تمثل أعمال الفنان محمود سعيد أحد الدعائم الأساسية في بناء الفن التشكيلي الحديث بمصر منذ أوائل القرن الحالي، عالج سعيد العديد من الموضوعات والقضايا من خلال فنه وعلي رأسهم إبراز الحس الوطني ورموز الشعب المصري باختلاف طوائفه كذلك المناظر الطبيعية للبيئة المصرية الساحلية ، وأولى اهتمام كبير بالمرأة والتي اعتبارها وجوداَ حقيقيا لكل الأشياء ورمز للهوية القومية والوطنية وخاصة بعد مشاركة المرأة المصرية في ثورة 1919 ، و قد ولد محمود سعيد بالإسكندرية في ابريل سنة 1897 بمنزل والده محمد باشا سعيد (رئيس وزراء مصر وقتئذ) و حصل على ليسانس الحقوق الفرنسية في عام 1919 ، ووافق والده على سفره إلى باريس حيث التحق بالقسم الحر بأكاديمية (جراند سومبير ) لمدة عام . تجول فى معظم متاحف أوربا ودرس في بعض المراسم الحرة المشهورة كمرسم جوليان بباريس، و تزوج من سميحة رياض وكون أسرة سجلها في كثير من لوحاته فصور زوجته وابنته ناديه في العديد من اللوحات في مختلف مراحل عمرها. و قد تأثر البناء التكويني لمحمود سعيد بعدة مرجعيات كونت في النهاية هندسة بنائية متميزة ومتفردة حيث تأثر بفن التصوير الفرعوني و القواعد الكلاسيكية للفنون الأوروبية في عصر النهضة بجانب تأثره بدراسته القانونية والتي أملت علي أفكاره النظام وأهمية الالتزام به ويمكن تحديد محددات البناء الهندسي الخاص به في الآتي:

البناء الهرمي : بالتقاء الخطوط الممتدة من أسفل اللوحة إلي أعلاها
البناء المروحي : تتقاطع الخطوط لتكون شكل أقرب للنسيج المضفر
البناء الدائري : تكون عناصر اللوحة والأشكال شكل الدائرة
بناء المستطيل الذهبي : يقسم فيع الفنان سطح اللوحة بنسبة 1:3 وهي نسبة جمالية لشكل المستطيل.

وفي 8 ابريل وفى نفس يوم ميلاده توفى عن 67 عاما في فيلا الأسرة بجناكليس – رمل الإسكندرية

نماذج من أعمال الفنان

منظر بلبنان (منازل تكعيبية)


متحف الفنان محمود سعيد بالاسكندريه 1.jpg
المادة زيت على ابلاكاش
الأبعاد 41× 27 سم

بدرية

متحف الفنان محمود سعيد بالاسكندريه 2.jpg
المادة زيت على ابلاكاش
الأبعاد 70×86 سم

متحف الفنان محمود سعيد بالاسكندريه 3.jpg
ذات الحلق اللولى
المادة زيت على سوليتكس
الأبعاد 46×59.5 سم



متحف أدهم وسيف وانلي

إبراهيم ادهم وانلى ولد فى 25 فبراير 1908- 20ديسمبر 1959 بمستشفى المواساة بالإسكندرية بعد رحلة مرض عاش في حي محرم بك الإسكندرية ولم يتلقى الفنان دراسة فنية أكاديمية بل دراسة حرة للفن 1924 التحق برسم الفنان اتورينوبيكى إما التعليم فتلقى تعليمه في قصر والده على يد أساتذة متخصصين. وكلف برحلة إلى النوبة مع عدد في الفنانين لتسجيل معالم المنطقة بناء على تكليف من وزارة الثقافة و حصل على منحة تفرغ سنة 1959 كما قام بزيارة إلى ايطاليا سنة 1952 إلى سنة 1956و قد عمل مدير مخزن الكتب بالمنطقة التعليمية بالإسكندرية وقام بالتدريس في كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية من1957 حتى وفاته1959.

محمد سيف الدين وانلى

ولد في 31 مارس 1906. 15 فبراير 1979 في استكهولم اثر نوبة قلبية وعاش الفنان في حي محرم بك الإسكندرية ولم يتلق الفنان دراسة فنية أكاديمية بل دراسة حرة للفن وفى سنه 1924 التحق بمرسم الفنان (اتورينوبيكى) أما التعليم..فتلقى تعليمه فى قصر والده على يد أساتذة متخصصين. وقد عمل موظفا بأرشيف الجمرك بالإسكندرية وقام بالتدريس بكلية الفنون بالإسكندرية من 1957 حتى وفاته.وحصل على عدد من الجوائز الولية و المحلية وفى عام 1977 منح درجة الدكتوراه الفخرية من رئيس الجمهورية .

متحف الفن الحديث

تتسم الإسكندرية بطابع حميم حتى في لهجة أبنائها الذين يتحدثون بالجمع وليس بالمفرد فلم يكن بمقدور واحد أن يتجه منفردا إلى مكان دون أن يشترك الآخرون معه .فهم في قارب واحد يلفهم البحر وليس من مفر من لغة الجمع في اى عمل مما أفضى إلى توحد التفكير ثم شموله ولو استعدنا كلمات الشاعر اليوناني السكندري الكبير "كافافيس " وهو القائل فى قصيدته المدينة حين يتمثل فيها احد يريد الذهاب إلى مدينة أفضل ليخاطبه فيهما ومعلما فى نهاية القصيدة قائلا "ويحك او لم ترانى حين اضعت روحك فى هذا المكان" ..فقد اضعتها فى كل مكان فهى دعوة فى اتساع افق البحر ووافق الانسان والروح فى عمقها وتحليلتها وعبر هذا الميراث الانسانى والتاريخ الفسيح ومما جعل الاسكندرية بوطقة حضارية متفاعلة منذ كانت عاصمة العالم القديم.

كل هذا الارث قد الهم الكثيرين من ابناءه روح متصلة قوية متعددة المنشأ ومنصهرة فى بوطقة المدينة الرفيعة الخصوصية نتمنى لها ان تنهض مثل اليوم مبشرة بمدرستها الجديدة فقد كان التفكير هنا مصريا وعالميا فى نفس الوقت مستشرفا افقا لا محدودة.
فمن غموض ورصانة وبناء محمود سعيد الى قوة واستاتيكية وثبات محمود مرسى.
وكان الاخوان وانلى يتمثلان كل ما يفيد فى ميناهها الثقافى من مدارس الفن الحديث منصهرا باستاذية فى سبيكة مبتكرة تحمل نفس العذوبة السكندرية الامحدودة .
وبينما كانت تفد الى الاسكندرية اجيال من خارجها تقع فى نفس الهوى فيتنظم حامد عويس فى نفس البنية الرصينة الشمولية المعنى والبناء ويخرج ماهر رائف من التشخيص المحدد الى اتساع افلاك الخط وكذلك غيرهم يخرجون الى نداءات تمزح بين الحلم والواقع وبين الشعر والاسطورة.
ولسنا بصدد تمثل نتاج كل فنان بل نتحدث عن مدرسة الاسكندرية وذلك الحس الغامض الذى جعل الكثيرين من فنانيها يقعون فى هذا الغرض حيث ان مالدينا من اعمال لايغطى مانحن بصدده وسوف يتسع العرض ويتبلور تباعا حتى ينتظم هذا العقد مكتملا على صدر الاسكندرية التى تسعى حاليا الى نفض غبار النسيان عنها وان تطل على مصر والعالم بوجهها مضيفة الى اشراقة الحاضر عبق الماضى.