نبذة مختصرة عن الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري (جندب بن جنادة)


ولد أبا ذر الغفاري في قبيلة غَفار وهي قبيلة عربية .. مُضريَّة .. كانت مساكنها على طريق القوافل التجارية بين مكة والشام ..

وهـو أبـو ذر الغفـاري ، جُندَب بن جنادة ، بن قيس ، بن عمـرو ، بن مُليل ، بن صُعير ، بن حرام ، بن غفار .. وأمه رملة بنت الوقيعة من غفار أيضاً ..

أما الذي ميز أبا ذر قبل الإسلام عن أبناء القبائل العربية تميزاً بارزاً شد إليه القلوب والأبصار .. فهو اعتقاده بالإله الأحد ، ورفضه عبادة الأصنام ..

وعن أخلاقه وصدقه وزهده وكرمه

فلا ريب أن أرفع مزايا الكمال في الخلق الإنساني الصدق ، وقد كان أبو ذر صادقاً مع الله ورسوله ، وصادقاً مع مبادئه وعقائده ، وصادقاً مع المجتمع الذي عاش فيه .. وصادقاً مع نفسه ، ويرى الرسول نور الصدق يسع من كل خلية من وجود أبي ذر ، فإذا هو يقول : ((ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء أصدق من أبي ذر)) ، وشهادة رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) هذه ترفعه إلى قمة الفضائل الإنسانية .

أما زهده فيتجلى في الدنيا ونعيمها .. مفاتنها .. في كل نبضةٍ من حياة أبي ذر .. وقد سما به زهده حتى أجلسه في مقـاعد الأنبياء .. لِنْستَمِع إلى نبي الهدى والرحمة يقـول : ((أبو ذر في أمتي كعيسى بن مريم في قومه)) .

وفي كرمه قال الزركلي في الأعلام : ((وكان أبو ذر كريماً لا يخزن من المال قليلاً ولا كثيراً ، ولما مات لم يكن في داره ما يُكَفَّنُ به))

ومن صفاته وشجاعته :

كان أبو ذر أسمر اللون ، طويلاً عظيماً ، نحيف الجسم ، كثير الشَعر ، ، وقد تميز عن أفراد قبيلته بشجاعة القلب ، وقوة البأس .

وكان موقفه البطوليُّ الفذُّ من السلطة الحاكمة ، من اجل إنصاف الجماهير البائسة .. المحرومة .. كان ذلك الموقف أشمخ وأنضر بطولة عرفها تاريخ الإنسان .

وقد ظلت بطولاته حتى وفاته عام 32 هـ وحيداً محروماً منفياً ، ويظل الزمن يردد على امتداد عمر الزمن قول رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) به: ((يرحم الله أبا ذر يعيش وحده ، ويموت وحده ، ويحشر وحده))