اثار مقتل الإرهابي عزة الدوري على افراد الحشد الشعبي، وفي مقدمتهم "عصائب اهل الحق"، جدلا عراقيا وعربيا، ليبرز من جديد الحدود الفاصلة بين فريقين، الأول ضحايا نظام الدكتاتور المقبور الذين اعتبروا مقتل الدوري، انتصارا للشهداء والمعتقلين، وارامل الحروب العبثية لنظام صدام، والثاني، ايتام الدكتاتور صدام واذنابه، من عراقيين وعرب اغاضهم مقتل الدوري، غير مصدقين، تصفية رموز الدكتاتورية الواحد تلو الاخر على ايدي افراد الجيش العراقي والحشد الشعبي.

ومن تداعيات مقتل الدوري، اتهام الخبير العسكري المتقاعد المقيم في العاصمة البريطانية، وفيق السامرائي، مسعود البرزاني بإيواء عزت الدوري ومجموعه من كبار البعثيين في أربيل، في حديثه لقناة "العربية الحدث"، مؤكدا على ان "السلطات العراقية لديها علم كامل بتفاصيل هذا الامر".

وكانت كتلة صادقون التابعة لحركة اهل الحق (العصائب)،اعلنت السبت الماضي، مسؤوليتها عن العملية النوعية التي ادت الى مقتل نائب رئيس النظام السابق عزت الدوري، واشارت أن عينات الـ(dna) ستؤكد هويته"

وفي حين أكدت الكتلة أن ابنة رئيس النظام السابق رغد صدام حسين، كانت موجودة في مدينة تكريت، تابعت "المسلة" انباء عن ان ابنة الرئيس المخلوع أعلنت عن استعدادها، دفع مبالغ خيالية مقابل جثة الدوري.

وأفادت الانباء المتواترة التي لم تتأكد "المسلة" من صحتها، ان رغد ابنة المقبور صدام، التي عُرف عنها انها تدعم الإرهاب في العراق، ماديا ومعنويا، اعلنت انها مستعدة لدفع اي مبلغ مادي مقابل تسلم جثة ما تسميه بـ(الاب الثاني) عزة الدوري.

وفي نفس السياق، أفادت جريدة "الفجر" الأردنية بان عائلة الطيار الأردني، معاذ الكساسبة، الذي أعدمه تنظيم داعش حرقا، نعت نائب الرئيس العراقي الأسبق عزت الدوري. وقال عم الطيار اللواء المتقاعد، فهد الكساسبة، إن "أسرة الشهيد تنعى المناضل الكبير والقائد عزت الدوري الذي قضى بمعارك مع قوات الأمن والحشد الشعبي العراقي". وفق ما نقل موقع محلي أردني. وأضاف أن العائلة "تسجل للشهيد القائد البارز على المستوى العربي والإقليمي جهده الملموس والواضح بمحاولة تخليص ابنهم من يد تنظيم داعش الإرهابي وإعادته سالما لوطنه، وبذل كل ما في وسعه لأجل ذلك".

وتابع "إننا في عائلة الكساسبة نعزي أسرة الشهيد عزت الدوري وننقل أحر التعازي للشعب العراقي وحزب البعث العراقي وللأخت رغد ابنة الشهيد الراحل صدام حسين بهذا المصاب".

وكان الدوري ظهر في الرابع من الشهر الجاري في تسجيل مصور، قدم فيه الشكر للأردن لموقفه من حزب البعث، ورجال الطريقة النقشبندية، واستنكر حرق الطيار الكساسبة.

وكان القيادي في التيار السلفي الاردني محمد الشلبي المعروف بـ "أبي سياف"، قال الأسبوع الماضي، إن "حزب البعث خارج عن الإسلام وأشد خطورة من عصابة داعش على المسلمين"، مضيفا أن "اتهام عزت الدوري للتيار السلفي بالعمالة لإسرائيل يتناقض مع تصريحاته بالأمس القريب".

وفي حديث ﻟ"المسلة" قال الإعلامي والمحلل السياسي، قاسم موزان، ان من "المفارقات ان يتحول (الرجل النكتة) في زمن الطاغية الى رمز بطولي ونضالي يقود الجماهير نحو الخلاص، ولعل العراقيون يذكرون الكم الهائل من الطرائف المضحكة التي تنسجم مع تكوينه الجسماني والعقلي وخنوعه لسيده وهو ميت".

واسترسل "الاغرب، نعي بعض السياسيين لنفوق عزت الدوري في عملية بطولية ووصفه بالبطل والمجاهد وهو الذي اسرف في قتل الابرياء بدم بارد طيلة السنوات العجافض، والانكى من ذلك بكاء الاشقاء العرب على شخص (نكرة) مثل الدوري".

واكد موزان على ان "التسريبات الاولية لارقام هاتفه تحمل الكثير من الاسماء في الحكومة والبرلمان وقادة الجيش".

لكن المحلل السياسي والكاتب زهير الدجيلي قلل من أهمية مقتل الدوري، مشيرا الى ا ان "عزة الدوري ليس صاحب تأثير فعلي على نفوذ داعش ودوره يقتصر على تأييد التنظيم".

وفي اطار ردود الأفعال على مقتل الدوري، أوردت انباء عربية وعراقية ان "عشائر الدور طالبت وزارة الدفاع العراقية تسليمها جثة نائب الرئيس السابق عزة الدوري والذي قتلته قوات الحشد الشعبي في منطقة حمرين شرق تكريت"، مشيرة الى ان "اكرام الميت دفنه".