وسام نعمان شكل سقوط كبرى محافظات العراق نينوى نكبة عامة، لم يقتصر أثرها على نينوى بل شملت العراق كله، كيف ? ونينوى المعروفة بحب ابنائها للجيش و انخراطهم بالمؤسسة العسكرية يكون مصيرها هكذا، ومن موروث المدينة ان الخاطب عندما كان يتقدم لخطبة امرأة كان اهلها يقولون: (يا ملازم يا مو ?زم) لحبهم للعسكرية، وقد خرجت المدينة مئات بل ا?ف الضباط الذين يشار لهم بالبنان وكانوا شامة في جبين العراق بمواقفهم وص?بتهم وهم يدافعون عن العراق. اليوم ليس كأمس، فمن يتحكم في اهل المدينة وهنا -حديثي قبل سقوطها- كان مهدي الغراوي وناصر الغنام ومن على شاكلتهم وهم ليسوا من اهل نينوى، واذاقوا اهل الموصل الوي?ت من جراء تصرفاتهم غير المسؤولة والاتاوات التي يفرضونها على العوام من ابناء الموصل، ناهيك عن اعتقالات عشوائية طالت كل شرائح المجتمع، جيش ? يمتلك عقيدة قتالية فهو يقاتل ان قاتل ?جل الراتب، واهل نينوى هم من ذاق ا?مرين مما يسمى جيشاً وقتها وشرطة اتحادية. هذا الغيم جاء بالمطر..هذه التصرفات جاءت بالهزيمة التي شاهدها القاصي والداني واصبح يتندر بالجيش ويسمى جيش (الدشاديش) واصبح المثل الشعبي ينطبق على الجيش آنذاك (الهزيمة نص المرجلة ) ماذا بعد السقوط والهزيمة؟ لجنة تحقيقية مكلفة بأسباب سقوط مدينة الموصل بيد تنظيم داعش في العاشر من يونيو (حزيران) 2014 وانتقادات حادة، على الرغم من تصويت البرلمان العراقي عليها يوم 1/8. رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية حاكم الزاملي، يعد من أبرز المرشحين لرئاسة اللجنة الجديدة، وعدد أعضاء لجنة التحقيق بلغ 26 عضوا. وهنا نسجل اكثر من ملاحظة مهمة لعل من اهمها: ان اللجنة بهكذا عدد من الصعب أن تنهي التحقيقات بصورة سليمة، خصوصاً ان التداخلات السياسية لن اكون بمنأى عن مسار التحقيق. اللجنة عندما باشرت أعمالها بجمع المعلومات واستدعاء بعض كبار القادة والمسؤولين الأمنيين والمدنيين للتحقيق حول الموضوع، ما خرج الى وسائل ا?ع?م كان عبارة عن توزيع ابتسامات بين هذا القائد وذاك ومجام?ت بالجملة لعل هذا ما ظهر عبر الشاشة الصغيرة وما تابعه معظم العراقيين. بعض المراقبين اكدوا ان رئاسة البرلمان تعرضت إلى ضغوط سياسية، وقد نجحت هذه الضغوط في زيادة عدد أعضاء اللجنة إلى 26 عضوا، الأمر الذي أفقد اللجنة أهم عناصرها وهو الحياد والمهنية، لأن مراعاة الجميع في اللجنة هو بمثابة انحراف عن مسار عملها وهي تناقش قضية وطنية خطيرة، وهنا تأتي الخشية من مراعاة هذا الطرف او ذاك بناء على صفقة سياسية، رغم يقيننا ان رئاسة المجلس لن تتوانى في الكشف عن الحقيقة الكاملة خشية ان تكون هذه اللجنة شكلية، وقد ابدى رئيس مجلس النواب دعمه الكامل للجنة محذراً من التدخل في عملها. بعض السياسيين يرى أن هذه اللجنة ليست مؤهلة لأن تنتهي إلى نتائج مهمة، فهي أولا تأخرت لنحو سبعة أشهر، وهو وقت طويل جدا، كما أن عدد أعضائها إنما هو مؤشر واضح على التسويف، بينما كان الأجدر برئاسة البرلمان أن تشكل لجنة من الرئاسات الثلاث ودون محاباة أو مراعاة، لأننا حيال قضية وطنية لا تحتمل التأجيل.   ومن الم?حظات المسجلة على اللجنة أنها تفتقر إلى البعدين القضائي والعسكري، وتقتصر فقط على البعد السياسي، وهذه اشكالية حقيقية فمعى اعتزازنا باعضاء البرلمان ينبغي ان يضاف اليهم عدد من القضاة والعسكريين المتخصصين لتكون النتائج اقرب الى الدقة. ان الشوشرة المتعمدة على عمل اللجنة المكلفة بالتحقيق من شأنها عدم الرغبة للتوصل الى ا?سباب الرئيسة لسقوط نينوى والتي قد يكون المالكي جزءا من هذا ا?خفاق، وبذلك تدخل اللجنة في مطب جديد وهو كيف لها ان استدعي رئيس الوزراء السابق ونائب رئيس الجمهورية الحالي للاستجواب والاستماع الى افادته، ومن الذي اعطى امرا با?نسحاب عل هو قنبر ام غيدان ام الغراوي ام وزير الدفاع وكالة ام المالكي وندخل بعد ذلك في دوامة صراع جديدة، وهذه تخوفات تؤثر على مسار عملية التحقيق. دعوة لرئيس البرلمان للمضي في تبيان الحقائق والسرعة في كشف المتسبب في سقوط نينوى ايا كان،  ?ن التأريخ ? يرحم، قد تكون شاهدة الغراوي على ما فيها من مؤخذات مدخلا مهماً،  وما تبعته من شهادات من قبل الحمداني قائد الشرطة والضباط ا?خرين الشعرة التي ستقصم ظهر المتسبب فيما وصلت اليه نينوى. التحقيق النزيه المتجرد يؤدي الى نتائج عادلة.  

أكثر...