عزلة الحمام
رياض شاب يعشق الحمام، لا يربّي الكثير منه، كنتُ أسأله لماذا لا تجني الحمام كثيرا، يقول لا أريد أن يتشتت حبي، يأتي بأنثى وفحل، وزوج آخر من النوع نفسه، يصبح المجموع أربع، من صنف ( الرواعب)، وعندما أسأله لماذا هذا النوع؟ يقول الرواعب تطرد الشر وتجلب الرزق.....
يرعى رياض حماماته، يأتي لها بأرقى انواع الحبوب على الرغم من سعرها المرتفع، يبدّل لها الماء كل ساعتين، وكثيرا ما كان يتحدث مع حماماته، يناغيها، وكانت امه تسمع ضحكته وهي في الطابق الاسفل من البيت، فتعرف أن رياض يحدّث حماماته ويضحك معها...
في الفجر يبدأ الحمام هديلهُ، يحلم رياض بحبيبته، يهمس بأذنها:
- هل تسمعين الهديل
- نعم
- هل تحبين الحمام
- كما أحبك تماما، الحمام يجعلك دائما معي، حتى عندما تغادر للحرب، فأنت معي.
عندما وصلت سيارة الأجرة وعلى سطحها نعش رياض، كانت حماماته تراقب المشهد من فوق ستارة البيت، كأنها عرفت برحيله، لقد أخذته الحرب بأحضانها.......
الحمام لم يعد يشرب ولا يأكل، أيام مرت والحمام لم يخرج من القن، عزلة الحمام كانت قاتلة، انقطع الهديل تماما، السواد ملأ السطح والبيت والقلوب..
كثيرون قالوا .. سمعنا الحمام وهو يبكي ......................
* من قصص مجموعت (وردة اللوكيميا) قيد الطبع , القاص علي حسين عبيد