تتعرض اللغة العربية الفصحي لحالة من الإنهاك والإهمال في مدارس وجامعات وصحف وقنوات التليفزيون بشكل لا مثيل له عبر تاريخها كله، ولعل الحوار بين شباب العربي على مواقع التواصل الاجتماعي بما يطلق عليه لغة “الفرانكو آراب”(كتابة كلمات عربية بحروف لاتينية) ليس سوى أحد تجليات أزمة اللغة، والتي تتضح أكثر في الأخطاء الفادحة والمتكررة من وسائل إعلامية معروفة، وإعلاميين مشهورين.

ومن المفارقات المدهشة أن محتوى الإنترنت باللغة العربية لم يتجاوز 3% فقط على الرغم من أن عدد مستخدمي الإنترنت في الوطن العربي تجاوز الـ 140 مليون مستخدم!

الأجيال الجديدة رهينة المحبسين؛ سوق العمل التي جعلت من إتقان اللغة الأجنبية شرطاً للمرتب المرتفع والتوظيف السريع من جهة، ومخاوف الأهل من عدم الاستجابة لمتغيرات العصر ومتطلباته، وإن كان على حساب اللغة الأم من جهة أخرى.

“غربة اللغة العربية” في بلادها ليست نتيجة سلوك فردي لمدرس أو لمدرسة أصابها استثناء الإهمال وانعدام الرقابة أو الاغتراب عن لغة القرآن، ولكنها تراكم لمواقف متخاذلة ومنسحقة تجاه لغات العالم المتقدم علميّاً وتكنولوجيّاً مما أدى إلى نشوء أنماط تعليمية داخل الدولة الواحدة.

يذكر أن تقارير دولية أشارت إلى أن نسبة المحتوى العربي على الإنترنت لا تتجاوز الـ 3% ، بالرغم من أن وصول عدد مستخدمي الإنترنت في الوطن العربي إلى 135 مليون، يستخدم أكثر من 71 مليون منهم الإعلام الاجتماعي بحسب “تقرير العالم العربي على الإنترنت 2014″ والذي نشرته كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية.

وفي تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية والذي يوافق 18 ديسمبر/كانون الأول من كل عام، هناك 422 مليون شخص يتحدثون العربية، هم سكان الوطن العربي، ويحتاج إلى استعمالها أكثر من مليار ونصف المليار من المسلمين.

وأوضحت يونيسكو في تقريرها، أن اللغة العربية أثرت في كثير من اللغات الأخرى في العالم الإسلامي كالتركية والفارسية والكردية والأوردية والماليزية والإندونيسية والألبانية وبعض اللغات الأفريقية مثل الهاوسا والسواحيلية.

منقول