محمد واني قبل اقل من اربعة اشهر لم يكن احد في العالم قد سمع بمدينة اسمها «كوباني» او عين العرب في سوريا، ولكن فجأة اشتهرت وذاع صيتها وتداولتها وسائل الاعلام العالمية وحاز صمودها الخرافي بوجه تنظيم الدولة الاسلامية «داعش» الارهابي على اعجاب ودهشة الخبراء العسكريين والمحللين الاستراتيجيين في العالم، ليس لانها اول مدينة صغيرة تواجه اشرس تنظيم ارهابي في التاريخ مدجج بأحدث الاسلحة الفتاكة دون ان ترفع راية الاستسلام كغيرها من مدن المنطقة التي فضلت السلامة والاستكانة على القتال ومواجهة الخطر كمدينة «الرقة» السورية و«الموصل» العراقية وغيرهما التي خضعت لقوات التنظيم دون اي مقاومة، بل لانها دافعت عن الحضارة والقيم الانسانية نيابة عن العالم، لذلك يجب على العالم والتحالف الدولي الذي يمثله ان يقدر عملها البطولي ويكرمها من خلال اقامة مشاريع اعمارية شبيهة بمشروع «مارشال» لاعادة تعميرها وازالة آثار العدوان عليها، وخاصة بعد ان سيطر المقاتلون الاكراد على معظم اجزاء المدينة وطردوا منها القوات الغازية. من حق اهالي «كوباني» بعد تحرير مدينتهم، ان ينعموا بفترة سلام وأمان، ويطالبوا المجتمع الدولي بتوفير ملاذ آمن لهم «شبيه بما هو موجود في اقليم كردستان» يحميهم من الارهابيين وقوات النظام السوري وطيرانه وبراميله المتفجرة.. من حقهم على العالم ان يخلدوا ذكرى شهدائهم ويعيدوا اليهم اعتبارهم الذي يستحقونه.   هل يتذكر احد الاسطورة «آرين ميركان» الفتاة الجميلة التي صدت هجوم مسلحي «داعش» على مدينتها بجسدها الصغير وقتلت منهم الكثير؟ فهي لم تستشهد من اجل شعبها او مدينتها فحسب، بل استشهدت من اجل كل الناس المحبة للسلام والحياة الكريمة، دافعت عن الكرامة الانسانية المهدورة على يد هؤلاء الذباحين، وحقوقها التي يجب ان تصان وتحترم.. ضحت بنفسها لكي يحافظ الانسان على صورته الجميلة التي خلقه الله عليها ولا يتحول الى مسخ.. على العالم الا ينسى «كوباني» وابطالها أبدا.   عن الوطن القطرية  

أكثر...