“محمد الشريف؟ يارجال هذا متعصّب آندرويد” هذا ما أسمعه عن نفسي حين يتكلم عني بعض أصدقائي المقربين، وهي صفة (ولربما لعنة) أحاول تجنبها دائماً. لقد قضيت وقتاً طويلاً أقنع الناس بأنني لست متعصّبًا، ولكن لسوء حظي لست أنا من يقرر ذلك.
أريد أن أذكر لك عزيزي القارئ أن كوني متعصّبًا لآندرويد لا يعني كراهيتي المطلقة لآبل، إنني فقط لا أفضّل منتجاتها ولا تناسبني طريقة ، على الرغم أنني اعترف أن تجربتهم هي الأسهل، وربما سألني سائل في يوم من الأيام: “هل تنصحني اشتري آندرويد ولا آيفون؟” فأجبته: ” إذا تبغى شيء سهل وبسيط خذ لك آيفون”.
أما قصتي مع الآيباد، فهي قصة غريبة. لقد احترت كثيرًا في شرائي له، ولكن بعد مروري بعام كامل من المنتجات الجوجلية، والتي كتبت عنها مقالة مطوّلة، قررت أخيرًا أن أعطي آبل فرصة جديدة وأقتني جهازهم الآيباد.
لماذا آيباد، وليس آيفون أو ماك بوك؟ بكل بساطة لأنني أصبحت مقتنعًا قناعةً تامة أن نظام الجوال المناسب لي هو آندرويد، وأن نظام الذي يروق لي هو ويندوز، وأما الأجهزة اللوحية فليس هناك جهاز أفضل من الآيباد، ولم يصل لمستواه (من حيث التجربة) أي جهاز لوحي حتى الآن.
ما هي أول الفروقات التي لاحظتها؟
كانت بداية تجربتي تقريباً بعد نزول تحديث iOS 7 والذي بدأ بداية كارثية، فقد كان يعاني الكثير من الأخطاء، وقد حصلت على نصيبي من العذاب، فكان الآيباد ينطفئ بشكل مفاجئ، ثم يعيد تشغيل نفسه لمرات عديدة. تم إصلاح كل ذلك، وبدأت تجربتي الحقيقية مع الآيباد…
التطبيقات حجمها أكبر مما توقعت، فأحجام التطبيقات على الجوالات (سواءً آيفون أو آندرويد) تتراوح ما بين 10 ميجا الى 20 ميجا أو ما يقارب ذلك، أما في الآيباد فقد تصل الى مئة ميجا وأكثر.
عند تشغيلي للآيباد، لاحظت وجود بعض التطبيقات التي شعرت بأنني لن استفيد منها ، مثل تطبيق الأسهم والملاحظات (notes). لا زلت أجهل سبب إصرار آبل على وضع مثل هذه التطبيقات بافتراض حاجة المستخدم لها ، وفي حال عدم احتياجه لها سوف توضع له على أية حال، وفوق كل ذلك سوف يُمنع من حذفها!
هذه هي مشكلتي الأزلية مع آبل، اعتقادها أنها على حق دومًا ، وأنها تعلم ما الذي يحتاجه المستخدم. إن توجّه آبل ديكتاتوري تجاه المستخدم، وهذا ما يُنفرني منها، وهو أيضاً ما يجعلني متعلقاً في آندرويد أبد الآبدين.
أولى خطواتي مع الآيباد كانت تكوين مجموعة تطبيقات باسم (Apple Useless Apps) أي تطبيقات آبل عديمة الفائدة. وضعت بها كل التطبيقات التي وضعتها لي آبل والتي لن استفيد منها ومنعتني من حذفها.
ما الذي فعلته بعد ذلك؟
اتجهت كالمفجوع إلى كنز آبل الذي لا يختلف عليه اثنان، وهو متجر iTunes الرائع والذي يحوي كل ما لذ وطاب من تطبيقات وألعاب، وقمت بتحميل عشرات التطبيقات والألعاب التي حُرمت منها كمستخدم آندرويدي.
هناك حادثة غريبة حصلت لي خلال هذه السنة. إنني جيمر (لاعب ألعاب إلكترونية) وأعشق اللعب، وأقتني PlayStation Vita ولم أكن مقتنعاً بمن يقول أن الآيباد هو أفضل جهاز ألعاب متنقل. عند سفري خلال عام 2014 وضعت الآيباد والفيتا في حقيبتي الصغيرة. كانت الخطة واضحة بالنسبة لي، فكل استخدامي سيكون للفيتا، ولن استخدم الآيباد إلا لقراءة مقال أو لعب لعبة “على الطاير”. تفاجأت أن ما حصل كان عكس ذلك، قمت باستخدام الآيباد طوال الرحلة: قرأت مقالات، ولعبت ألعاب كثر، ولم ألمس الفيتا إطلاقاً.
إن هذا الحديث لا يهم التقنيين وقد لا يعني لهم شيئاً كثيرا، ولكن في عالم الجيمز قد يعتبر ذلك أمرًا ملفتًا للنظر، فكيف يتغلب هذا الجهاز المصمم لعامة الناس ولاستخدامات عدّة، على جهاز تم تصميمه بالكامل من أجل اللعب؟
ماهي الأشياء التي اكسبتها من انتقالي لآبل؟
لكل نظام أو جهاز مميزاته، ولا يخفى علينا أن آبل تتميّز دائماً بأفضلية تطبيقاتها. إن هذا الكلام ليس بالجديد، ولكن عندما تقوم بتجربة ذلك فسوف تعلم أن تطبيقات آندرويد فعلاً اسوأ من تطبيقات آبل بمراحل.
إن أفضلية التطبيقات وحدها كانت كفيلة لإقناع الكثير من رفاقي للانتقال من آندرويد الى آبل، على الرغم من أن معظمهم يعترف أن نظام آندرويد يتقدم بسنوات على نظام آبل.
لو قمنا بمقارنة المواصفات لكل من آيفون 6 ونيكسس 6 على سبيل المثال، لوجدنا أن نيكسس يتفوق على آيفون من حيث المواصفات، وأعتقد أن جميعنا يعلم أن الآيفون من حيث التصوير على الأقل هو الجوال الأفضل.
إن الفرق بين آبل وجوجل في حرصهم على المستخدم يتضح لك من البداية، فنظام آندرويد يقوم بتشغيل البيانات (cellular data) بدون إذن منك، بينما تقوم آبل بعرض شبكات الإنترنت من حولك ثم تطلب منك أن تقوم بعمل اتصال معها، كي لا تأخذ من بيانات شريحتك شيئا.
أخيرًا، لماذا تخليت عن الآيباد؟
انتهت مسيرتي مع الآيباد قبل أيام قليلة، فقد بعته بعدما قدّم لي تجربة لا بأس بها. إن مشكلتي مع الأجهزة اللوحية حالياً أنني لا استطيع استخدامها كثيرًا، فالآيباد يبقى في زاوية الغرفة لا يفعل شيئاً سوى هدر الطاقة وتجميع الغبار. وقد مرّت عليه أيام يبقى في تلك الزاوية، وعندما أريد استخدامه اكتشف أن البطارية فارغة، وأتذكر أنه كان كذلك منذ عدّة أيام، فأضعه في مكانه مرة أخرى ولا ألمسه بتاتاً إلا بعد بضعة أيام.
ربما يعود سبب هذا الهجران كونه “جهاز لوحي” وليس جوّال. عند انتقالي للآيباد، وبعد استخدامي له لبضعة أيام، أخبرت أصدقائي أن معظم التطبيقات الرائعة والتي استخدمها هي مصممة بشكل خاص للآيفون وليس للآيباد. فهناك تطبيقات مثل Vine و SnapChat وغيرها من تطبيقات التواصل الاجتماعي التي لا تعمل على الآيباد، أو أنها تعمل ولكن بشكل أسوأ، مثل Path وغيره.
في نهاية تجربتي مع الآيباد، اقتنعت تماماً أن تجربة آبل الحقيقية تكمن في الآيفون فقط، وليس في الآيباد. لدى الآيباد الكثير من التطبيقات الخاصة به، والتي تميّزه تمييزًا كبيرًا عن منافسيه من الأجهزة اللوحية، ولكن كل ذلك لا يعوّض عن تجربة الآيفون، ولي مع ذلك الجهاز تجربة سأتحدث عنها بالتفصيل في مقالتي القادمة بإذن الله.
مصدر الصورة:Neirfy / Shutterstock.com