محمّدٌ يا أيّها الحبيبْ


يغيبُ هذا القلبُ في ضلوعِهِ ...

يغيبُ هذا القلبُ عن قلوعِهِ ...

وأنتَ فيهِ حاضِرٌ ولنْ تغيبْ

محمّدٌ يا أعذبَ الأسْماءْ

يا أروَعَ الأسْماءْ

يا مَنْ بدون ِ ذكرِهِ ...

لنْ يستجيبَ اللهُ مِن داعِيَةٍ دُعاءْ

يا مَنْ بدون ِ صوتِهِ ...

لنْ يسْتقِرّ َ كوكبٌ في مِحْوَرِ السّماءْ

لنْ يَسْتقِرّ َ في بقاع ِ الأرض ِ مَاءْ

أحبَبْتُ فيكَ كلّ َ شئ ٍ دونَ إنتِقاءْ

يا شجَرَ الزيتون ِ والنخيل ِ والحِناءْ

ويا أبا الزهْراءْ

آمَنتُ فيكَ قبلَ أنْ أراكْ ...

وقبْلَ أنْ تزورَني ...

وقبلَ أنْ تبْعَثكَ السّماءْ

آمَنتُ فيكَ قبلَ أنْ أكونْ ...

وقبلَ أنْ تبْصِرَكَ العُيونْ

وقبلَ أنْ تعْرِفني الأضواءْ

آمَنتُ فيكَ عندَما احْتضَنتني ...

وقلتَ لي لا تبْتئِسْ ...

فالنصْرُ لي ...

والموتُ لِلأعْداءْ

مُحَمّدٌ يا أيّها الحبيبُ والصَديقْ

يا أيّها المُخلِصُ للصَدِيقْْ

طريقنا وعْرٌ وما مِنْ عاقِل ٍ ...

لم يَعْترِفْ بوحشةِ الطريقْ

وأنتَ يا مُحَمّدٌ ...

ما طالَ أو غالَ بنا الطريقْ ...

لن تخذلَ الصّديقْ

لن تترُكَ الصّدِيقْ

مُحَمّدٌ يا أوّلَ الآباءِ في أوراقِنا ...

و آخِرَ الآباءْ

ما زِلتَ أنتَ بيننا فنحنُ أقوياءْ

مُحَمّدٌ أنتَ هو اختِيارُنا

هذا هو القرارْ

لو وضعوا الشموسَ في يَمِيِنِنا

ووضعوا النجومَ والأقمارَ في اليَسارْ

لو بدّلوا الليلَ لنا وألبَسونا حُللَ النهارْ

لن نترُكَ أختِيارَنا

أنتَ اختِيارٌ لن يكونَ بعدَهُ اختِيارْ

أخطاؤُنا ظلتْ على متون ِ دهرِنا كِبارْ

ذنوبُنا أكبَرُ مِنْ كِبارْ

أوزارُنا أقبحُ مِمّا رسَمَتْ أشكالها الأوزارْ

وقد هدانا اللهُ كي نبدِّلَ الأشواكَ بالأزهارْ

وأنْ يكونَ صافِياً فضاؤُنا

رغمَ الترابِ والعواصفِ الهوجاءِ والغبارْ

وقد أرادَ اللهُ أنْ نختارَكمْ

يا آلَ بيتِ أحمَدٍ ...

وكانَ هذا أصوَبَ اختِيارْ

وهكذا قدْ أُنزِلَ القرآنُ فيما بيننا

وهكذا قدْ وُلِدَ النهارْ