آسيا بنت مزاحم


الحمد لله رب العالمين والصلاة و السلام على سيد المرسلين و خاتم النبيين وعلى آله و صحبه أما بعد
نساء الدنيا خيرهن أربعة كما ذكر النبي صلى الله عليه و سلم مريم ابنة عمران و آسيا بنت مزاحم و خديجة بنت خويلد رضي الله عنها و فاطمة بنت محمد رضي الله عنها هؤلاء الأربع هن خير نساء الدنيا
آسيا إسمها آسيا بنت مزاحم يقال أما تكملة إسمها بن عبيد بن ريان بن الوليد
من الوليد ؟؛قالوا هو فرعون في زمن يوسف عليه السلام فكان فرعون في زمن يوسف عليه السلام هو جد آسيا فهى من زريته ..قيل والله أعلم


آسيا بنت مزاحم عاشت في زمن سييء في وضع صعب عاشت في بيتٍِ ملؤه الفجور و الكفر و الشرك زوجها من ؟ زوجها فرعون الذي كان يقول للناس أنا ربكم الأعلى ، تعالى الله عما يقول وكان يجمع بني إسرائيل فيقول لهم ( يا قوم أليس لي ملك مصر و هذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون )
كبر و أي كبر ؛ يقول للناس أنا أملك مصر كلها وأنا الذي أسير الأنهار من تحتي فلا تبصرون ؛ بل هو الأعمى الذي لا يبصر

أعمى لا يبصر ، من خلقك يا فرعون أجرى الله من فوق رأسه الماء ؛ كما كان يقول الماء تجرى من تحتي أجرى الله من فوقه الماء و أغرقه بهذا الماء
فرعون كان يعيش في قصره اناس ضعفاء مستبعدين في ذلك الزمن أمر فرعون بعد أن رأى رؤيا ؛ ماذا رأى ؟

في يوم من الأيام إستيقظ فرعون من نومه فزعاً و جمع الكهنة و العرافين و مفسري الأحلام قال لهم رأيت رؤيا ؛ قالوا ماذا رأيت ؟
قال رأيت أن ناراً تخرج من بيت المقدس ثم أتت هذه النار على مصر فأحرقت كل أهل مصر ولم تبقي إلا بني إسرائيل

بني إسرائيل هم قوم مستضعفون من أبناء يوسف عليه السلام و إخوانه الإثنى عشر ، إثنى عشر صفتاً هؤلاء صار منهم بني إسرائيل فجاءت الفراعنة و غلبت على مصر فاستعبدت بني إسرائيل جعلتهم خدم
يقول فرعون رأيت النار تحرق كل أهل مصر ماعدا بني إسرائيل لم تحرقهم أفتوني في رؤياي ؛ فقالت الكهنة قالوا هذا ولدٌ من بني إسرائيل سوف يكون هلاك و دمار ملكك على يديه ؛ قال إذاً ماذا أصنع ؟ ؛ قالوا له أنت و شأنك

فجمع الحرس و جمع الوزراء و جمع الجنود فأستقر على أمر كل مولود ذكر من بني إسرائيل يذبحهُ
قال الله تعالى ( إن فرعون علا في الأرض و جعل أهلها شيعا * يستبعد طائفةً منهم ) أرسل الجنود أرسل المباحث أرسل الإستخبارات كل إمرأة حامل ينتظروا عندها فإذا ولدت و إذا كان الولد ذكراً يذبحوه مباشرةً ؛ الجنود الحرس الإستخبارات الجيش ، في الطرقات كل إمرأة ظهر عليها علامات الحمل جلسوا يراقبوها ينتظرون

و إذا كانت أنثى تركوها و إذا كان ذكراً ذبحوه جنود لا ترى في الناس ولا ترقب فيهم إلاً ولا ذمة ؛ أي وحشية هذه ؛ أي ظلم هذا ؛ أي قهر

كان يقهر العباد ؛ الطفل الذي لا ذنب له يذبحه بمجرد الولادة ؛ لا ذنب له قال الله تعالى :( إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا* يستبعد طائفةً منهم * يذبح أبنائهم * و يستحيي نسائهم * إنه كان من المفسدين )
مرت الشهور مرت الأيام ؛ جاء القبط إلى فرعون ؛ قالوا له ماذا صنعت ؟ ؛ قال ماذا ؟
قالوا قرارك سييء؛ قال أي قرار ؛قالوا قرار ذبح الذكور سييء؛ قال لمَ ؛قالوا لأنك لو ذبحت الذكور بعد سنوات لا يبقى أحد يسجد لك

بني إسرائيل خدم لهم ولو ذبحت الذكور بعد عشر سنوات عشرين سنة لا يبقى إلا الإماء
فإستشار وزراءه قالوا إذبح الذكور سنة و إتركهم سنة وربما تصيب في هذه السنة التي تذبحهم ذلك الذي سيكون دمار ملكك على يديه

لا بأس ؛ فكان يذبحهم سنة و يتركهم سنة ؛ في السنة التي تركهم فيها ولد هارون عليه السلام فنجا و حملت أم هارون في سنة يذبح فيها الأطفال

حملت في موسى عليه السلام ؛ فإذا بها تختبأ في البيت حتى لا يكتشفون أنها حامل إختبأت في البيت شهور حتى جاءت ساعة الولادة وولدته ولا أحد يدري به سراً
وكانت تخاف أن يكتشف الناس أمرها قال الله تعالى( و أوحينا إلى أم موسى أن ألقه *فإذا خفتى عليه فألقه في اليم ولا تخافي ولا تحزني )

قالوا لها إصنعي له تابوت ؛ صندوق خشب و ضعي موسى في الصندوق و إربطيه بحبل وكلما دخلوا عليكِ إرميه في النهر

فإذا خفتي عليه ألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني ؛ في يوم من الأيام دخل الجنود فجأةً فتركت الصندوق بلبه قال الله تعالى( فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني * إنا رادوهُ إليك و جاعلوه من المرسلين ) ؛ دخل الجنود فجأة فرمت الطفل الرضيع بحثوا فى البيت ما وجدوا شيئاً ولكنها ذهبت الى النهر ولم تجد هذا الصندوق

ذهب الابن في الامواج ؛ ذهب الابن يسير مع اتجاه النهر قالت لأخته أتبعى الصندوق قالت قصيه من بعيد حتى لا يعلموا بكِ شيئاً و هى تمشى لترى الصندوق اين يذهب ؛فإذا بالصندوق يذهب إلى قصر فرعون ؛ويالتصاريف القدر الله عز و جل أراد شيئاً و يقدر أمراً ؛ هذا الطفل الرضيع سوف يأتى ولا يقف الا عند قصر فرعون ؛ من كان عند القصر؟ ...جواري فرعون يلعبن عند ضفة النهر و عند طرف القصر فإذا بهن ينظرن الى صندوقٍ يرسى عند شاطيء النهر

ذهبن الجواري إلى هذا الصندوق و فتحن الصندوق ؛ فإذا غلامٌ جميل ؛ ما أجمل هذا الغلام ؛غلامٌ في صندوق ؛الجواري ما فعلن شيئاً

بسرعة ما بين من ؟... سيدة القصر ....من سيدة القصر ؟...... آسيا بنت مزاحم
بطلتنا في هذه القصة .... سيدة نساء العالمين
تعالي يا سيدتي ؛ رأينا أمراً عجباً ؛ و آسيا ما كان عندها أولاد من الذكور عندها بنات فقط ؛ فكانت تتمنى ذكراً ؛ فلما ذهبت و فتحت الصندوق وجدت طفلاً جميلاً ذكراً ؛ ما أجمل هذا الطفل ؛ لكنها خافت ؛ فرعون إذا علم ذبحه ؛ معلوم ما في أحد رمى هذا الطفل الا بنو إسرائيل يذبحه كما يذبح غيره
فذهبت به إلى فرعون فلما رآه قال ما هذا يا آسيا ؛ قالت قرة عين لي و لك لا تقتله نربيه يكون ولداً لنا ؛ قال فرعون بل قرة عين لكِ فقط أما لي فلا

يقول بن كثير و البلاء (الكلام غير واضح فى الدقيقة 12و 26 ثانية) لو قال قرة عين لي و لك لصار قرة عين له و لها لكنه قال قرة عين لكِ فقط أما لي فلا لا حاجة لي به قال تعالى ( قالت قرة عين لي ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذهُ ولدا وهم لا يشعرون )

لا يعلمون ماذا ينتظرهم فى القدر من يقول أن هذا الطفل سيزول ملك فرعون على يديه لا يشعرون ما الذي سيحصل بعد سنوات على يدي هذا الطفل الرضيع
فرعون غضب ترك الطفل لآسيا فرحت آسيا بهذا الطفل الرضيع بحثت له عن أحد يرضعه ؛ لا أحد يرضعه كلما قربوا إليه المراضع يتأفف فنشروا إعلان في مصر

من يتكفل بطفلٍ عند فرعون وله كذا و كذا من الأموال و تقدم المراضع و كل ما اقتربت إمرأة تأفف الطفل منها فجاءت أخت موسى قالت هل أدلكم على أهل بيتٍ يكفلونه لكم وهم له ناصحون ؛ قالوا نعم إئتنا بهذه المرأة فذهبت إلى أم موسى أمها قالت تعالى بسرعة موسى لا يرضع من أحد سيموت جوعاً
فأسرعت أم موسى و تخيلوا أم موسى عندما تدخل على القصر رأت رضيعها ؛ الله ثبت فؤادها كادت أن تبدي به كادت أن تفضح أمرها كادت أن تقول هذا طفلي لكن الله ثبت قلبها سكتت ؛ قلب الأم صعب أن يصمت في هذه اللحظات لكنها صمتت ؛ فلما قربوا إليه أمه إذا بموسى عليه السلام يرضع حتى يشبع منها ؛ تعجبت آسيا و فرحت بهذه الأم المرضعة فقالت لها إجلسي عندنا ترضعي هذا الطفل قالت لا ؛ قالت آسيا و لمَ ؛ قالت زوجي لا يرضى

قالت إذاً ماذا نصنع سيموت الطفل ؛ فقالت إن أردتي أن أرضعه فاذهبى به إلي إلى بيتي إجعليه عندي في البيت فقالت آسيا بنت مزاحم لا بأس

سوف يرضع عندك في البيت و نضرب لكِ مالاً و أنتي تحت حماية فرعون و جنوده قال تعالى ( إنا رادوه إليكِ و جاعلوه من المرسلين ) فرده الله عز و جل إلى أم موسى
ظل موسى سنوات يتربى في قصر فرعون يتربى موسى عليه السلام و يكبر شيئاً فشيئاً و يتربى عند آسيا ما الذى حدث بين موسى و آسيا ؛ العلم عند الله
هل تأثرت آسيا بهذا الطفل ؛ العلم عند الله ؛ هل غرس في قلبها الايمان ؛ العلم عند الله ؛ قصص و حكايات و سنين طويلة لا نعلم بها ولا يعلم بها إلا الله
لما شب موسى و كبر و حدثت حادثة القتل في مصر هرب موسى إلى مدين و ظلت آسيا بنت مزاحم تفقد إبنها الذي تسميه كبدها موسى عليه السلام
بعد عشر سنوات رجع موسى عليه السلام يدعو موسى إلى دين الله إلى الحق إلى التوحيد في تلك اللحظات كانت آسيا مؤمنة بالله كانت موحدة كانت تعلم أن فرعون كاذب و إنه كافر وبأن الله عز و جل هو رب العالمين الذي خلق فرعون و خلقها لأن آسيا زوجة فرعون تعرف من هو فرعون تعرف ضعفه تعرف كذبه

تعرف أنه كاذب وأن الله هو رب العالمين ؛ دخل موسى دعاهم الى الله فما آمنوا ارسل إليه السحرة و كانت زوجة فرعون تنظر للسحرة و تريد أن تعرف من الذي ينتصر موسى و هارون أم السحرة وكانت تتمنى أن ينتصر موسى الذي تربى في قصرها و كانت تؤمن بإله موسى و هارون و كانت تتمنى أن ينتصر موسى و هارون قال تعالى ( و أوحينا إلى موسى أن ألقي عصاك فإذا هى تلقف ما يأفكون فوقع الحق و بطل ما كانوا يعملون ) و زوجة فرعون ترقب
ما كانوا يسمعون فغلبوا هنالك و إنقلبوا صاغرين و أُلقي السحرة ساجدين قالوا أمنا برب العالمين رب موسى و هارون ففرحت زوجة فرعون

فرحت أن موسى إنتصر و أن إله موسى هو الحق مرت الأيام و مرة ثانية بدأ فرعون يقتل الأطفال الذكور و هرب موسى و إختبأ في البيت مع قومه بنو إسرائيل
و جعلوا بيوتهم قبلة ؛ في تلك الأيام بدأ التمرد في قصر فرعون
ماشطة تمشط بنت فرعون فسقط المشط من يدها و كانت هذه الماشطة مؤمنة لكنها كتمت إيمانها خوفاً نزلت هذه الماشطة لتأخذ المشط فنسيت و قالت بسم الله و أخذت المشط سمعتها بنت فرعون إلتفتت و قالت ماذا قلتِ ؛ قالت قلت بسم الله قالت تقصدين أبي ؛ قالت الماشطة لا بل الله ربي و ربك و رب فرعون الله رب العالمين ؛ لأن إلى متى الصبر إلى متى نسكت إلى متى نخاف هذه المرأة وصلت إلى درجة إنفجر الإيمان و نسيت كل العذاب و نسيت السيوف و الدماء
هددت بنت فرعون الماشطة قالت سأخبر أبي ؛ قالت أخبريه و زوجة فرعون الأن مؤمنة لكن كاتمة إيمانها و فى واحد أيضا من أهل فرعون أيضاً مؤمن لكنه كاتم إيمانه الكل كاتم إيمانه من الخوف ؛ أول من أظهر الإيمان الماشطة هذه المرأة الشجاعة قالت الله ربي و ربكِ و رب فرعون ؛ قالت سأخبر أبي ؛ قالت أخبريه

و عندها اطفال صغار في البيت ينتظرون كل يوم ترجع إلى البيت بالخبز و الطعام ما عندهم في الدنيا إلا هذه الأم فارسلت البنت إلى فرعون أن الماشطة كفرت بك و أمنت برب موسى قال أرسلوها فجيىء بالماشطة دخلت على مجلس فرعون و حوله جنود و حرس فنظر إليها نظر المغضب قال يا ماشطة أولكِ رب غيري

قالت الماشطة نعم ربي و ربك الله رب العالمين قال تعالى ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا و في الآخرة )

قالت نعم ربي و ربك الله ؛ قال للجنود إئتوا بأطفالها ؛ تخيل الأطفال منتظرين أمهم في البيت تخيل كيف إذا فتح الباب و الجنود قد دخلوا ؛ كيف سيكون أخذ الجنود للأطفال ؛ خطفوا الأطفال و الأطفال يصرخون و يبكون يستنجدون بأمهم لكن أين الأم ؟؛ الأم تنتظرهم عند فرعون جيىء بالأطفال الصغار إلى قاعة فرعون أول ما أدخلوا على قصر فرعون و على القاعة تخيل الأطفال ينظرون إلى أمهم ماذا سيفعلون؟ ؛ تصور كيف سيستنجدون بها كيف سيكون بكائهم كيف سيكون موقف الأم ؛ جاء فرعون بقدر كبير فوضع فيه زيتاً و أشعل تحته النار حتى غلى الزيت ؛ هل جربت فى يوم من الأيام قطرة من زيت مغلي تقع على يديك؟ ؛ شعرت بالألم ؛ كيف إذا كان القدر كله يغلي بالزيت و جيىء بالطفل الأول ؛ يا ماشطة تتراجعين أم نذبح الأطفال واحد بعد الأخر ؟

قالت لا والله لن أتراجع ؛ هى تحب أطفالها لكن حبها لله أعظم قوة إيمانها غلبت على كل شيىء يا ماشطة و الطفل ينظر و يبكي و يستنجد و يسحب و يجر و الزيت يغلي و الأمر فظيع و الموقف رهيب و الناس ينظرون ؛ أيتها الماشطة تراجعى ؛ كلمة تنقذ الأطفال ؛ لا والله ...تحب الله توحد الله و جيىء بالطفل و ينزل الطفل في الزيت شيئاً فشيئاً ؛ أرجو أن تتخيل فقط كيف إذا مس رجل الطفل الزيت ؛ كيف سيصيح ماذا سيقول ؛ و الأم تنظر حتى أنزل الطفل شيئاً فشيئاً في الزيت حتى سكت الصوت و طفحت العظام ؛ إنا لله و إنا إليه راجعون قال تعالى ( أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا و هم لا يفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم ليعلمن الله الذين صدقوا و ليعلمن الكاذبين )

الطفل الثاني كان أصعب من الأول عندما شاهدت أخوه كيف يحرق ؛ و الطفل الثالث حتى مات أولادها جميعا ؛ بقى من....هي أخذت إلى القدر و قبل أن ترمى في الزيت قالت يا فرعون أطلب منك طلباً ؛ قال أطلبي ؛ قالت أسألك يا فرعون إذا أحرقتني في النار في الزيت أن تجمع عظامي و عظام أطفالي و تضعها في كفن واحد و تدفنها جميعاً ؛ قال ذلك لكِ من الحق علينا ؛ و فعلا أحرقت المرأة ثم أدخلت إلى القبر ثم أحسبت أنها قد ماتت ...كلا و ربي

لما أعرج بنبينا عليه الصلاة و السلام في المعراج إلى السماء السابعة شم رائحة طيبة فقال لجبريل ما هذه الرائحة الطيبة ؟ ؛ قال هذه رائحة ماشطة فرعون و أطفالها ؛ أرأيت جعلها الله في السماء مع الأنبياء قال تعالى ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياءٌ عند ربهم يرزقون )
مرت الأيام في قصر فرعون بدأ التمرد العام ؛ رجل من آل فرعون لما سمع أنهم سيقتلون موسى قال أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله و قد جائكم بالبينات من ربكم
أخطر تمرد ؛ زوجة فرعون السيدة الأولى في المجتمع كفرت بفرعون و آمنت برب موسى و هارون برب العالمين ؛ من ....زوجة فرعون

الزوجة تؤمن بالله و تكفر بزوجها ؛ كارثة فضيحة لفرعون ؛ كفر بك أقرب الناس إليك ؛ زوجتك تعرف حقيقتك يا فرعون وقد كفرت بك
ماذا سيفعل؟ ؛لم يذبحها مباشرةً لأنه لو ذبحها مباشرةً إنتشر الخبر و ربما يرتد الناس عليه و ينقلب المجتمع عليه

بدأ يهددها ؛ كل يوم يهددها ؛ كما هدد موسى عليه السلام بالسجن و كما أرسل إليه السحرة و كما ذبح الأطفال بدأ الأن يفعل هذا الفعل مع زوجته
بعض النساء تقول لي أنا زوجي لا يصلي ؛ أنا زوجي يفتني في ديني ؛ أنا زوجي يأمرني بخلع الحجاب ؛ أنا زوجي يأمرني بفعل الحرام و المنكر ؛ أنا زوجي يفعل معي المنكر بنفسه ؛ هل أستجيب ؟
أقول لكِ أين الصبر ؛ زوجة فرعون كانت تملك قصراً كان عندها الخدم و الحشم كانت تأكل أفضل طعام كانت تلبس أفضل اللباس السيدة الأولى في المجتمع الآمرة الناهية ومع هذا ضحت بهذا كله لله عز و جل وحده قال تعالى ( و ضرب الله مثلا للذين آمنوا إمرأة فرعون )
آسيا صارت مثلا لأهل الإيمان رجال و نساء بعض الرجال لا يتحمل كلمة ؛ بعض الناس لا يتحمل شتيمة بعض الناس لا يتحمل مقال يسب فيه ؛ خلاص بطلنا الدعوة إلى الله ؛ بطلنا الثبات على الدين ؛ من أجل كلمة سمعها !! أو فعلة فعلت به !!
لا تصبر على دينك قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا إصبروا و صابروا و رابطوا و أتقوا الله لعلكم تفلحون )
سؤل الإمام أحمد إلى متى نصبر و نصبر ؟ ؛ قال حتى يضع قدميه في الجنة
و يقال لكَ إذا دخلت بإذن الله قال تعالى ( سلام عليكم بمَ صبرتم فنعم عقب الدار )
يضربها فرعون و هي صابرة ؛ ينذرها فرعون و هي محتسبة ؛ يعذبها فرعون و هي لا تبالي ؛ تقول له آمنت برب موسى و هارون
سوف أحرمكِ من القصر ؛ إفعل ما تفعل ؛ سوف أمنع عنك الطعام ؛ إفعل ما تفعل
أرسل إليها الجنود يعذبونها لكنها صبرت قال تعالى ( و أصبر و ما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تكن في ضيق مما يمكرون )
ليس فقط آسيا كثيرا هن النساء الذين صبروا ؛ سمعت بسمية أم عمار رضى الله عنه و عن زوجها عائلة ثلالثة أفراد أم و أب و ولدهم ثلاثة كان يعذبهم أبو جهل
ضربا و جلداً و سفكاً للدماء و يمر عليهم النبي صلى الله عليه و سلم و يقول ( صبراً آل ياسر موعدكم الجنة )
حتى جاء أبو جهل في يوم من الأيام فرعون هذه الأمة فأخد الرمح و ضرب سمية في رحمها حتى كان الدم يتناثر أمام زوجها وولدها و بعد أيام قليلة مات زوجها ولم يبقى إلا عمار إشتراه أبو بكر فأعتقه صديق هذه الأمة فأنقذهُ وصار عمار من أحباب محمد عليه الصلاة و السلام وكان ينظر النبى اليه يخبره و يبشره بالشهادة و طرح عمار تقتله فئة باغية ؛ نعم هؤلاء الناس صبروا أمه أمامه تقتل كيف صبر ؟ كيف يتحمل الفرد يرى أمه تقتل أمامه ؟ ؛صبر و قوافل الشهداء مازالت تمضى ولا تنقطع حتى يقاتل آخر هم إلى أن تقوم الساعة
ها هى آسيا سيدة النساء تضرب و تهان و تعذب و تجوع وهى صابرة ؛ في يوم من الأيام مل فرعون ؛ نفذ صبر فرعون قال إذهبوا بها إلى الصحراء فأجعلوا لها أربعة أوتاد و إربطوا كل طرف يديها و رجليها في وتد و دعوها في الشمس و كل يوم يمر عليها فرعون لا طعام ولا شراب في اليوم الأول لا أكلت ولا شربت تحملت سويعات فى النهار في الصوم !!؛ فإن آسيا ظلت ثلاث أيام بلا طعام ولا شراب مربوطة في الصحراء و تحت الشمس الحارة
في اليوم الأول يمر عليها فرعون قال لها ألا تتراجعين ؛ قالت لا والله ما زادني هذا إلا إيماناً و يقيناً قال تعالى ( الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً و قالوا حسبنا الله و نعم الوكيل )
في اليوم الأول مربوطة في الأرض لا طعام ولا شراب هى سيدة المجتمع هى أغنى إمرأة هى التى كانت يخدمها الناس اليوم مربوطة في الأرض و تحت حر الشمس ولا طعام ولا شراب تخيلوا الحيوانات التى تمر عليها تخيلوا الحشرات التي تأتيها ومع هذا صابرة محتسبة أي صبرٍ عندها
في اليوم الثاني مر عليها فرعون ؛ تتراجعين ؟ ؛ لا والله ما أتراجع ؛ اليوم الثالث تتراجعين؟ ؛ قالت لا أتراجع ؛ قال فرعون إقتلوها ؛ يأس فرعون ؛ قالوا كيف نقتلها ؟ ؛ قال إحملوا صخرة و كان الفراعن يحملون الصخر و يبنون البنيان ؛ قال إحملوا صخرة إلى أعلى مكان ثم إرموا الصخرة عليها من فوق ؛ لا يريد قتلها قتل سريع يريد قتلها مع تعذيب نفسي ؛ لتتهشم عظامها و رأسها ؛ و فعلا وضعت تحت بناء و حملت صخرة إلى مكان بعيد هذا عذاب نفسي قبل أن يكون عذاب جسدي و في آخر اللحظات سئلت تتراجعين أم لا تتراجعين؟ ؛ فإذا بها ترفع ناظريها إلى السماء و تتوجه بقلبها إلى الله و هي تقول ( ربي إبن لي عندك بيتاً في الجنة ) ضحيت بالقصر ضحيت بالنعيم ضحيت بالذهب و الفضة و الجواهر و اللؤلؤ ضحيت بهذا كله يا رب أريد بيتاً و أي بيت بجوارك يا رب اي في الجنة
قال تعالى ( رب ابن لي عندك بيتاً في الجنة ) من منا يضحى بالدنيا من أجل بيت في الجنة من منا يضحى بنومه من أجل بيتٍ في الجنة من منا يضحى بمتعته قليلا من أجل بيتٍ في الجنة ؛ هذه آسيا سيدة النساء ضحت بحياتها كلها لسان حالها يقول الله تعالى ( قل إن صلاتي و نسكي و محياي و مماتي لله رب العالمين )
قالوا سوف نقتلكِ يا آسيا تراجعي إفعلي أي شيىء قولي أي كلمة ؛ و هي تنظر إليهم و ترفع ناظريها إلى السماء زهدت بالدنيا بما فيها قالت قال تعالى ( ربِ ابن لي عندك بيتاً في الجنة و نجني من فرعون و عمله و نجني من القوم الظالمين ) ؛ فأُسقتت الصخرة ؛ هي لحظات و قال المفسرين أراها الله عز و جل بيتها في الجنة قبل أن تصل الصخرة شافت قصرها في الجنة ليطمئن القلب لتسكن النفس لتبقى المرأة في هدوئها و سكينتها و قبل أن تصل الصخرة إليها قبض الله روحها
قال تعالى ( ربِ ابن لي عندك بيتاً في الجنة و نجني من فرعون و عمله و نجني من القوم الظالمين ) الآية التى تليها ذكر مريم ابنة عمران
قصة آسيا بنت مزاحم مثال عظيم للصبر و الثبات و التضحية ضحت بكل شيىء ماذا تريد من الدنيا قصر أموال خدم حشم ؛ هي في قصرٍ عند الله عز و جل أول من طلبت جوار الله هي في قصر عند جوار ربها
تذكرون آسيا التي كانت منذ بدايتها تنظر إلى آل فرعون أحدهم آمن ؛ تنظر إلى المجتمع يذبحون يقتلون ثم أخذت الطفل و قالت قرة عين لي و لك ؛ نعم جعله الله قرة عين لها
تذكرون آسيا بنت مزاحم التي كانت تنظر من وراء القصر إلى السحرة و تدعو الله أن ينصر موسى و هارون على السحرة فلما إنتصر موسى و هارون كبرت و حمدت الله عز و جل فإنتصر إله موسى و إله هارون
تذكرون آسيا بنت مزاحم التي كانت تقول لفرعون كفرت بك و آمنت بالله
نعم ذبحت لكنها ما ماتت ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياءٌ عند ربهم يرزقون ).


منقووول