المواطن الصحافي: يتحدث المواطن العراقي المقيم في اليمن، ياسر علي، في رسالة بعثها الى "المسلة"، عن تجاهل مطبق للسفارة العراقية في صنعاء، لأوضاع العراقيين المقيمين هناك في ظل حرب شرسة، لا تخلو من اجندة "طائفية" ما يؤثر على أوضاع العراقيين هناك بشكل خاص.

ولفت علي في رسالته، الى ان ذروة المهزلة والاستهتار بأوضاع العراقيين هناك، تتجسّد في "اهتمام السفارة، بمحاضرة حرم السفير في النادي الدبلوماسي في صنعاء، اكثر من الاهتمام، بمصير العراقيين المقيمين في اليمن".

واسترسل علي في رسالته بالتأكيد على ان "السفارة لم تكلّف نفسها نشر تعليمات وضع العراقيين هناك، من اجل مساعدتهم للخروج من اليمن"، متسائلا "ترى الى هذ المستوى لا تهتم ممثّليات العراق بالخارج، بمواطني البلد المغتربين".

ولبّت "المسلة" دعوة علي، الى زيارة موقع السفارة الالكتروني، للاطلاع على فعاليات السفارة عن كثب، فكانت المفاجأة ان هذه السفارة التي تمثل العراق في بدل عربي، تتواصل مع العالم عبر موقع الكتروني "مهلهل"، لم تجدّد مواضيعه وأخباره من فترة، فضلا عن تجاهله لاية اخبار عن الأوضاع في اليمن بشكل عام، والعراقيين بشكل خاص.

وبدلا من ذلك، طغت اخبار تهنئة واستقبال "سعادة" السفير، وفعالياته الشخصية، فيما غاب الصوت العراقي المغترب والفعاليات المجتمعية والسياسية في الموقع.

فضلا عن ذلك، فان موقع الملحقية الثقافية في صنعاء، ابرز صورة ممثّل الملحقية، في ظاهرة تؤكد العقلية "البعثية" في ابراز الصورة تجسيدا لروح التسلط والتفرد وإعلاءالنفس، فيما العراقيون يتهددهم خطر الحرب، فيما يعج موقع الملحقية بأخبار قديمة اغلبها ذات طابع شخصي.

ان السفير العراقي في دولة ما، هو ممثّل للعراق والعراقيين، وشغله لمنصب سفير، يعني التزامه بما يمليه عليه المنصب من مسؤولية، وان لا يسخّر منصبه في الدعاية لنفسه، والعيش في بحبوحة العلاقات الدبلوماسية، و حفلات المجتمع المخملي،وهو ما أدمنه السفير وحرمه، اللذان عرفوا باليمن بابتعادهم عن العراقيين وادمانهم الحفلات بأبهى حلة، معتبرين وجدهم في اليمن، بمثابة "سفرة مجانية"، مُنحت لهم وفق اعتبارات المحاصصة الطائفية، ليس الا.

لقد بلغ الإهمال بتحديث موقع السفارة،ان احدث خبر فيها ويعود تاريخه الى (8/3 2015 ) ويتحدث عن فعالية للسفير العراقي في اليمن اسعد السامرائي، فيما لم تحدّث على ما يبدو زاوية السيرة الذاتية للسفير وكُتب تحتها "سيرة سفير العراق في اليمن، خالد محمد عبد الله / القائم بأعمال السفارة"، فمن هو السفير يا ترى؟.

ويبدو ان السفارة العراقية في صنعاء، لا تساير عمليات التفعيل والتحديث المهمة التي احدثها وزير الخارجية إبراهيم الجعفري، وظلت على ذات الخمول والكسل الذي شاب عمل السفارات والخارجية بشكل عام، في عهد الوزير السابق هوشيار زيباري.

بل ان السفارة، لم تكلف نفسها نشر خبر تأكيد وزير الخارجية إبراهيم الجعفري، الجمعة الماضي، عن "ترحيب السعودية بإجلاء العراقيين المقيمين في اليمن نظرا للظروف الراهنة التي تشهدها".

وكان الجعفري قال في خلال مؤتمر صحافي عقده في بغداد، إنه "منذ الساعات الأولى لتعرض اليمن للقصف تحركنا على هذا الملف للاطمئنان على الجالية العراقية في هذا البلد"، مشيراً الى "أننا لا نريد نقلهم بشكل عشوائي نظرا للقصف المستمر مما قد يعرضهم لأذى". وأضاف الجعفري، أن "العراق بعث رسالة الى السعودية بأنه يريد سحب مواطنيه وإجلائهم دون تعرضهم للاذى"، مؤكداً أن "السعودية رحبت بذلك من حيث المبدأ".

ويتسائل مواطن عراقي في اليمن في هذا الصدد "اذا كان هكذا خبر مهم يغيب عن موقع السفارة، فماذا يُرتجى منها بعد الان، وهي التي تهتم بمحاضرة حرم السفير اسعد السامرائي في النادي الدبلوماسي في صنعاء".

وكانت مجلة "عروس اليمن"، نشرت تقريرا عن حرم السفير مسوقة اياها كمفكّرة، وكفاءة نادرة!.

ويتحدّث مواطن عراقي مغترب كيف ان حرم السفير تبالغ في حضور حفلات المجتمع المخملي بأموال السفارة، مستغلة وضعها الدبلوماسي فيما لا تكلّف نفسها الخوض في معاناة العراقيين هناك.

وتعاني اغلب سفارات العراق في الخارج، وابرزها السفارة العراقية في اليمن، من أدوار حرم السفير، والسكرتيرات ما جعل منها مثار سخرية السلك الدبلوماسي العربي والاجنبي، في عواصم العالم، لاسيما وان بعضهن مُنح درجات دبلوماسية رفيعة على رغم ان دورهن لا يتعدى تقديم الخدمات الشخصية لمرؤوسيهن.

واثمرت العملية السياسية في العراق بعد 2003 عن محاصصة طائفية جعلت الكثير من السفراء يمثلون العراق في الدول المختلفة، وفق قواعد التوزيع الطائفي والعلاقات الشخصية والولاءات الحزبية، لا وفق الكفاءة، ما جعل من الخارجية العراقية تعاني كثيرا من عبأ عهد زيباري حيث يسعى إبراهيم الجعفري بكل نشاط الى لجم حالات الفساد هذه.

ان ما ذهبت اليه رسالة علي، من معاناة العراقيين وتجاهل السفارة لهم، يؤكده خبر توجيه عدد من المقيمين العراقيين في اليمن 31/03/2015، نداء استغاثة الى الحكومة العراقية لاجلاء المقيمين هناك، بسبب الظروف الامنية السيئة التي تمر باليمن.

وذكر عدد من المقيمين في اليمن في اتصال هاتفي مع شبكة الاعلام العراقية، ان "ابناء الجالية العراقية البالغ عددهم قرابة 800 مواطن يناشدون الحكومة العراقية لاجلائهم من مدن اليمن التي تشهد ظروف امنية صعبة ما يعرض حياتهم للخطر".

وقال رجل الاعمال العراقي سيف الدين خليل ابراهيم من صنعاء ان "جميع الدول التي لها رعايا مقيمين في اليمن اجلوا رعاياهم من خلال التنسيق مع بعثة الامم المتحدة في صنعاء، الا العراق الذي لم يحرك ساكنا تجاه رعاياه".

ويؤكد مقال للكاتب محسن عبد الكريم تابعته "المسلة" في وسائل الاعلام، ان "بعض موظفي السفارة العراقية في اليمن متواطئون مع البعث وينفذون ارادته واوامر قيادته وتوجيهات رموزه وهؤلاء يعرفهم العراقيون بالأسماء".

وتُتهم السفارة العراقية في صنعاء، وفق عبدالكريم، بإصدار مذكرات بعثات دراسية لذوي البعثين المطلوبين لدى الحكومة العراقية وبشكل غير قانوني.

وفي اتصال مع "المسلة" اكد مواطن عراقي يقيم في صنعاء ان "نفسا طائفيا يتحكم في اعمال السفارة العراقية في صنعاء وان العراقيين هناك يعانون من ذلك".

ومن المعروف ان اليمن يضم اكبر تجمع للبعثيين العراقيين المؤيدين بشدة لنظام الدكتاتور صدام حسين، وعكفوا في 2009 على العمل على تأسيس جامعة كوادرها من البعثيين، ولها علاقات وطيدة بالسفارة لعراقية في ذلك الوقت.

وكانت العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي شرعت بمراجعة ملفات الفساد المستشري في وزارة الخارجية العراقية في عهد زيباري، وأن هذه المراجعة ستقود إلى تحقيقات تطال الوزير السابق.