صنع النسب: ويظهر صنع النسب من خلال :

1- تكرار أسماء متشابهة منتحلة لإيصالها إلى الجد المزعوم، مثلا (محمد بن علي بن عكاب بن جناب بن زهير / بن محمد بن علي بن عكاب بن جناب بن زهير /بن محمد بن علي بن عكاب) وهكذا.
2- الانتساب إلى ابن مجهول لأب معلوم .
3- الانتساب إلى جد مزعوم يثبت تاريخيا انه كان معاصرا" لبعض الأجداد المذكورين في سلسلة النسب..
4- الانتساب إلى أسماء معلومة النسب يحاول (مصنع النسب) أن يحرفها عن نسبها وفق هواه.
5- الأدراج: وهو أن تزاد نقطة أو تحذف ، أو يزاد اسم أو صفة أو كنية لاسم على الأصل فيحسبها القارئ أو السامع أنها من أصل الكلام فيرويها أو ينقلها كذلك. مثلا رجل أسمه (رمل) ينسب إلى أب أسمه (جميل) ،ثم نجد في كتب الأنساب من أسمه (محمد جميل) له ابن أسمه أو كنيته(نور الدين) ، فيكون الأدراج بأن نوهم القارئ أو السامع أن (رمل) هو صاحب الكنية الملقب بـ (نور الدين ). فيحصل حينها الوضع. او ذكر انهم من بني جميل ولوجود فرع من النعيم اسمه (بني جميل) ادعى هؤلاء الى هذا الاسم بدون دليل
والأدراج إذا كان عن عمد فانه حرام باتفاق أهل العلم لما يتضمنه من التدليس و التلبيس. اما اذا كان غير مقصود فينبغي الرجوع عنه وعدم الاصرار
واعلم أن الرأي إذا كان يباين المعقول ويخالف المنقول ويناقض الأصول فهو منحول( موضوع) والموضوع والمنحول لا يحتج به.
6-ذكر نسب رجل إلى جد معلوم ثم يؤتى بابن عمه لحا ليكون جدا لجده الرابع أو الخامس ثم بابن عم لهما ليكون جدا عاشرا لكليهما. مثلا
حسام بن ضرار بن سلامان بن جشم بن ربيعة بن حصن/بن منجاش بن مذعور /بن منجاش بن مذعور بن هذيم/بن دلجة بن قنافة بن عدي بن زهير بن جناب. فحسام بن ضرار من ذرية ضمضم بن عدي بن جناب ، و منجاش بن مذعور من ذرية هذيم بن عدي بن جناب، و دلجة بن قنافة من ذرية عمهما زهير بن جناب.
7- استجداء النسب من كتب الأنساب والتعلق بالمتشابه منها دون دليل مرجح.
رابعا" :- مجهول النسب : هو الذي لا يعرف نسبه بالتمام، ولا يعرف إلى أي قبيلة ينتمي . وهذا يكون غالبا فيمن يسكن المدينة و ينشغل بها فينسى نسبه أو يتناساه ولا يخبر به أولاده من بعده، وجهل النسب منقصة عند العرب تجعل صاحبها وضيعا أن لم يتداركه بتقوى ترفعه((أن أكرمكم عند الله أتقاكم)).
خامسا" :- متحير النسب : و هو أن لا تستقر القبيلة أو العشيرة أو الأسرة على نسب واحد تنتسب له. فقد تدعي قبيلة أو عشيرة أو أسرة أنها تنسب إلى النسب الفلاني ثم تزعم في مناسبة أخرى ـ و لأسباب معلومة أو غير معلومة ـ أنهم ينسبون إلى نسب أخر ، و لا تستقر على نسب واحد. وغالبا ما يحصل هذا عند بعض العشائر والبيوتات التي لا تعتني بالنسب ولا تعير له أهمية، فيقول بعضهم انه ينتسب إلى النسب الفلاني ثم يعارضه آخر من نفس العشيرة أو القبيلة ليدعي أن صاحبه لا يفهم بل هم من نسب أخر ثم يعارضهم ثالث وهكذا...
وكثيرا" ما يحصل ذلك عند اختلاف المشيخة فكل شيخ يدعي انه يعرف ما لا يعرفه غيره عن نسبه وإن ما يقوله الشيخ المنافس له لا صحة له. فتكون المشيخة سببا" لإلحاق النقص والحيرة في نسب القبيلة بينما المفروض أن تكون المشيخة سببا" لتجمع العشيرة ووحدتها وتماسكها . فعلى (علية) القوم أن يجمعوا أمرهم لإزالة هذا التحير . ولا يدخل ضمن التحير في النسب من يتحير الكتاب فيهم فيقولون مرة انهم من كذا ومرة انهم من كذا... إذا كانت القبيلة متفقة على نسب واحد يقول به أدناهم وأعلاهم، ولا يؤبه بالمعارض غير المعتبر... وأعلم أن التحير منقصة على القبيلة أو العشيرة ينبغي على ( علية) القوم أن يحسموا الأمر ويقولوا بقول واحد يحمل من الأدلة ما يجعله هو النسب المرجح.
بقلم خليل الدليمي