صعصعة بن صوحان الْعَبْدي

اُخْبُرْنَا أَبُو الْحسن عَليّ بن الْمُسلم الْفَقِيه نَا عبد الْعَزِيز بن احْمَد واخبرنا أَبُو الْحسن بن أبي الْحَدِيد أَنا جدي أَبُو عبد الله قَالَا أَنا أَبُو الْحسن بن عَوْف ابْنا أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بن مُوسَى أبنا أَبُو بكر بن خريم نَا هِشَام بن عمار نَا ابراهيم بن أعين نَا إِسْمَاعِيل بن يحيى الشَّيْبَانِيّ عَن أبي سِنَان الشَّيْبَانِيّ عَن عَطاء بن أبي رَبَاح ان صعصعة بن صوحان الْعَبْدي دخل على مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان فَلم يسلم عَلَيْهِ بالخلافة فَقَالَ لَهُ مِمَّن أَنْت قَالَ من نزار قَالَ وَمَا نزار قَالَ كَانَ إِذا غزا احتوش وَإِذا انْصَرف انكمش وَإِذا لَقِي افترش قَالَ فَمن اي وَلَده أَنْت قَالَ من ربيعَة قَالَ وَمَا ربيعَة قَالَ كَانَ يَغْزُو بِالْخَيْلِ ويغير بِاللَّيْلِ ويجود بالنيل قَالَ فَمن اي وَلَده أَنْت قَالَ من أَسد قَالَ وَمَا أَسد قَالَ كَانَ إِذا طلب افضى وَإِذا اِدَّرَكَ أرْضى وَإِذا آب انضى قَالَ فَمن اي وَلَده أَنْت قَالَ من دعمى قَالَ وَمَا دعمى قَالَ كَانَ يُطِيل النجاد ويعد الْجِيَاد ويجيد الجلاد قَالَ فَمن اي وَلَده أَنْت قَالَ من افصى قَالَ وَمَا افصى قَالَ كَانَ ينزل الغارات وَيحسن الغارات ويحمي الجارات قَالَ فَمن اي وَلَده نت قَالَ من عبد الْقَيْس قَالَ وَمَا عبد الْقَيْس قَالَ أبطال زادة جحاجحة سادة صَنَادِيد قادة قَالَ فَمن اي وَلَده إنت قَالَ من افصى قَالَ وَمَا افصى قَالَ كَانَ يُبَاشر الْقِتَال ويعانق الْأَبْطَال ويبذر الْأَمْوَال قَالَ فَمن اي وَلَده أَنْت قَالَ من عَمْرو قَالَ وَمَا عَمْرو قَالَ كَانُوا يستعملون السَّيْف ويكرمون الضَّيْف فِي الشتَاء والصيف قَالَ فَمن أَي وَلَده أَنْت قَالَ من عجل قَالَ وَمَا عجل قَالَ لُيُوث ضراغمة قروم قشاعمة مُلُوك قماقمة قَالَ فَمن أَي وَلَده انت قَالَ من كَعْب قَالَ وَمَا كَعْب قَالَ كَانَ يغشى الحروب ويكشف الكروب قَالَ فَمن أَي وَلَده أَنْت قَالَ من مَالك قَالَ وَمَا مَالك قَالَ الْهمام الْهمام والقمقام القمقام قَالَ يَا بن صوحان مَا تركت لهَذَا الْحَيّ من قُرَيْش شَيْئا قَالَ بلَى تركت لَهُم الْوَبر والمدر والأبيض والأصفر والصفا والمشعر والقبة والمنحر والسرير والمنبر وَالْملك إِلَى الْمَحْشَر وَمن الأن إِلَى المنشر
قَالَ أما وَالله ياابن صوحان إِن كنت لابغض ان اراك خَطِيبًا قَالَ وَأَنا وَالله ان كنت لابغض ان اراك أَمِيرا
اُخْبُرْنَا أَبُو بكر اللفتواني نَا أَبُو عَمْرو بن مَنْدَه أَنا الْحسن بن مُحَمَّد بن يوه أَنا أَبُو الْحسن اللنباني نَا أَبُو بكر بن أبي الدُّنْيَا حَدثنِي أَبُو الْخطاب الْبَصْرِيّ حَدثنِي عبد الله بن بكر السَّهْمِي حَدثنِي الفضيل
ان وَفْدًا من أهل الْعرَاق قدمُوا على مُعَاوِيَة فيهم صعصعة بن صوحان فَقَالَ لَهُم مُعَاوِيَة مرْحَبًا بكم وَأهلا قدمتم خير مقدم قدمتم على خليفتكم وهوجنة لكم وقدمتم ارضا بهَا قُبُور الْأَنْبِيَاء وقدمتم الأَرْض المقدسة وَأَرْض الْمَحْشَر قَالَ صعصعة أما قَوْلك مرْحَبًا بكم وَأهلا فَذَاك من قدم على الله وَالله عَنهُ رَاض وَأما قَوْلك قدمتم على خليفتكم وَهُوَ جنَّة لكم فَكيف لنا بِالْجنَّةِ إِذا احترقت وَأما قَوْلك قدمتم الأَرْض المقدسة فَإِنَّهَا لَا تقدس كَافِرًا وَأما قَوْلك قدمتم ارضا بهَا قُبُور الْأَنْبِيَاء فَمن مَاتَ بهَا من الفراعنة اكثر مِمَّن مَاتَ بهَا من الْأَنْبِيَاء وَأما قَوْلك قدمتم ارْض الْمَحْشَر فَإِنَّهَا لَا يضر بعْدهَا مُؤمنا وَلَا ينفع قربهَا كَافِرًا قَالَ اسْكُتْ لَا ارْض لَك قَالَ وَلَا لَك يَا مُعَاوِيَة انما الأَرْض لله يُورثهَا من يَشَاء من عباده قَالَ أما وَالله لقد كنت ابغض ان اراك خَطِيبًا قَالَ وَأَنا وَالله لقد كنت ابغض ان أَرَاك خَليفَة