شبكة عراق الخير
النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: مباحث حول التاريخ والنسب وما بينهما

Share/Bookmark

مشاهدة المواضيع

المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
  1. #1

    افتراضي مباحث حول التاريخ والنسب وما بينهما

    مباحث حول التاريخ والنسب وما بينهما
    يعتبر علم الأنساب أحد القواعد التي استند عليها التدوين التاريخي عند العرب ومن الواضح أن العرب قبل الإسلام اهتموا بالأنساب اهتماماً ظاهراً لما للأنساب من أهمية تتعلق بأحوالهم السياسية والاجتماعية ويعتبرونها مظهراً من مظاهر العظمة والقوة ، فالنسب عندهم يسبب التعارف وسلم التواصل ، به تتصل صلات القربى والأرحام وبه تحفظ الأواصر القريبة(1) وهو مئل بأسهم ومرجع يأسهم به يشد الأزر ويأمن الخائف ويعتبرونه حصناً لهم وأمناً يعتزون به ويحافظون عليه فصار تراثاً للقبيلة يتناقله خلفهم عن السلف مشافهة مجددين بذلك ما اندرس منه بفعل النسيان أو نتيجة لتقادم الزمن .

    إن اعتماد العرب على المشافهة كوسيلة لنقل ذلك التراث لم يكن الأسلوب الوحيد لحفظ هذا التراث بل ظهرت سجلات ووثائق خاصة بالمناطق الحضرية في المدن كالحيرة وصنعاء ضمت أنساب القوم وأعمالهم فالنسابة محمد بن السائب الكلبي يذكر أنه استخرج أخبار العرب وأنساب آل نضر بن ربيعة ومبالغ أعمار من عمل منهم لآل كسرى وتاريخ سنينهم من بيع الحيرة وفيها ملكهم وأمورهم كلها(2) . ( بيع الحيرة ) سجل تدون فيه البيوع. وهناك وقائع حميرية تتعلق بالأنساب اليمانية اقتبس الهمداني كثيراً منها وضمه إلى كتابه ( الإكليل ) (3) هذه الأنساب التي احتفظت وتحتفظ بها القبيلة رمزاً لوحدتها ، كانت تنتقل من جيل لآخر عن طريق الرواية الشفهية ضماناً لاستمرارها وعدم ضياعها أو الإخلال بها ، إلا أنها أخذت مساراً آخر حفظت به هذا التراث من الضياع والتحريف بالاعتماد على جماعة من النسّابة تعمل على حفظ أنساب القبيلة ونقلها لمن يأتي بعدها وهناك نسّابة لأكثر من قبيلة واحدة في حالة

    (1) العقد الفريد / ابن عبد ربه الأندلسي ج3 ص313 .
    (2) تاريخ الطبري / الطبري ج1 ص628 .
    (3) الإكليل / الهمداني ج1 ض13 .
    تحالف عدة قبائل ، ومن الواضح أن مؤلفي الأنساب قد استفادوا من نسّابة القبائل القدماء عند تدوين مؤلفاتهم الخاصة بالأنساب وتحفظ كتب الأدب والتاريخ والتراجم كثيراً من الأسماء التي برزت بالعصرين الجاهلي والإسلامي منهم :- زيد بن الكيس النمري الذي يقال أنه كان من أعلم الناس بالنسب (1) ، والأخزل النسّابة من تغلب(2) وإبن لسان الحمرة (3) ودغفل بن ووفد على معاوية بن أبي سفيان (4) وأياس بن أوسeحنضله الدوسي* ، الذي أدرك النبي وهو أبو الكيّاس الكندي وكان عالماً بنسب كنده (5) والحنف بن زيد من تميم وكان أنسب تميم (6) وطارق بن حموّه وكان من أعلم الناس بقبيلة باهله وقد أخذ منه ابن الكلبي عند تدوين الأنساب في كتاب جمهرة النسب (7) والنجار بن أوس بن آسن من سعد هذيم (8) .

    (1) الاشتقاق / إبن در يد ص334 .
    (2) جمهرة أنساب العرب / إبن حوم ص286 .
    (3) الفهرست / إبن النديم ص111 .
    * وقد دارت محاورة بين معاوية بن أبي سفيان ودغفل النسّابة حول ( ذكوان ) (4) المصدر السابق .
    (5) نسب معد واليمن الكبير / إبن الكلبي ص91 .
    (6) المؤتلف والمختلف / الآمدي ص152 .
    (7) جمهرة النسب / ابن الكلبي ص186 .
    (8) نسب معد واليمن الكبير / ابن الكلبي ص518 .
    وشهاب بن مذعور من بني يشكر بن بكر بن وائل (1) ، لقد أعطت الفتوحات الإسلامية مجالاً لتنقل واستيطان لبعض القبائل والجماعات والأفراد في البلدان المفتوحة وكذلك أصبح بإمكان سكان البلدان المفتوحة من العرب وغيرهم من العمل والاستيطان في مراكز الحكم والاقتصاد للدولة الإسلامية وكان لذلك أثره في زيادة الاهتمام بالأنساب ويعتقد البعض أن أول من كتب بالأنساب هو أبو اليقظان النسّابة سنة 190 هـ ولم يصلنا من آثاره إلا مقتطفات في كتب بالية وأنها أول أثر جمع الأنساب من الروايات القبلية بالدرجة الأولى (2) وهذا يناقض أن الأنساب ظهرت وبشكلها المتقن ولأول مرة عند محمد بن السائب الكلبي سنة 146 هـ وهو أسبق بالظهور من أبي اليقظان وقد رجع محمد بن السائب إلى أفضل نسابة في كل قبيلة فأخذ منه نسب قبيلته ودونه (3) وأتم هذا العمل بعد ذلك ولده أبو المنذر هشام سنة 204هـ وكتابه جمهرة النسب يعد الغاية التي انتهى إليها هذا العلم لسعة مادته وغزارتها ودقتها قيل ( أنه لم يصنف في بابه مثله ) (4) وتبعه المصعب الزبيري 236هـ في كتاب نسب قريش ، والزبير بن البكّار سنة 256هـ في كتابه جمهرة نسب قريش وأخبارها ، واحتذى البلاذري حذوه سنة 279هـ في كتابه أنساب الأشراف وأضاف إليه فتبعه ياقوت الحموي فاقتضبه ، و مما تقدم يتضح لنا اهتمام العرب بالأنساب والنسّابين على صعيد الأفراد(5) والقبائل والدولة والمؤرخين على حد سواء (6).

    (1) جمهرة أنساب العرب / ابن حزم ص291 .
    (2) بحث قي نشأة علم التاريخ/ الدوري .
    (3) نسب معد واليمن الكبير / ابن الكلبي ص91 .
    (4) وفيات الأعيان / ابن خلكًان ج6 ص82 .
    (5) المقتضب / الحموي من كتاب جمهرة النسب ج1 ص11 .
    (6) باقتضاب من بني خالد / محمد يوسف الخالدي ج1 ض11-14 .
    ( مقدمة تاريخية )
    على الرغم من أن العرب أولت اهتماما" كبيرا" بعلم النسب إلا أنها وقعت بالكثير من الأخطاء القاتلة التي ترمي إلى طمس القيم العربية الأصيلة وزرع التفرقة بين أبناء الأمة الواحدة وبالتالي تكون هذه الأمة خاوية وضعيفة وتعتبر صيدا" سهلا" لباقي الأمم والشعوب .
    وجاءت هذه الأخطاء من تدوين الأقلام الدخيلة على العرب والأمة الإسلامية ، وهذه المعادلة قائمة منذ بدأت الخليقة على وجه الأرض ، حيث هناك طائفة للخير وبالمقابل طائفة للشر ، وهذا الصراع مستمر إلى يومنا هذا .
    ويهود الأمس هم يهود اليوم لا فرق أبدا" ، حيث دخلت في كل ضرب من ضروب العلوم وفي مختلف الاختصاصات وخصوصا" في علم النسب .. فقد جنّدت الكثير من رجالها والمأجورين من الذين ارتضوا لأنفسهم الذل والهوان .
    حيث دسّت رواياتها المسمومة في قلب هذا المجال من التاريخالنسبي للعرب لأنها كانت تعلم علم اليقين من خلال كتبها السماوية أنه في آخر الزمان سوف يولد خاتم النبي العربي الهاشمي القرشي العدناني . من هنا بدأت ترسل خيوطهاeالأنبياء محمد من خلال دُخلائها على العرب وجعلت العرب ثلاث طوائف هم :-
    1- العرب البائدة .
    2- العرب العاربة .
    3- العرب المستعربة .
    من هم العرب المستعربة ؟!! حين ،eتسأل أي أحد يقول :- هم العرب العدنانية ، أي نسبْ أشرفْ وأحبْ خلقه إليه محمد و هل هذا معقول !!؟ انظر ما فعلت اليهود ،لأنها تعلم أن العرب قديما" وحديثا" شديدو التمسك بنسبهم وكانت القبائل كالفيالق في القتال اليوم ، لكل قبيلة علم يميّزها عن الأخرى والقائد هو رئيس القبيلة .
    فجعلتهم عرباً عاربة ومستعربة وكتب عن هذا الكثير ويتناقل هذا الأمر في الكتب إلى يومنا هذا يا للأسف .
    الرسول الأعظم خاتم من العرب المستعربة ، والله تعالى اصطفاه من خلقه وهذا النبيeالأنبياء والرسل العربي* الذي كانت معجزته القرآن الكريم لغة الأعجاز التي وقفت أمامها لغة العرب عاجزة عن صياغة آية واحدة منه . فكيف يُعقل ذلك ؟!!.. إذن هناك من مهّد لذلك طويلا" ووضع الأسماء وحرّف ودسّ لقلب الحقيقة الناصعة ووضعها حيث يريد ، وبالتالي القضاء على العرب والإسلام خصوصا" .
    يصل إلى عدنان ويُمسكeإذن لماذا كان رسول الله ويقول:-كذب النسّابون. لأنه كان يعلم ما فعل اليهود بهذا المجال وهو لا ينطق عن الهوى ، وقد أثبت العلم الحديث أن عمر الدنيا مليارات السنين وذلك لأنهم وجدوا جماجم تعود إلى هذه الأزمان البعيدة وصدق الله ورسوله . وهذا هو سبب الكراهة في رفع النسب إلى آدم .. ويأتي أحد ويضع سلسلة طويلة ترجع بحلقاتها النسبية إلى آدم ، كيف ذلك ؟.
    ولو عددت تلك الأسماء لوجدتها تعود إلى بضع آلاف من السنين ، والدين والعلم يقول أن عمر الدنيا أكثر من ذلك بقرون كثيرة .
    ما هذا الخلط ؟!!.. لنعود عربي ويقول :- (أنا ابن الذبيحين) أي عبد اللهeإلى أصل العرب فالرسول محمد وقد وردت أفضليةuوإسـماعيل بن إبراهيم ، والحقيقة أن العرب هم أولاد سـام بن نوح وكذلك أفضلية قريش لأنه منهم ، كذلك افتخرت بني هاشم على قريش بأنeنسب الرسول الرسول منهم في الكثير من المواقف التاريخية.
    لاحظ أخي القارئ لاحظ أخي المؤرخ ما فعلت اليهود بنا وما فعلت بتاريخنا ، إنه لمن المؤسف حقا" ما نجده في التاريخ من إختلاطات وإفرازات بعيدة كل البعد عن _

    :- ( أنا سيد ولد آدم وعلي سيد العرب ) / كنز العمالe* قال رسول الله ج1 ص400
    الحقيقة والواقع ، والمؤلم جدا" أنه إلى الآن تؤخذ هذه الروايات وتدوّن دون التحقق منها،لماذا ؟ لأنها صدرت من أمهات كتب النسب !!!.
    ولو دققت في البحث عن مؤلفيها لوجدتهم لا يمتّون بأي صلة إلى العرب بل جاءوا من وراء البحار ، وهل اللصيق كالصريح ؟!! واختاروا لهم أسماء وألقاب عربية تستّروا ورائها وبدأت سمومهم تنفذ إلى عقل القارئ العربي ،.. لنأخذ مثالا" عن البربر ، من هم البربر ؟ البربر هم عرب أصلاء هاجروا قبل الميلاد إلى شمال أفريقيا عن طريق البر وسُمّوا البربر ولهم دور في بناء القدس الشريف .. اقرأ ما كُتب عنهم في الكتب المدسوسة حيث عدّوهم من غير العرب .
    أخي الباحث دقق في هذه الكتب التي يعتبرها البعض كالدستور لأنها قديمة .. ليس كل قديم صحيح ، خذ مثلا" بعض الرواة ، من هم هؤلاء الرواة ؟!! أعطيك جائزة إن عرفت نسبهم ، وهذه بعض النماذج التي تزخر بهم الكتب التاريخية ،خذ أي حادثة تاريخية مشهورة ودقق بها جيدا" سوف تجدها في كل كتاب مختلفة عن الكتاب الآخر في أمّهات الكتب التاريخية وقس أنت على ذلك ، فما بال غير المشهور .
    كذلك هناك جانب آخر لا يقل أهمية عن ذلك هو هجرة القبائل العربية وراء الماء والعشب كذلك التحالفات القبلية والحروب وكذلك الأحكام القبلية الصارمة آنذاك وهي إجلاء بعض البيوت عن مساكنها وأبناء عمومتها لأسباب منصوص عليها في سنن القبائل ، وكذلك تشابه الأسماء جعل اختلاط هذه القبائل بعضها ببعض وصدق المثل القائل ( اختلط الحابل بالنابل ) والمثل العامي ( وشيعة وضاع خيطهة ) ومـن يخوض في هذا المجال لا يستطيع الجزم مطلقا" بل هناك يقال الأقرب للصحيح أو طريقا" للصح .
    ونعود ونقول أن يهود الأمس هم يهود اليوم .. وبدأت الغزوات تتوالى على العرب والإسلام ودخل المغول التتر وتركوا ما تركوا فينا ودخل الأتراك وفعلوا ما فعلوا ، ودخل الإنكليز وفعلوا ما فعلوا حيث تركوا لنا أيضا" أقلاما" مأجورة ومسمّيات جديدة وعادات دخيلة على العرب .. حيث بدأت تضع رؤساء للقبائل كيف ما اتفق لكي تجري مخطّطاتها الاستعمارية و بدأت توزع عليهم الأراضي مقابل الخدمة التي يقدمونها إليهم .. وبدأت هذه الأسماء التي وضعوها على رأس العشائر تبني إمبراطوريتها على دماء الفقراء من العشيرة بحيث جندت البعض منهم إلى جانبها ، ولو تسأل و تتحقق عن ذلك لوجدت أن الكثير من رؤساء العشائر هم ليس منها*وبدءوا يجرّون الخطوط و المشجّرات الوهمية لهذه العشائر البعيدة كل البعد عن واقع الحال ، وهذا ما حصل للمسعود بالضبط.
    والذي زاد الطين بَلّه أن بعض الأخوة المؤرخين و النسّابة لم يكلفوا أنفسهم بالسؤال عن مختلف شرائح العشيرة بل يجلس في مكان الشيخ ويبدأ بالتدوين .. وهنا الطامّة الكبرى وكتاب بعد كتاب ومؤرخ بعد مؤرخ ، بحيث يصبح إظهار الحقيقة من الصعب جدا" ... وأخذ اليأس يدب في أعماقنا لأننا نعلم علم اليقين من المتوارث والمصادر بأننا لا نمت بصلة إلى شمّر الطائية لأنه مثلما يقال ( أهل مكة أدرى بشعابها ) وقد جاء الوقت الذي نضع فيه النقط على الحروف ، بعد القرار التاريخي (206 في 27 / 11 / 2000 ) لتوثيق الحقائق ، وهذا ما كنا ننتظره
    ، ولكي لا نطيل على القارئ نأخذ من هذه الكتب ما يوافق العقل والمنطق أما غير ذلك فلا . وقد بدأنا والحمد لله نسمع ونقرأ عن التصحيح الذي ظهر إلى الوجود بفضل الأخوة المؤرخين والنسّابة الجادّين بعملهم * وفق ما يرضي الله وأني أبارك كل مَن دأب وصحح أنساب القبائل العربية من ذوي الاختصاص في هذا المجال وينبغي لنا أن نمد يد العون لهم ، لا أن نقوّم الدنيا ولا نقعدها ، لماذا ، لأن الباحث الفلاني أتى بشيء جديد غير ذلك والحقيقة هو ما موجود ومتوارث عن الآباء والأجداد ، وجاء في كتاب الله المجيد :-
    بسم الله الرحمن الرحيم { أدعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله ... }
    صدق الله العظيم
    • وخصوصاً الدراسة التي أعدها كل من أ . د محمد جاسم المشهداني ورافع ياسين ابراهيم الغريري حول عشيرة الغرير التي كانت سائدة أنها من أسلم الشمرية وقد تم توضيح الإلتباس الذي حصل فهم من ذرية عبد الرحمن بن عوف الصحابي – القرشي – العدناني – أنظر ص 18 – 22 عشيرة الغرير تأليف رافع ياسين الغريري و أ.د محمد المشهداني .

    نظرية مفهومي الاسمين المكاني والعلمي للعرب

    هذه أول نظرية متكاملة تبحث وتحدد مفهوم العرب وأصلهم ومهدهم الأول وتكاثرهم و إنتشارهم في العراق ثم هجراتهم إلى الوطن العربي ، وبها سوف تسقط جميع النظريات التي حاولت إعطاء طابع البداوة والصحراء إلى نشأة العرب وأصلهم وسلب حضارتهم التي أناروا بها العالم خلال خمسة آلاف سنة ، ودراسة العرب العاربة والعرب المستعربة وإسقاط هذين المفهومين أيضاً كما تبحث قصة هود وعاد الأولى والآراميين والأنباط وأصل اللغة وتطورها وأصل الخط العربي ومهده وانتشاره إلى الحجاز ودراسة الشعر النبطي وبحوره ونظم أوزانه والخط الكوفي وتطوره ووضع الخط العربي الأول في قرية بقه في كربلاء وتدريسه في قصر الأخيضر وانتقاله إلى الحجاز .. كما تعرضت هذه النظرية لمظاهر التصدي اللغوي وجمع اللغة والأعراب والأعجام والنحو والبديع والتعريب والتنقية والصراع التاريخي بين التحضر والبداوة وصفات العرب والفرق بين التسمية السامية والتسمية العربية ومهد الساميين(1) .
    لنرى مفهوم العرب العاربة حول نظرية الأستاذ المؤرخ مهنا رباط يقول :-
    لقد حدد مفهوم العرب العاربة والعرب المستعربة وكثرة التفسيرات المختلفة لهذين المفهومين و إستناداً إلى ( النظرية ) يحدد مفهوم العرب العاربة ضمن المفهوم المكاني الذي سبق الإسلام خلال أربعة آلاف سنة منذ تكوين نسل سام بن نوح وحتى صدر الإسلام أما العرب المستعربة فهم أصحاب المدن والتحضر والذين أنصهروا في العرب العاربة بعد انتشار الإسلام واللغة العربية .
    أما العرب الهالكة فهي تدخل ضمن العرب العاربة جميعاً لأنها أصحاب خيام ذات العمد حتى هلاكها ، ومنها جديس وبنو عبيل وعبد ضم وثمود وطسم وأميم ووبار وغيرهم ، وكان عميلق ويقال له عملاق وولده ضمن العرب العاربة ولكن بعد أن
    تفرقوا ، وتحضر قسم منهم في المشرق ومنهم أهل عمان والبحرين

    (1) نظرية مفهومي الأسميين المكاني والعلمي للعرب / مهنا رباط / ط1 ص4
    والحجاز خرجوا من العرب العاربة* ودخلوا التحضر ويقال لهم العمالقة ، وكان جبابرة الشام وفراعنة مصر ، وكان يشمل مفهوم العرب العاربة سكان البوادي في الوطن العربي قبل تكوين المدن والعمران قبل الألف الثانية قبل الميلاد ، وكانوا من القبائل السامية التي هاجرت من وسط العراق إلى اليمن والجزيرة العربية ، وكانوا ينتمون قبل ذلك إلى الآراميين وقسم منهم إلى الكنعانيين والأموريين والنبطيين ولكن أولاد قحطان هم أول من أخذوا هذه الصفة ( البداوة ) وبعد ضغط الآشوريين عليهم ونزوحهم إلى اليمن والجزيرة العربية وعندما نصبوا الخيام وعاشوا حياة البداوة أطلق عليهم من قبل المدن الحضرية ( أعراباً ) أي عرب وكذلك العمالقة في الحجاز ، ولكن بعد أن تطوروا وبنوا مدناً عامرة في اليمن والخليج انسلخت منهم هذه المفاهيم أي مفهوم البداوة أو العرب العاربة ، حيث كانوا أول الأقوام التي أطلق عليهم هذا المفهوم وقد شمل هذا المفهوم جميع اليهود أيضاً وكذلك الأقوام العدنانية والكنعانية والآراميية التي عاشت حياة الصحراء والتنقل أما في الوقت الحاضر فقد تم تغيير هذه المفاهيم من ( العرب ) إلى ( البدو ) حسب مفهومنا حالياً الحياة الصحراء وكذلك بعد أن تحول ذلك المفهوم من مدلول لأسم مكاني إلى مدلول لأسم علم ، وخص كافة أولاد سام بن نوح عدا العبرانيين بعد أن تمدنوا وكونوا مملكة إسرائيل ومملكة يهوذا وغيرها .
    أن مدلول البداوة الذي نستخدمه الآن كان إسماً لكثير من الأقوام السامية المذكورة وقد عبر عنه بلهجات مختلفة بالنسبة إلى الأقوام القديمة حسب لسانهم ، فنرى بعض الأسماء الشائعة مثل ( عبيرو أو عريـبي ، وعبر،وخبيرو، وعربو ،...وغيرها ) وكلها تدل على مفهوم البادية وحياة البادية ، ورغم ذلك نرى هذه الأقوام ذات لغات ولهجات مختلفة وليس لغة واحدة فمنها السامية المختلفة .
    * ومن خلال هذا النص لمفهوم العرب العاربة يدعم ما ذهبنا إليه في المقدمة وقلنا أن العرب هم أولاد سام بن
    كذلك من الملاحظ أن أهل عمان والبحرين والحجاز خرجوا منuنوح العرب العاربة
    .
    ورغم ذلك فكانت جميع الدول السامية تطلق عليهم العرب لهذا فأن مدلول العرب العاربة يشمل جميع الأقوام السامية التي عاشت في مدن وقرى وأرياف فكانت تخضع إلى مدلولات لمفاهيم كثيرة ترتبط بأسم الدولة ولغاتها فمنهم البابليون والأكديون والآشوريون والكنعانيون و والأموريون والنبطيون وغيرهم من القبائل التي ذكرناها آنفاً انتهى ما قاله المؤرخ مهنا رباط وللمزيد من المعلومات الرجوع إلى الفصل الثامن من الجزء الأول من موسوعة ( المفصل في تاريخ كر بلاء ) ، مفهوم العرب المستعربة حول هذه النظرية (1) لقد اختلف المؤرخون أيضاُ في تفسيرهم لهذا المدلول وبموجب نظرية مفهومي الاسميين المكاني والعلمي للعرب أحدد هذا المفهوم ضمن الفترة الزمنية الثانية لتطور مفهوم العرب والذي يبدأ ببداية الرسالة الإسلامية وانتشار الإسلام وإسقاط المفهوم المكاني لمدلول العرب أيضاُ و إحلال محله مفهوم علم الأمة وسكان الوطن العربي والشعب العربي ويدخل ضمن هذا المفهوم الشعوب السامية التي عاشت في الوطن العربي وكذلك الشعوب الحامية في داخل المدن والقرى والأرياف وتكلمت إحدى اللغات السامية أو الحامية ومنهم الأموريون والكنعانيون والأقباط والبربر والسودان والصوماليون والقحطانيون والعدنانيون والآشوريون والبابليون والنبطيون والسريانيون والكلدانيون وكافة أقوام بلاد الجزيرة العربية وبلاد الشام والعراق والمغرب العربي والتي انصهرت تدريجياً في مفهوم مدلول الأمة العربية وأخذت اللغة العربية والثقافة العربية ما عدا بعض الأقوام منهم الذين حافظوا على لغاتهم القديمة ولم ينصهروا في بودقة العرب ومنهم العبرانيون والأحباش وبعض الكلدان والسريان وبعض الأرمن،أن هذه الأقوام السامية والحامية التي كانت تسكن الوطن العربي والتي انصهرت في الإسلام*وعلم المدلولات المذكورة ولكننا نتفق معهم بأن العرب القدماء في التاريخوذلك بموجب المفهوم المكاني لهذه النظرية وليس على أساس المفهوم العلمي لها .
    (1) نظرية مفهومي الاسميين المكاني والعلمي للعرب / مهنا رباط ص35 .
    * هؤلاء الذين انصهروا في المجتمع العربي والإسلامي .
    لهذا وعلى ضوء هذه المفاهيم فأن العرب وجدوا بعد تكاثر سلالة سام بن نوح ونزوحهم إلى الصحاري لبلاد العرب . انتهى ما قاله الدويشي .
    من خلال السرد التاريخي لمفهوم العرب المستعربة نلاحظ أن الأقوام التي انصهرت في العرب العاربة والعرب المستعربة من الأقوام السامية والتي منها العبرية بدأت تحرف وتدس رواياتها كما أشرنا سابقاً بحيث وضعت تاريخاً مبهماً حينما قال (تنهقون معuللعرب،وبدأت الأقلام تدون دون تمحيص وصدق علي بن أبي طالب ، قال إبن الكلبيuكل ناهق) وهناك رأي آخر يقول :- أن عدنان و قحطان هم من إسماعيل عن أبيه وعن الشرقي القطامي :- أن قحطان بن عابر قوم انقرضوا ، وهم قحطان الأولى .. ، وكذلك قولuأما قحطان الثانية فهم قحطان بن الهيمع بن تيمن بن نابت بن إسماعيل uمعد بن عفير المصري مولى الأنصار ، وادعى أهل اليمن بأن قحطان بن عابر وهو هود ادعاء للتفاخر . حيث ادعت العدنانية بأبيها إسماعيل ، فادعت اليمن هودا ليكون لها أب من الأنبياء كما للعدنانيين :- وهذا قول وهب بن منبه أيضاً أنظر أنساب الأشراف ج1ص4 والأيناس بعلم الأنساب ص99 وص175(1) .
    ومن خلال الرأيين نجد أن القحطانيين والعدنانيين هم من مصدر واحد وهذا ما ذهبنا إليه .



    (1) الأنساب المنقطعة / أحمد عبد الرضا كريم الذهبي ص38



    التعديل الأخير تم بواسطة ميس الريم ; 10-02-2022 الساعة 02:00 PM

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. قبيلة بني زيد والنسب اليهم الزيدي
    بواسطة كاظم المسعودي في المنتدى منتدى العشائر والقبائل العراقية
    مشاركات: 35
    آخر مشاركة: 10-15-2022, 10:22 PM
  2. لا صنمية في علم التاريخ والنسب
    بواسطة تاريخ وأخبار قبيلة خفاجة في المنتدى منتدى سؤال وجواب عن الأنساب
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 10-15-2022, 10:21 PM
  3. مباحث حول التاريخ والنسب وما بينهما
    بواسطة كاظم المسعودي في المنتدى منتدى التاريخ العربي
    مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 10-02-2022, 02:02 PM
  4. قبيلة بني زيد - والنسب اليهم الزيدي -
    بواسطة كاظم المسعودي في المنتدى منتدى العشائر والقبائل العراقية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 10-02-2022, 01:59 PM
  5. شركات نقل الاثاث للتسول الدعائي والنصب
    بواسطة ياسمين الزهراء في المنتدى منتدى الاثاث والديكورات المنزلية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-28-2021, 12:36 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

جميع آلمشآركآت آلمكتوبه تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكل من الاشكال عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى