الاستنتاجات والملامح المستنبطة بعد مرور ستة أشهر على الحرب الدولية ضد تنظيم الدولة في العراق والشام (داعش) ؟. عمر الكبيسي … فشل العملية السياسية المتمثلة بالرئاسات الثلاثة من بناء جيش مهني حرفي متدرب ومجهز يسلاح فاعل وقيادات كفوءة واستشراء الفساد والمحاصصة الطائفية في الجيش والقوات الامنية وجهاز المخابرات . الجيش الذي ورثه العبادي لا يمكن ان يحسم المعركة على الارض ضد التنظيم بسبب فقدان العقيدة الوطنية والنزعة الطائفية وحالة الفساد المستشرية فيه ويحتاج الى فترة لاتقل عن 3 سنوات وفقا لتصريحات العبادي لإعادة هيكلته وتنظيمه وهو أمر ليس سهلاً مع استمرار المواجهة كما صرح في القاهرة قبل يومين . حالة التهميش والاقصاء الطائفي وتفرد المالكي بالسلطة وخلق حواضن الانتفاضة والتطرف بالضد من السلطة لمكونات واسعة في المجتمع العراقي . لتحقيق مصالحة وطنية حقيقية ينبغي التحرك السريع بشأن تحقيق تغيير سياسي في طبيعة التعامل مع القوى الوطنية العلمانية والنخب العراقية وحزب البعث والحركات القومية وتقريب وجهات النظر بين الطوائف والمكونات العراقية الاثنية والعرقية والعشائرية ، إطلاق سراح المعتقلين والقرارات القضائية المسيّسة والغاء قرار الاجتثاث والماده 4 إرهاب والمخبر السري وغيرها من قرارات مصادرة الاموال والاملاك والرواتب التقاعدية . وجود دور واضح للادارة الامريكية بضرورة اعادة النظر في الواقع العراقي وتواجدها المستقلي فيه ، خصوصا بعد تلكؤ مفاوضات الملف النووي الايراني وبعد ان أدركت هذه الإدارة حجم وقوة النفوذ الايراني الذي تضخم بعد انسحابها من العراق وتعرض اهدافها السياسية ومصالحها النفطية فيه . تواطئ الادارة الامريكية في عملية دخول داعش وهيمنتها السريعة على مناطق واسعة واستراتيجية بلا مقاومة تذكر وبهزيمة الجيش ونفاذ معداته خلال هذا التقدم دون تحريك ساكن مازالت لغزا يثير الشكوك . ناهيك عن حالة فقدان الاستراتيجية الواضحة لدى الادارة الامريكية ودول التحالف الدولي في المواجهة ضد داعش .الهدف المعلن لدول التحالف كما يبدو هو أمني بحت ، يفترض استنزاف وتجفيف عناصر العنف والتطرف لأطول فترة ممكنة طالما ان هذا الصراع لا يحدث ضمن نطاق وجغرافية دول التحالف . ما يروج له السيناتور ماكين شيء مختلف فهو يعتبر الحرب على داعش مصيرية ، وخطورتها تكمن في الفكر الذي تحمله والدولة التي اعلنتها والتي تجاوزت نصوص سسايكس بيكو وتقسيماتها والتي لازالت تحقق هجومات وقوة لايمكن تجاهلها على الأرض. لكن ماكين لا يدرك ان هزيمة داعش في العراق وسوريا هي ليست نهاية الارهاب وتنظيماته التي تهدد امن أميركا والغرب او في المنطقة ، مواجهة الارهاب لا تتم من خلال مواجهته بإرهاب آخر،نائب الرئيس الامريكي بايدن و وزير الدفاع المستقيل والقادة العسكريون والسياسيون المتابعون للوضع العراقي ، صرحوا ونبهوا مرارا وتكرارا من خطورة النفوذ الايراني في العراق وتصرفات وسلوك الميليشيات وفيلق القدس الارهابية والانتقامية فيه ، كيف اصبحت هذه التنظيمات جزءا من الجيوش التي تقاتل داعش وإيران ليست عضوا في الحلف ضد الإرهاب وهي بالذات تنفذ نفس المخطط في سوريا واليمن ودول اخرى؟. إذ كيف يسمح لقوات ايرانية وقادة مثل سليماني وتقوي المدانين والملاحقين دوليا ، وجيوش وميليشيات تابعة لإيران ان تقاتل في العراق وسورية وهي ميليشيات ارهابية اقترفت بدوافع طائفية ابشع الجرائم والاختراقات بحقوق الانسان في سوريا وفي العراق وبالذات في المدن التي يحصل فيها انسحاب (تحرير) لداعش منها. كيف وباي استراتيجية يحارب الارهاب ارهابا آخر ، وهذه الحرب ضد داعش تتحول الى حرب دامية طائفية اشد خطورة من حرب داعش . ثم لو انهزمت داعش في العراق وسوريا غدا ، وعاد من تبقى من مقاتليها الأجانب كل الى موطنه والدولة التي جاء منها الى العراق او سوريه ، هل ستكون أميركا والدول الغربية أكثر أمنا بعودتهم ؟ الإدارة الامريكية لا تمتلك استراتيجية واضحة في المواجهة واصبحت إدارة الرئيس اوباما للمواجهة موضع شكوك داخل الحزبين الحاكمين . ما مخطط له للعراق بعد داعش ، أمر يقلق العراقيين ، هل ستعود اميركا بقوات برية الى العراق وسوريا لمواجهة التنظيم وإسقاط نظام بشار الأسد كقوات صديقة كما دخلت العراق في 2003 ثم احتلته ؟. وهل ستمرر القيادة الروسية وحلفائها الصين وإيران مثل هذا الخيار دون حرب ، الذين تبنوا تشكيل التحالف الدولي وضعوا برنامج لمعركة طويلة الأمد مع داعش وهذا يعني اطالة فترة الدمار والخراب والتهديد لحياة وعيش الابرياء والمزيد من ضحايا الصراع والقصف الجوي . الحرب الطويلة تعني استهلاكا للإقتصاد والموارد وغياب لمشاريع التنمية والبناء. مضت على هيمنة التنظيم والمواجهة معه ما يقارب سبعة أشهر ، لم تختمر فيها ملامح خطط واستراتيجية عسكرية عراقية تضع بنظر الاعتبار اهمية توحيد القوة العسكرية وتوحيد الجهد العسكري بعقيدة وطنية وتأهيل القيادات العسكرية الكفوءة والغطاء الجوي الفاعل وحصر السلاح بيد الدولة وحل الميليشيات والحفاظ على سيادة البلد واستقلالية القرار ومنع التدخل الاقليمي بفترة زمنية مختصرة تتلافى المزيد من الدمار والنزوح والخسائر البشرية والمادية لتلافي الانهيار الاقتصادي والتفكك المجتمعي والتقسيم الطائفي .المعارك التي دارت بين تنظيم الدولة والقوات العراقية ومجاميع الحشد والمليشيات ، استطاعت في ملامحها الاخيرة ايقاف تقدم التنظيم وانسحابه من مساحات على الارض لا تشكل تغييرا كبيرا في جغرافية الصراع باستثناء انسحاب التنظيم من مناطق كبيرة ومهمة في الاقليم الكردي وجواره بسبب استعداد جيد وخطط عسكرية محكمة لكنها لغاية اليوم لم تحكم سيطرتها على كامل سنجار وجبلها . 5. الوضع الاقتصادي في العراق بعد انخفاض أسعار النفط بشكل غير متوقع في ظرف ورث فيه العبادي خزانة فارغة لعام كامل لم تقر موازنته ولم توثق صرفياته ، لم يعد يتحمل تكاليف ومضاعفات حرب طويلة فيه بالطريقة التي تخطط لها الادارة الامريكية والتحالف ، وزير النفط في حكومة العبادي صرح بعد زيارة له لإيران أن اي توافق بشأن السياسة النفطية بين ايران والعراق ، سيوقف الأزمة التي تتعمد دولا منتجة في حدوثها ، هل هذا يعني أن توقيت حصول أزمة انخفاض الاسعار مع أزمة داعش هي حالة متقصدة تهدف الى تقليم نفوذ ايران في العراق وروسيا في سوريا ، أو حزء من تجفيف تمويل الإرهاب وتجارة تهريب النفط التي تنشط بها داعش وحكومة الاقليم وإيران من خلال الأبار المشتركة في جنوب و وسط العراق .، هزيمة داعش على […]

أكثر...