كُــنْ فجراً ..!





في هجمةِ ثورةِ غضبٍ .. ينتحِي العقلُ وينتفِي التّفكير !
وتتردّى منْ شاهقها .. هاماتُ الحكمةِ وحُسنُ التّدبير !
و ترحلُ غمـــاماتُ الرّفـــــقِ والتّـــــأنّي والحِـــــلْمِ والتّــــــــنوير !

فتثورُ رِياحُ الحُمقِ مُجَعْـــــــــــــــجِعةً ،
وتنفجرُ براكــينُ الغضبِ مُجلْجِلة !
وترعدُ بُروقُ العـــــــــــجلةِ مُدَوُّيةً ،
وتهدرُ أمواجُ التّهوّرِ صــــــــاخبة !

فتتعثّرُ خطواتُ العقلِ .. بحجارةِ الاندفاع ، وحصى الاستعجال
لتُردِي صــــــاحِبها في هـــــاويةِ النّدم ِ و جُرفِ الحسرات

فيا ويحك ! ويا ويحَ قلبك !
أما كانَ أولى بك أن تركبَ زورقَ الأناةِ في لُججِ الغضب ؟!
وتَعوذَ بالعظيمِ منْ شرِّ شيطانٍ رجيم ؟!
أما كانَ أولى بك أنْ ترتشفَ شرابَ الرّفقِ سلسبيلاً ؟!
وتــتّكئَ على وِسادةِ الحِلْم راحةً وسبيلاً ؟!

فكم منْ بيوتٍ هُدّمتْ !
وكم منْ علاقاتٍ مُزّقتْ !
وكم منْ أرواحٍ أُزهقتْ !
وكم منْ قلوبٍ تحسّرتْ !
بسبب انجرافٍ خلفَ سيلِ غضبٍ هادِر
أو فورةٍ لبُركانِ عجلةٍ أهوج !

وقد كان المَخرَجَ والمنْجَى من هذا كلّه زُلالاً بين يديك
تُلخّصهُ كلمتين تُهديكَ حبالَ نجاةٍ ودربَ هدايةٍ وتوفيق :
أن ترفّق وعليكَ بــــ ( الحِلمِ والأناة )





لذلك ..

عندما تُحاصرك رياحُ الغضب ..
وتكسوكَ من ثيــــــــــــــــابها ألواناً ..

وعندما تقرعُ أبوابك مطارقُ العَجَلة ..
وتدفعُـــــــكَ لتتردّى في غـــــيرِ اتّـــــــــزان !

ف.. تمهّل .. واستعذْ بالله .. ولا تــغضبْ !
وتذكّر الأجرَ العظيمَ الّذي وعـــــدكَ الله ُ به
و ثِقْ أنّ ما أنتَ بهِ ما هو إلا مكيدةُ شيطان ..
يستفزّ عروقكَ لِــ تُعلِنَ ثورتَها على نبضِ سلامها ..
يُحاول جاهِداً أن يحصركَ في زاويةٍ هوجاء
ويسقيكَ كأساً مُترَعةً بالجنون !

فلا تستسلمْ لِقُيـــــــــــــودِه ..
وأطلقْ نفسكَ من عِقــــــــــــــاله وحبـــــــائِله ..
وحلّـــــــــقْ في ســـــماوات الحِـــلْـمِ والأنَـــــــــــاة
ولا تستعجلْ .. لا تثورْ .. لا تغضبْ !

و كُـــــــــنْ طــــــــائراً حُــــرّاً .. لا تُقيّــــــدهُ زنزانــــةُ التّــهوّرِ الظّلماء

كُـنْ فجْـــــــــــراً .. يُزيحُ بنـــورِهِ عتــماتِ الغضبِ والتّوتر الرّعناء

كُـنْ شمساً .. تقشعُ بضيائِها سحاباتِ الهوى وغَياياتهُ الهوجَاء

كُـنْ زهْراً .. يملأُ الكونَ عَبقَاً فيندحِرَ عَفنُ العَصَبيّة الشّوهاء

وتشبّثْ بحبالِ الحِلْمِ حتّى لا تســــقطَ في دركاتِ الغضب

واركــــــــبْ زورقَ الأنـــــــــاةِ .. واتخذْ منهُ طــــــــــوقَ نجــــــــــــاة

لتصــــــــــلَ إلى بــــــــرّ الأمـــــان .. وتنالَ رضـــــا الــــــــرّحــــمــــن

بإذنِ خالقـــــــــــــكَ الـــــــدّيّـــــــــــان

=)

:

[ خاطرة كتبتُها : على هامش برنامج ( الحلم والأناة ) ]

:

منقوول