ركز حين تقرأ الفاتحة وتدبر المعانى ، واستشعرها

وتخيل ان الله الملك جل جلاله

كلما قلت آية رد الله عليك !

هل تدرك هذا المعنى الرائع !

اسمع الحديث الصحيح

قال رسول الله صل الله عليه وسلم :

( قال الله تعالى : قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ،

ولعبدي ما سأل ، فإذا قال العبد : {الحمد لله رب العالمين} ،

قال الله : حمدني عبدي . فإذا قال : {الرحمن الرحيم} ،

قال : اثنى علي عبدي . فإذا قال : {مالك يوم الدين} ، قال مجدني عبدي.

وإذا قال:{إياك نعبد وإياك نستعين} ، قال : هذا بيني وبين عبدي ، ولعبدي ما سأل .

فإذا قال : {اهدنا الصراط المستقيم . صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} ،

قال : هذا لعبدي . ولعبدي ما سأل ) ..

[ رواه مسلم وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب / 1455 ] ..


يا الله ....!

هل استشعرت هذا الحوار الرائع مع الملك ! ملك الملوك .. الله جل وعلا

فكيف حين ندرك هذا المعنى ونعرفه

نقرأ الفاتحة بعدها دون تدبر ؟! بل وربما نقرأها ولا ننتبه إلا بعد أن نقول آميـــــــــــــــن ؟!

لا يصح ، و لا يجوز ...؟

أنت امام الملك انت فى حوار مع الله جل وعلا !

فى حوار مع الخالق سبحانه وتعالى ..

كيف تترك هذا الحوار ؟! وكيف لا تنتبه وتدرك لذة مخاطبة الله سبحانه وتعالى

لا أريد منك أخى ،اختى من هذا الموضوع إلا أمر واحد فقط

كلما دخلت فى الصلاة وبدأت فى قراءة الفاتحة

تتذكر هذا الحديث ،وتتذكر انك كلما قرات آية

رد الله عليك ! هذا الشعور يشرح الصدر

ويساعد بشكل رائع على الخشوع فى الصلاة

هذه القضية التى يعانى منها الكثير

( قضية كيف نخشع فى الصلاة ؟)

اتعلمون؟ أدرك هذا المعنى عمر بن عبد العزيز ,رضي الله عنه وارضاه ,

كان يقرأ الفاتحة آية آية ويسكت بين الآية والأخرى،

وحين سئل عن سبب سكوته قال: "لأستمتع برد ربي".

فلو أن قلب المرء استشعر بأن ربه يرد عليه حين يقرأ كل آية من سورة الفاتحة لطار من كثرة الفرح…

هكذا نريد ان نكون اخوانى اخواتى

وهناك نقطة اخرى ايضا :

فإن سورة الفاتحة تعلّم العبد الأدب مع ربه،

فهي مقسّمة إلى نصفين، النصف الأول ثناء على الله

والنصف الثاني دعاء اليه. فالثناء على الله يتجلى في الآيات:

[ٱلْحَمْدُ لله رَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ * ٱلرَّحْمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ * مَـٰلِكِ يَوْمِ ٱلدّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ].

وبعد ذلك الدعاء:

[ٱهْدِنَا ٱلصّرَاطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ ٱلَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ ٱلْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ ٱلضَّالّينَ].

فالسورة تعلّم المرء كيف يتعامل مع الله، فإن أراد الدعاء فيستحّب له

أن يثني على الله أولاً

وبعد ذلك يدعو بما يشاء فإنَّ دعاءه يستجاب بإذن الله.


نسأل المولى - جل وعلا - ان يرزقنا الخشوع فى الصلاة ، ويجعلنا من المحافظين عليها

فى جماعة ، ويتقبلها منا _ اللهم آمين

واصلى واسلم على النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.