قال الإمام علي الهادي (عليه السلام):
بـاتوا على قللِ الأجبال تحرسُهم ** غُـلْبُ الـرجالِ فما أغنتهمُ القُللُ
واسـتنزلوا بـعد عزّ من معاقلهم ** وأودعـوا حفراً يا بئس ما نزلوا
نـاداهمُ صارخٌ من بعد ما قبروا ** أيـن الأسـرّةُ و التيجانُ والحللُ
أيـن الـوجوه التي كانت منعمةً ** من دونها تُضربُ الأستارُ والكللُ
فـأفصحَ القبرُ عنهم حين ساءلهم ** تـلك الـوجوه عليها الدودُ يقتتلُ
قـد طالما أكلوا دهراً وما شربوا ** فأصبحوا بعد طول الأكلِ قد أُكِلوا
وطـالما عـمّروا دوراً لتُحصنهم ** ففارقوا الدورَ والأهلينَ وارتحلوا
وطـالما كنزوا الأموال وادّخروا ** فـخلّفوها عـلى الأعداء وانتقلوا
أضـحت مـنازلُهم قـفراً معطلةً ** وساكنوها إلى الأجداث قد رحلوا
سـل الـخليفةَ إذ وافـت مـنيتهُ ** أيـن الحماة وأين الخيل والخولُ
أيـن الـرماةُ أما تُحمى بأسهمِهمْ ** لـمّا أتـتك سـهامُ الموتِ تنتقلُ
أين الكماةُ أما حاموا أما اغتضبوا ** أين الجيوش التي تُحمى بها الدولُ
هـيهات ما نفعوا شيئاً وما دفعوا ** عـنك المنية إن وافى بها الأجلُ
فـكيف يرجو دوامَ العيش متصلاً ** مـن روحه بجبالِ الموتِ تتصلُ