درجات صحة النسب
تنقسم الأنساب من حيث درجة صحتها إلى ما يلي :-
(
1) صحيح (4) مجهــول
(2) ضعيف (5) متحير
(3) موضوع
أولا":- وينقسم النسب الصحيح إلى ثلاث درجات :-
(1) المتواتر: وهو ما تواتر عند علماء الأنساب الموثوق بهم وثبت بالإجماع اليقيني.
(2) المشهور: وهو ما اشتهر عند علماء الأنساب الموثوق بهم دون معارضة تفصيلية ولكن لم يصل حد التواتر واعلم أن الدليل العلمي الصحيح يتقدم على المشهور.
أما قول من يقول (مشهور النسب : وهو الذي اشتهر عند الناس انه من النسب الفلاني ولم يعرف نسبه على وجه التفصيل ، فحكمه عند النسابين مشهور عند العامة مجهول في النسب ) فقول فيه صحة و يقصد به من لا يعرف تسلسل أجداده مع أن لهم شهرة في نسبهم.
(3) المقبول: وهو ما ثبت عند بعض النسابين الموثوق بهم وأنكره واحد أو اكثر من واحد لكن الإثبات مفصل والإنكار مجمل أي أن الإثبات يذكر فيه سلسلة النسب إلى الأب الجامع لكن الإنكار مجمل ليس فيه إيصال بسلسلة نسب معروفة بل رجما" بالغيب . والنسب المثبت دائما" يأتي في بداية الموضوع دون إشارة إلى كلمة قيل أو يقال أو يزعمون أو يدعون ثم يأتي بعده القول الواهي الضعيف المبدوء بكلمة قيل . والأجدر بكاتب الأنساب أن يذكر الفرع غير المنتسب لقبيلة نسبا" ضمن التحالف والولاء . والولاء واجب الاحترام شرعا" وعرفا".
ويكون ضمن المقبول النسب الذي يقال عنه أن فيه صحة لان ما فيه صحة يحتاج إلى بينة ومتى ما جاءت هذه البينة ارتقى إلى درجة أعلى.
أما قول من يقول بأن ( صحيح النسب: وهو الذي ثبت عند النسابة(بالشهادة) ، وقوبل بنسخة الأصل ، ونص عليه بإجماع المشايخ النسابين والعلماء المشهورين بالأمانة والعلم والصلاح والفضل وكمال العقل وطهارة المولد.) فقول عليه تحفظ (فالشهادة) تؤخذ في نسب الفرد لا في نسب القبائل . والقول اللاحق لا اعتراض عليه فالإجماع أن حصل من العلماء ذوي الأمانة والعلم والصلاح و طهارة المولد كان دليلا على صحة النسب .
أما قول من يقول: ( مقبول النسب: وهو الذي ثبت نسبه عند بعض النسابين و أنكره آخر، فصار مقبولا من جهة (شهادة شاهدين عد لين)فحينئذ لا يلتفت إلى خط نسابة لم يكن منصوصاً عليه من بعض المشايخ النسابين أن نفى أو الصق ، فحينئذ لا تساوى مرتبته بمرتبة من اتفق عليه إجماع النسابين ولا يرجع إلى قوله) فهو قول عليه تحفظ من حيث الشهادة، فيؤخذ به في نسب الفرد مع التحفظ ولا يؤخذ به في نسب القبائل ،والحق أحق أن يتبع.
ثانيا" :- وينقسم النسب الضعيف إلى ما يلي :
(1) فيه نظر: وهو النسب الذي يحتاج إلى تحقيق . أو أن هناك بعض الشك في سلاسل الاتصال لا ترتقي به إلى درجة الصحة ولا تخرجه عنها.
(2) فيه خلاف: أي ما أثبته بعض النسابين وأنكره آخرون بنفس المستوى والدرجة.
(3) فيه قطع: أي وجود قطع في سلسلة النسب التوصيلي لا تدخل ضمن قاعدة القعدد ،مع عدم وجود شائبة على الانتساب إلى الجد الأعلى ،أي أن الخلل في الحافظة لا في الانتساب.
(4) الذي يبدأ بكلمة يزعمون، ويدعون.
ثالثا" :- وينقسم النسب الموضوع إلى ما يلي:
(1) المنتحل: وهو النسب الذي يثبت عليه الوضع والانتحال... حيث أن البعض يصل ما يحفظ من أسماء بأسماء مشابهة لها من أي نسب يختاره. و غالبا" ما نرى ذلك عند بعض المتطفلين على هذا العلم ممن يدعي أنه من النسابين دون تمكنه من أساسيات هذا العلم ،فبعد قراءة بعضهم لكتاب أو كتابين في الأنساب يسمح لنفسه أن يبدي من الآراء في هذا العلم ما يخالف به أهل هذا العلم ورواده فينتحل لنفسه أو لغيره ما وافق هواه من نسب. وغالبا" ما يكون ذلك عند العشائر المتحيرة فيتصدى أحدهم أو يكلف بعض المتطفلين على هذا العلم لأن يختار لعشيرته ما علا وحلا من الأنساب المتشابهة، وغالبا" ما تجد هذا النسب الجديد طارئا على العشيرة أو القبيلة لم تقل به قبل اليوم، و لو لم تُقرأ هذه الكتب ما عرف هذا النسب المنتحل وما انتَـسب أليه هؤلاء، والنسب لا يكتشف اكتـشافا فلا بد من أثار سابقة تدل عليه، و قائل قد قاله قبل اليوم.
(2) المردود : وهو النسب الذي ينكره من ادعى لهم أو انتسب إليهم. كأن يقول أحدهم انه ابن فلان فينكر بنوته الأب المزعوم، أو تنكر القبيلة أو العشيرة نسب من يدعي انتسابه إليها . ويدخل في (المردود) الانتساب إلى جد مقطوع – لم يعقب – فلا يصح الانتساب الى رجل لم يعقب.
ومردود النسب: وهو الذي ادعى إلى قبيلة ولم يكن منهم فمنعوه عن دعواه فصار حكمه عند النسابة انه مردود النسب.

بقلم خليل الدليمي