دخلت جوَيْرِية بنت أبي سُفْيَان على اخيها مُعَاوِيَة تَشْكُو إِلَيْهِ الأرق فَقَالَ وَلم ذَاك يَا خية قَالَت أم وَالله انه لمن غير ألم وَمَا هُوَ إِلَّا تفكر فِيك وَفِي عَليّ بن أبي طَالب وتفضيل النَّاس عليا عَلَيْك وَأَنت ابْن صَخْر ابْن حَرْب ابْن أُميَّة وَكَانَ أُميَّة من قُرَيْش لنا بهَا الَّذِي تقضي عِنْده آرابها وَأَنت ابْن صَخْر بن حَرْب بن أُميَّة الْقَائِل الْفَاعِل ابْن مَاء المزن الحلاحل وانت بعد ذَلِك كَاتب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَذُو أصهره من أُميَّة ونجيبه من عترته
فَقَالَ مُعَاوِيَة فعلى عَليّ تعولين بالشرف وَهُوَ ابْن عبد الْمطلب الْمطعم فِي الكرب الفراج للكرب مَعَ مَا كَانَ لَهُ من الْفضل والسوابق مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أما إِنِّي سأريك الَّتِي حاولت وحاولت حَتَّى تعلمي فضل رَأْيِي وحلمي فادخلي الْقبَّة وأرخي عَلَيْك السجف ثمَّ قَالَ لآذنه انْظُر من بِالْبَابِ فَإِذا هُوَ بأَرْبعَة من بني تَمِيم الْأَحْنَف بن قيس وَزيد بن جلبة وَجَارِيَة بن قدامَة وَسماك بن مخرمَة
فَقَالَ ائْذَنْ للأحنف بن قيس فَدخل وَقضى سَلَامه فَقَالَ ءايها يَا حنيف بني قيس فَقَالَ مهلا يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ بل إلاحنف بن قيس قَالَ أَأَنْت المطلع غدرا النَّاظر فِي عطفيه شزرا تحمل قَوْمك على مدلهمات الْفِتَن وتذكرهم قديمات الإحن مَعَ قَتلك أَمِير الْمُؤمنِينَ عُثْمَان وخذلانك أم الْمُؤمنِينَ عَائِشَة وورودك عَليّ بِالْخَيْلِ يَوْم صفّين
فَقَالَ وَالله يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ ان مِنْهُ مَا اعرف وَمِنْه مَا انكر فَأَما قَوْلك قَتْلِي أَمِير الْمُؤمنِينَ فَأنْتم معشر قُرَيْش نحرتم ودجه وسقيتم الأَرْض دَمه وَأما قَوْلك خذلاني أم الْمُؤمنِينَ عَائِشَة فَإِنِّي نظرت فِي كتاب الله فَلم أر لَهَا عَليّ حَقًا إِلَّا ان تقر فِي بَيتهَا وتستتر بسترها فَلَمَّا برزت عطلت مَا كَانَ لَهَا عَليّ من حق وَأما قَوْلك وورودي عَلَيْك بِالْخَيْلِ يَوْم صفّين حَتَّى أردْت ان تقطع اعناقهم عطشا وتقتلهم غرثا وَايْم الله لَو أحد الأعجميين غلب كَانُوا أنكى شَوْكَة وَأَشد كَلْبا قَالَ اخْرُج عني ثمَّ قَالَ ائْذَنْ لزيد بن جلبة فَدخل وَقضى سَلَامه إيها فَقَالَ لَهُ ايها يَا زييد بن جليبة قَالَ مهلا يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ بل زيد بن جلبة يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ اننا فَرَرْنَا قُريْشًا كلهَا فوجدناك آمنها عهدا وأوفاها عقدا فَإِن تف فَأهل الْوَفَاء انت وَإِن تغدر فَإنَّا خلفنا خيلا جيادا واذرعة شدادا واسنة حدادا وان شِئْت لتصفين روعة صدورنا بِفضل رَأْيك وحلمك قَالَ إِذا نَفْعل فَدخل وَقضى سَلَامه فَقَالَ لَهُ ايها يَا جوَيْرِية بن قدامَة قَالَ مهلا يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ بل جَارِيَة بن قدامَة يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِنَّا كُنَّا نصار حَرْب الْفجار حِين حزتم الْغُبَار وهمت قُرَيْش بالفرار فَقَالَ لَهُ مَه الأَرْض لَك انت الَّذِي قريت أهل الشَّام ظبات السيوف واطراف الرماح قَالَ اي وَالله يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ اني لأَنا هُوَ وَلَو كنت بِالْمَكَانِ الَّذِي كَانَ فِيهِ أهل الشَّام لقريتك بِمثل مَا قريتهم بِهِ قَالَ فحاجتك يَا ابا قندس قَالَ أما انها اليك غير طَوِيلَة تقر النَّاس فِي بُيُوتهم فَلَا توفدهم اليك انما يوفد اليك الإغنياء وتذرون الْفُقَرَاء قَالَ ائْذَنْ لسماك بن مخرمَة فَدخل وَقضى سَلَامه فَقَالَ ايها يَا سميك بني مخرمَة قَالَ مهلا يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ بل سماك ابْن مخرمَة وَالله يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ مَا أَحْبَبْنَاك مذ ابغضناك وَلَا ابغضنا عليا مذ أحببناه وان السيوف الَّتِي ضربناك بهَا لعلى عواتقنا وان الْقُلُوب الَّتِي قَاتَلْنَاك بهَا لبين جوانحنا وَلَئِن قدمت إِلَيْنَا شبْرًا من غدر لنقدمن إِلَيْك باعا من ختر قَالَ اخْرُج عني ثمَّ قَالَ لاخته الَّذِي عَايَنت من قبله وَاحِدَة فَمَاذَا رَأَيْت قَالَت وَالله يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ لقد ضَاقَ بِي مجلسي حَتَّى أردْت ان أكلمهم لما كلموك بِهِ
قَالَ إِذا وَالله كَانُوا إِلَيْك أسْرع وَعَلَيْك أجرأ هم الْعَرَب لَا تفروها
قَالَ إِذا نقبل قَالَ اخْرُج عني ثمَّ
قَالَ ائْذَنْ لجارية بن قدامَة