كلماتٌ أيقظت غَفلتي ...
تغافلتُ كثيراً عن أمور حتى رانت حقيقتها وصرتُ أنعق بمفاهيم من حولي ...
فأيقظتني نفسي على ان أحبّ كل ما يمقتهُ الناس من صدق تعرى من ثوب النفاق والمظاهر الكذّابةِ ... والمصلحة مع من يضمرون له الضغينةِ ...
حتى علمتُ ان الحب ليس بميزةَ في المُحبّ بل في المحبوب نفسه ...
وقبل ان توقظني نفسي كنت أنظر للحبّ على ان المُحب شع في ذاته أرفع معاني الإنسانية لمحبوبه متجاهلةٌ الطرف الاخر ذلك الواهب الذي شع منه نوراً جذب الاخرين اليه ...وكان الحب عندي مثل الخيط المشدود بين أصبعين لا امتداد له ... اما الآن فقد تحول الى هالة منتشرة من النور والطاقة أولها اخرها واخرها أولها تحيط بكل من حولي من أخواني المؤمنين على أن المؤمن عزيز عند الله فكيف احب خالقي فلا أحب من يحبه وروي عن الامام علي (عليه السلام)(دار المؤمن ما استطعت فان ظهره حمى الله ونفسه كريمة على الله، وله يكون ثواب الله، وظالمه خصم الله، فلا تكن خصمه.. ) .
أيقظتني نفسي ان أرى الجمال المخبوء تحت الشكل الظاهري من اللون والبشرة وان انفذ ببصيرة المتأمل لأستخرج ما هو زينة وحُسناً... حينما يراه الناس بشاعةٌ وقبح في المنظر ..
وقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : ( إن الله لا ينظر إلى صوركم وأعمالكم ، وإنما ينظر إلى قلوبكم ونياتكم ) .
أيقظتني نفسي الإصغاء الى الأصوات التي لا تصرخ بها الحناجر وتتلفظها الألسنة وانما أتوجس اصواتاً بالسكينةِ تترتل مناجاة بتسابيح تدور بالفضاء لتفتح لي أبواب الرحمة سالكة الطريق نحو اسرار الغيب ...
وقبل ان توقظني نفسي ... كنت لا أسمع سوى ما يسمعه الآخرين من قال وقيل وحكى وحدث ... وروي عن الامام الصادق (عليه السلام) (ما من عبد ذكر الله في نفسه الا ذكره الله في نفسه وما من عبد مؤمن ذكر الله في ملاء من الناس الا ذكره الله في ملاء من الملائكة) .
أيقظتني نفسي ان لا ابتهج واحلق سروراً لمديح الآخرين ... ولا أجزع وانتكس حزناً لذمهم ...
وقبل ان توقظني نفسي كنت أظل في دوامة الحيرةِ والشك في مقام أعمالي وقدرها ...
أما الآن فقد عرفت مقامي بأن ثقتي بالله سبحانه وتقواي هما ميزان حالي ...
فما أروع الأشجار فهي واقفة بشموخ تأدي دورها بثقةٌ تراها تورق أغصانها وتثمر في موسمها ولا مطمع لها بالمدح والثناء .... ولا تخشى الملامةِ حينما تتساقط أوراقها وتتناثر تحت جذعها في الخريف حتى تتعرى أغصانها في الشتاء ....
فممن الخوف من المخلوق ام الخالق ؟؟
فقد روي عن صفوان الجمال قال: قال الامام الصادق (عليه السلام) «إن المؤمن يخشع له كل شيء، ويهابه كل شيء، ثم قال: إذا كان مخلصا لله، أخاف الله منه كل شيء، حتى هوام الأرض وسباعها، وطير السماء، وحيتان البحر».
هذه عظتي لنفسي تبادرت في ذهني بين فينةِ من الوقت سطرتها بكلمات عظةً لك أخي وأختي الأعزاء... لأنه لا فرق بيني وبينكم سوى رقي اخلاقكم كونكم تقرأون ما اكتب وتكتمون ما بكم قلا أقرئ فبوركتم من أحبه ...


منقول.