بسم الله الرحمن الرحيم
في قوله تعالى {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ} سورة البقرة: الآية 34.
سؤال : كييف يوصف أبليس بالكفر مع انه لم ينكر وجود الله سبحانه او يشرك به أحداً؟
الجواب:
قبل توضيح الموضوع نبين معنى كلمة الكفر في اللغة وقد جاء في جمهرة اللغة لأبن دريد ان أصل الكفر التغطيةِ على الشيء والستر له، فكان الكافر مغطى على قلبه ...)
فكان ذنب إبليس أمر اخر غير نكران وجود الله سبحانه وتعالى وانما كان الوحيد الذي أعترض وامتنع على سجوده لآدم لصفة (الكبّر) فيه وتمرده وطغيانه ...
ولهذا فقد درجته في مقام الكمال في مستوى الملائكة الى صفوف (الكافرين الباغين الطاغين) حيث أصبح رئيساً عليهم يقف في المقدمة ...
وحينما سأله الخالق عن سبب هذا التمرد والأمتناع { قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ}. سورة ص،الآية :75
اجابه ابليس لعنه الله {قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} سورة ص،الآية : (76)
اذن كان موقفه معصية وتمرد ... وتحدياً ... ورفضاً لعلم الباري عز وجل وأرادته في ان ادم يستحق هذا الأجلال والاكبار حتى تسجد له الملائكة ...
المصادر
تفسير الأمثل ج 14 ص 555