديها. ضرورة إيجاد بديل منافس وقوي تتضافر من خلاله جهود المختصين لكشف زيف المجاميع المتطرفة والرد علميا وفكريا والتركيز على الشباب وتحصينهم دينيا وثقافيا، وحث المجتمعات على نبذ العنف وبناء الأوطان والانخراط بأنشطة تنموية تنافس وتتغلب على فكر المجاميع المتشددة. مواجهة الفكر المتشدد بفكر معتدل عبر اقامة البرامج التثقيفية والحوارية بمشاركة خبراء ومفكرين في مجال علم النفس الاجتماعي. رقابة اتصالات السجناء […]

أكثر...