طبقات الانساب
قال القلقشندي : طبقات الأنساب ست طبقات :
1. الطبقة الأولى الشعب ، بفتح الشين وهو النسب الأبعد كعدنان مثلا .
قال الجوهري : وهو أبو القبائل الذي ينسبون إليه . و يُجمع على شعوب .
قال ألما وردي في ( الأحكام السلطانية ) : و سمي شعبا لأن القبائل تتشعب منه .
2. الطبقة الثانية ( القبيلة ) : وهي ما انقسم فيها الشعب ، كربيعه و مضـر .
قال ألما وردي : و سميت قبيلة لتقابل الأنساب فيها . و تجمع على قبائل . وربما سميت القبائل جماجم أيضا .
3. الطبقة الثالثة ( العِمارة ) : بكسر العين : وهي ما أنقسم فيه أقسام القبيلة ، كقريش وكنانة . و تجمع على عمارات ، وعمائر .
4. الطبقة الرابعة ( البطن ) : وهو ما انقسم فيه العمارة ، كبني عبد مناف ، وبني مخزوم ، ويجمع على بطون و أبطن .
5. الطبقة الخامسة ( الفخذ ) : وهو ما انقسم فيه البطن كبني هاشم وبني أمية ، ويجمع على أفخاذ .
6. الطبقة السادسة ( الفصيلة ) بصاد مهملة : وهي ما انقسم فيه الفخذ كبني العباس .
قلت ( والقول للقلقشندي ) هكذا رتبها ألماوردي في الأحكام السلطانية . و على ذلك جرى الزمخشري في تفسيره في الكلام على قوله تعالى ( و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا ) إلا إنه مثل للشعب بخزيمة ، وللقبيلة بكنانة ، و للعمارة بقريش ، وللبطن بقصي ، و للفخذ بهاشم ، و للفصيلة بالعباس .
وبالجملة :
الفخذ يجمع الفصائل .
البطن يجمع الأفخاذ .
القبيلة تجمع العمائر .
الشعب يجمع القبائل .
قال النووي في ( تحرير التنبيه ) : وزاد بعضهم العشيرة قبل الفصيلة .
قال الجوهري : وعشيرة الرجل : هم رهطه ألأ دْنَوْن .
قال أبو عبيده ، عن أبن الكلبي ، عن أبيه : يقدم الشعب
ثم القبيلة
ثم الفصيلة
ثم العمارة
ثم الفخــذ
فأقام الفصيلة مقام العمارة في ذكرها بعد القبيلة ، و العمارة مقام الفصيلة في ذكرها قبل الفخذ ، ولم ينكر ما يخالفه .
ثم يقول القلقشندي : و لا يخفى أن الترتيب الأول أولى . وكأنما رتبوا ذلك على بنية الإنسان ، فجعلوا الشعب بمثابة أعلى الرأس ، وهي القطع المشعوب بعضها إلى بعض تتصل بها الشؤون التي في القحف لجريان الدمع .
وقد ذكر الجوهري :
أن قبائل العرب إنما سميت بقبائل الرأس ، وجعلوا العمارة تلو ذلك ، إقامة للشعب مقام الأساس من البناء وبعد الأساس تكون العمارة ، وهي بمثابة العنق و الصدر . و جعلوا الفخذ تلو البطن ، لأن الفخذ من الإنسان بعد البطن ، وجعلوا الفصيلة تلو الفخذ ، لأنها النسب الأدنى الذي يفصل عنه الرجل ، بمثابة الساق و القدم ، إذ المراد بالفصيلة العشيرة الأدنون ، بدليل قوله تعالى ( وفصيلته التي تؤويه ) أي تضمه إليها ، و لا يضم الرجل إليه إلا أقرب عشيرته .
ثم ينهي القلقشندي قوله : واعلم أن أكثر ما يدور على الألسنة من الطبقات الست المتقدمة : القبيلة ثم البطن ،
وقل أن تُذكر العِمارة و الفخذ والفصيلة . وربما عبر عن واحد من الطبقات الست بالحي ، إما على العموم مثل أن يقال حي من العرب وإما على الخصوص مثل أن يقال حي من بني فلان . اهـ …
وأقول وهو الذي يسميه البعض بالسلف في بعض أرياف العراق .
قال السيد أبو البركات الجواني :
أن جميع ما بنت عليه العرب في نسبها… عشر طبقات :
1. الجذم : وهو الأصل…عدنان…قحطان .
2. الجماهير ( الجماعات ) .
3. الشعوب التي تجمع القبائل .
4. القبيلة : دون الشعب تجمع العمائر-سميت قبيلة لتقابل بعضها ببعض و استوائها في العدد .
5. العمائر دون القبائل تجمع البطون .
6. البطون : دون العمائر تجمع الأفخاذ .
7. الأفخاذ : أصغر من البطون و تجمع العشائر .
8. العشائر : وهي التي تتعاقل إلى أربعة أباء .
9. الفصائل : وهي أهل بيت الرجل .
10. الرهط : أسرة الرجل .
ومن النسابين من يجعلها قبيلة ثم بطنا ثم فخذا ثم فصيلةً ( وأقول : قد تسمى بديده أو عشيرة ) ثم الرهط أو العائلة .
وتنقسم القبائل إلى :
1. قبائل ذات عصبية تتعادل وتتكافا في النسب . ومنها اغلب القبائل العربية القديمة ، وكثير من القبائل الحالية .
2. قبائل ذات عصبية ولكنها لا تستطيع رد أصولها إلى أرومات عربية معروفة ويمثل لهذه القبائل ( فؤاد حمزة ) بـ [العوازم ، الشرارات ، الرشايده] .
3. قبائل لا يعترف لها العرب بأصل فلا يصاهرونها و يمثل لهم فؤاد حمزة بـ ( صلبه و هتيم ) .
4. بنو خَضير : بفتح الخاء المعجمة وهو اسم يطلق في نجد على عدد كبير من القبائل التابعة للعرب من الموالي الذين لا يستطيعون رد أصولهم إلى أنساب معروفة بين القبائل العربية .
5. الصناع : وهم أصحاب المهن في الحواضر ممن كان مجهول النسب حصرا .
وأقول وبالله التوفيق أن الذي يجري على ألسنة الناس اليوم :
1. الجذم : وهو الأصل الذي ترجع إليه العرب وهو عدنان و قحطان
2. القبيلة : وهي أعلى وحدة نسبية بعد الجذم ، وتنقسم اليوم إلى عشائر ( أي بطون ) .
3. العشيرة : وهي الوحدة النسبية التي تقوم مقام البطن عند القدماء ، وهي التي تمثل كل ما بعد الجد العاشر إلى العشرين مع التفرع فقد يكون الجد العاشر فما علا لرجل لا يمثل عشيرة لأنه غير متفرع (مفرد ) .
4. الفخذ : وهو ما انقسم من العشيرة و قد لا يكون الفخذ فخذا إلا إذا تجاوز الجد العاشر فما دون وقد ينقسم الفخذ إلى فند أو إلى بيوت .
أما أسباب صعوبة رد الفروع إلى أصولها فمنها :
1. تحول القبائل عن أسمائها الأصلية إلى أسماء منتحلة أو مستحدثة .
2. نشوء الفروع و صيرورتها قبائل مشهورة و تباعد الأنساب و صيرورة القبائل شعوبا والعمائر قبائل و البطون عمائر .
3. صعوبة الوقوف على التسلسل الصحيح للأنساب ، و عدم اهتمام الباحثين بأدراج سلاسل النسب ، لقدم العهد وعدم وجود المدونات .
4. إمكان اشتهار قبيلة باسم فرد مشهور منها يغلب اسمه على الاسم الأصلي
5. انضمام أفراد إلى قبيلة غير قبيلتهم بالحلف أو الموالاة .
6. دخول أفراد قبيلة على أفراد قبيلة أخرى .
7. تابعية أفراد معينين لقبيلة معينة كالموالي و الأرقاء و اشتهارهم باسم القبيلة الأصلية وهم غرباء عنها .
8. اشتهار القبيلة باسم جديد لسبب من الأسباب .
9. تشابه أسماء القبائل بالرغم من تباعد أصولها واختلاف أنسابها .
10. جهل بعض كتاب الأنساب بفنون هذا العلم و مصطلحاته و قواعده فقد لا يفرق بعضهم بين القبيلة و البطن أو العشيرة أو حتى الفخذ فقد اطلعت على كتاب لاحدهم يجعل من ينتسب لهم قبيلة وهم لا يعدون إلى جدهم الجامع بأكثر من عشرة أجداد بل أقل . وبعضهم لا يفرق بين بني زيد و آل زيد و البو زيد و الزيود ، وبعضهم لا يفرق بين بني عامر بن صعصعه و بين آل عامر بن لؤي القرشي و البو عامر العشيرة الطائية السنبسية ، وبعضهم لا يفرق بين بني النمر بن قاسط الجد الجاهلي والنسبة لهم نمري وبين البو نمر العشيرة الحالية من قبيلة الدليم الزبيدية والنسبة لهم نمراوي وجدهم نمر هذا من أعيان القرن العاشر الهجري ،وبعضهم لا يفرق بين بني حسن ، وآل حسن .
11. الاستقلالية : وذلك بإخفاء المرجعية النسبية للاعتداد بالاستقلالية في القيادة العشائرية . ولأسباب استعلائية بالتخلص من الانتماء الأدنى أو المشترك ومحاولة الانتساب المباشر لكي لا ينظر إليهم نظرة استصغار لعائديتهم و انتمائهم لأحد القبائل المعروفة .


منقوول