في حين يقوم الرئيس عبد الفاتح السيسي بتوجيه ضربات جوية متتالية لمواقع بليبيا على خلفية ذبح المصريين الأقباط في مقطع الفيديو الذي هز العالم والذي جعل حتى الخبراء السياسيين والعسكريين منقسمين حول صحة المقطع أو بالأحرى حول من قام بعملية الذبح حقا، أعرب الرئيس المصري في لقائه التلفزيوني أمس أن الضربات الجوية لليبيا مدروسة وكان الطيران المصري سيقوم بها في رمضان الماضي لكن أجلها لوجود خطر على المدنيين،وهذا التصريح حقيقة يعتبر فضحا لمؤامرة تحاك ضد ليبيا ويعد في نفس الوقت اعترافا ضمنيا لكنه غير صريح بكون هذه الضربات مجمع عليها مسبقا ومخطط لها من جهات معينة تفضل أن تبقى خلف الكواليس وتقتصر عل تقديم الدعم المادي لمصر، وما نسيه الرئيس المصري هو أن ذريعته بضرب تنظيم داعش بليبيا أصبحت مكشوفة لا سيما أن التنظيم يوجد في مصر وأعلن بأن ولاية سيناء تابعة لدولة الخلافة،وقد قام بعدة عمليات نوعية وخرج للعلن فكان اسمه سابقا جماعة أنصار المقدس قبل أن تبايع رئيس تنظيم الدولة أبو بكر البغدادي الذي رد بتسجيل صوتي يؤكد فيه قبول البيعة مما يدل على توحد الانتماء وتوحد الهدف والعقيدة، وقد حاول الإعلام المصري مرارا وتكرارا أن يصور بأن تنظيم أنصار بيت المقدس بعلاقة وطيدة مع جماعة الإخوان المسلمين لكن الحقيقة هي أن هذا التنظيم  كان يقلق الرئيس المعزول محمد مرسي وجماعته أيضا،إلا أن هجمات التنظيم لم تصبح مكثفة بالداخل وموجهة ضد الجيش المصري والشرطة على حد سواء إلا بعد إقدام الأخيرين على قتل العديد من الناس وهدم أغلب المنازل بمنطقة رفح الحدودية مع غزة و بصحراء سيناء وقيامهم بتجاوزات لا إنسانية خطيرة مما دفع التنظيم للقيام بعملية نوعية ذهب ضحيتها أكثر من 25 جندي مصري وضابطين وقام بتصوير العملية بإخراج احترافي معلنا عن مولد فرع أو جناح إن صح التعبير لتنظيم الدولة أو داعش بمصر سماها ولاية سيناء التابعة لدولة  الخلافة،ولم يكتفي التنظيم باستهداف الجيش المصري وحرس الحدود بل تعدى ذلك لإقلاق إسرائيل والأردن حيث قام بتفجير أنابيب الغاز المصري التي تتجه لإسرائيل والأردن معا. السؤال هنا ، هو كيف يعقل أن يتوجه الطيران المصري لضرب ليبيا بذريعة استهداف مواقع تنظيم داعش بالأراضي الليبية وهو أصلا غير قادر على القضاء على نفس التنظيم بسيناء حيث اقتصر بفرضه تعتيما إعلاميا كبيرا على الأخبار القادمة من سيناء. هذا السؤال هو الذي دفع أغلب الخبراء السياسيين المستقلين لفهم الهجوم على ليبيا بأنه محاولة للالتفاف على الثورة الليبية كما تم الالتفاف عليها في مصر وغيرها من الدول.

المصدر: نجوم مصرية



أكثر...