شريك الْأَعْوَر

أخبرنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن كرتيلا قَالَ اُخْبُرْنَا أَبُو بكر مُحَمَّد ابْن عَليّ الْخياط قَالَ اُخْبُرْنَا أبوالحسين أَحْمد بن عبد الله السوسنجردي قَالَ اُخْبُرْنَا أَبُو جَعْفَر احْمَد بن أبي طَالب قَالَ حَدثنِي أبي أَبُو طَالب عَليّ بن مُحَمَّد حَدثنِي أَبُو عَمْرو مُحَمَّد بن مَرْوَان بن عمر السعيدى حَدثنِي جَعْفَر بن احْمَد بن معدان نَا الْحسن بن جهور قَالَ قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ
زَعَمُوا ان مُعَاوِيَة جلس ذَات يَوْم بَين يَدَيْهِ السماطان فَدخل النَّاس واشراف الْعَرَب وَدخل فِيمَن دخل شريك بن الْأَعْوَر الْحَارِثِيّ وافدا فَلَمَّا ان اطْمَأَن بِهِ مَجْلِسه نظر إِلَيْهِ مُعَاوِيَة فَقَالَ مَا اسْمك قَالَ شريك فَقَالَ مُعَاوِيَة مَا لله من شريك وانك لاعور وَالصَّحِيح خير من الْأَعْوَر وانك لدميم والجميل خير من الدميم فَبِمَ سدت قَوْمك
فَقَالَ لَهُ شريك وَالله لقد احميت انفي ولابد من اجابتك فوَاللَّه انك لمعاوية وَمَا مُعَاوِيَة إِلَّا كلبة عوت فاستعوت وانك لِابْنِ صَخْر والسهل خير من الصخر وانك لِابْنِ حَرْب وَالسّلم خير من الْحَرْب وانك لِابْنِ أُميَّة وَمَا أُميَّة إِلَّا أمة صغرت فاستصغرت فَبِمَ سدت قَوْمك فَقَالَ يَا غُلَام اقمه فَقَامَ شريك وأنشا يَقُول

(ايشتمني مُعَاوِيَة بن صَخْر ... وسيفي صارم وَمَعِي لساني)
(وحولي من ذَوي يمن لُيُوث ... ضراغمة تهش إِلَى الطعان)
(يعيرني الدمامة من سفاه ... أربات الحجال من الغواني)
(ذَوَات الدل فِي حبرت عصب ... يحبونَ الهجان مَعَ الحسان)
(فَلَا تبسط لسَانك يَا بن حَرْب ... علينا اذ بلغت مدى الْأَمَانِي
(فَإِن تَكُ للشقاء لنا أَمِيرا ... فَإنَّا لَا نقر على الهوان)
(وان تَكُ من أُميَّة فِي ذراها ... فَإِنِّي من بني عبد المدان)

قَرَأت بِخَط أبي الْحسن رشأ بن نظيف وانبأنيه أَبُو الْقَاسِم عَليّ بن ابراهيم وَأَبُو الْوَحْش سبيع بن الْمُسلم عَنهُ أَنا أَبُو أَحْمد عبيد الله بن مُحَمَّد بن أبي مُسلم الفرضي نَا أَبُو طَاهِر عبد الْوَاحِد بن عمر بن أبي هَاشم نَا احْمَد ابْن سعيد الْقرشِي حَدثنِي الزبير بن بكار حَدثنِي عَليّ بن صَالح عَن عَامر ابْن صَالح قَالَ
دخل شريك بن الْأَعْوَر الْحَارِثِيّ على مُعَاوِيَة وَكَانَ دميما قَصِيرا فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَة انك لدميم والجميل خير من الدميم وانك لِشَرِيك وَمَا لله من شريك وَإنَّك لِابْنِ الْأَعْوَر والبصير خير من الْأَعْوَر فَكيف سدت قَوْمك
فَقَالَ لَهُ شريك يَا مُعَاوِيَة انك مُعَاوِيَة وَمَا مُعَاوِيَة إِلَّا كلبة عوت فاستعوت وانك لِابْنِ حَرْب وَالسّلم خير من الْحَرْب وَإنَّك لِابْنِ صَخْر والسهل خير من الصخر وانك لِابْنِ أُميَّة وَمَا أُميَّة إِلَّا أمة صغرت فَكيف صرت أَمِير الْمُؤمنِينَ ثمَّ خرج من عِنْده وَهُوَ يَقُول

(ايشتمني مُعَاوِيَة بن صَخْر ... وسيفي صارم وَمَعِي لساني)
(وحولي من ذَوي يمن لُيُوث ... ضراغمة تهش إِلَى الطعان)
(يعيرني الدمامة من سفاه ... وربات الْخُدُور هِيَ الغواني)
(ذَوَات الْحسن والريبال شثن ... شتيم وَجهه ماضي الْجنان)
(فَلَا تبسط لسَانك يَا بن حَرْب ... علينا اذ بلغت مدى الْأَمَانِي)
(فَإِن تَكُ للشقاء لنا أَمِيرا ... فَإنَّا لَا نقر على الهوان ...
وان تَكُ من أُميَّة فِي ذراها ... فَإِنِّي فِي ذرى عبد المدان)

زَاد غَيره بعد الْأَمَانِي.... وَبعده فَإِن تَكُ للشقاء البيتان
(مَتى مَا تدع قَوْمك ادْع قومِي ... وتختلف الأسنة بالطعان)
(يجبني كل غطريف شُجَاع ... كريم قد توشح باليماني)