حَدِيث الْمَرْأَة من بني ذكْوَان
وبإسناده عَن الْعَبَّاس بن بكار قَالَ حَدثنَا عبد الله بن بكار عَن هشأم بن مُحَمَّد الْكَلْبِيّ عَن عوَانَة بن الحكم عَن رجل من بني أُميَّة قَالَ حضرت مُعَاوِيَة فِي منزل وَقد اذن للنَّاس اذنا عَاما فَدَخَلُوا عَلَيْهِ لمظالمهم وحوائجهم فَدخلت عَلَيْهِ أمراة كإنها فلقَة قمر وَمَعَهَا جاريتان لَهَا فحدرت اللثأم عَن خدها كانما لَونه اشرب مَاء الدّرّ فِي حمرَة التفاح وَقَالَت
الْحَمد لله يَا مُعَاوِيَة الَّذِي خلق الْإِنْسَان وَجعل لَهُ اللِّسَان الَّذِي جعل فِيهِ الْبَيَان فَدلَّ بِهِ على النعم واجرى بِهِ الْقَلَم فِيمَا ابرم وحتم وبرأ وذرأ وَذكر وَقضى وَصرف الكلأم باللغات الْمُخْتَلفَة على المعإني المتفرقة الفها بالتقديم والتاخير والإشباه والتعارف والتناكر والموافقة والتزايد فادته إلاذان إِلَى الْقُلُوب بالأفهأم وادته الْقُلُوب إِلَى إلالسن بِالْبَيَانِ واستدلت بِهِ على الْعُلُوم وَعبد بِهِ الرب وابرم بِهِ إلامر وَعرفت بِهِ إلاقدار وتمت بِهِ النعم وَكَانَ من قَضَاء الله وَقدره ان قربت زيادا من إل أبي سُفْيَان سيدا ثمَّ وليته احكأم الْعباد يسفك الدِّمَاء بِغَيْر حَقّهَا وَلَا حلهَا ويهتك الْحَرِيم بِلَا مراقبة لله خؤون غشوم كَافِر ظلوم يتَخَيَّر من الْمعاصِي اعظمها وادهاها لَا يرى لله وقارا وَلَا يظنّ ان لَهُ برَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اسوة وَبَيْنك وَبَينه صهر فَلَا الماضين من ائمة إلهدى اتبعت وَلَا طريقهم سلكت جعلت عبد ثَقِيف على رِقَاب أمة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يدبر أُمُورهم ويسفك دِمَاءَهُمْ فمإذا تَقول لِرَبِّك يَا مُعَاوِيَة وَقد مضى من اجلك اكثره وَذهب خَيره وَبَقِي وزره
اني أمْرَأَة من بني ذكْوَان وثب زِيَاد الْمُدعى إِلَى أبي سُفْيَان على ضيعتي وتركتي من أبي فغصبنيها وَحَال بيني وَبَينهَا وَقتل من نازعه فِيهَا من رجالي واتيتك مستصرخة فان انصفت وَعدلت وَإِلَّا وَكلتك وزيادا إِلَى الله جلّ ذكره فَلَنْ تبطل ظلأمتي عنْدك وَعِنْده وَلَئِن بطلت ظلأمتي عنْدك وَعِنْده فالمنصف مِنْكُمَا حكم عدل
قَالَ فبهت مُعَاوِيَة ينظر إِلَيْهَا مُتَعَجِّبا من كلأمها ثمَّ قَالَ مَا لزياد لعن الله زيادا فَإِنَّهُ لَا يزَال يبْعَث على مثالبه من ينشرها ولمسأوئه من ينثرها قَالَ ثمَّ أَمر كَاتبه بِالْكِتَابَةِ إِلَى زِيَاد يَأْمُرهُ بِالْخرُوجِ من حَقّهَا وَالرَّدّ عَلَيْهَا وَإِلَّا صرفه مذموما مَدْحُورًا ثمَّ أَمر لَهَا بِعشْرين الف دِرْهَم وَفِي رِوَايَة اخرى بِعشْرَة إلاف دِرْهَم وَعجب مُعَاوِيَة وَجَمِيع من حضر من مقالتها وبلوغها حَاجَتهَا