كتب ليونيد بيرشيدسكي: هل يمكن للعداء الذي سكن عائلة "لوبان"، زعماء أقصى اليمين في فرنسا، أن يحمل درساً لآل بوش أو آل كلينتون، العائلات السياسية الأميركية التي تحمل أيضاً بعض الموروثات العائلية المرهقة؟

في يوم الاثنين الماضي، قام المكتب التنفيذي للجبهة الوطنية بتعليق عضوية "جان ماري لوبان"، الذي أسس الحزب عام 1972، وتولى منصب الرئيس الشرفي له منذ عام 2011. أما ابنته "مارين"، والتي تدير الحزب الآن والمرشحة للانتخابات الرئاسية في عام 2017، فقد تنصلت من والدها البالغ من العمر 86 عاماً بعد أن تورط في تعليقات معادية للسامية حول محرقة الهولوكوست والتي وضعته هو وحزبه في موقف حرج في الماضي.

وهذه المرة، بدا العداء العائلي الشائع للغاية حقيقياً، وليس، كما ذكر الكاتب "أندريه بيركوف" في صحيفة "لو فيجارو" يوم الثلاثاء، "ترتيب صغير بين الأب وابنته لغسل حبة اجتثاث الشيطنة". وبعبارة أخرى، فإن لوبان الأب والابنة لم يختلقا النزاع لجعل مارين جديرة بالانتخاب من خلال السماح لها بأن تبعد نفسها عن والدها ومدرسة كراهية الأجانب القديمة التي جعلها حجر الأساس للجبهة الوطنية على مدى عقود. فإذا كان هذا هو الترتيب، فمن غير المرجح أنه كان سيقول غاضباً: "إنني أشعر بالخجل لأنها تحمل اسمي"، أو "أتمنى لها الخسارة بأسرع ما يمكن"، أو "إنني لا أعترف بأي علاقة مع شخص يخونني بهذه هذه الطريقة المخزية".

ورغم ذلك، فإن أحدث دراما بداخل الجبهة الوطنية تبدو ملائمة للغاية. لقد تقدم العمر بجان ماري لوبان. ومهما كانت نيته، فإن تصرفاته الغريبة قد تساعد مارين على تأسيس نفسها كسياسية ذات مصداقية وممثلة للتيار السائد، والتي تضع المبادئ فوق الروابط العائلية والتي لها وجهات نظر معاصرة ومتوافقة مع رؤى الناخبين الفرنسيين.

ومن الواضح، أن عملية "إزالة الشيطنة" التي قامت بها مارين قد تفشل إذا كان الناخبون لديهم شكوك حول مصداقيتها، كما هو الحال بالنسبة لي. وربما تظهر بغضاً مناسباً لتقليل والدها من رعب غرف الغاز النازية باعتبارها "شيئا هامشيا" في تاريخ الحرب العالمية الثانية، بيد أن كل ما تبقى للجبهة الوطنية هو إلقاء اللوم في كافة المشكلات التي تواجهها فرنسا على المهاجرين المسلمين وأطفالهم الذين ولدوا في فرنسا. ويمكنننا فقط أن نأمل أن مثل هذه الآراء هي مسئولية عندما يتعلق الأمر بالفوز بالسلطة في فرنسا اليوم.

ورغم ذلك، ربما يريد جيب بوش وهيلاري كلينتون رؤية كيف سينجح هذا العرض العلني للغسيل بالنسبة لمارين. تخيل أن تندد هيلاري بزوجها لقبوله تلك التبرعات الأجنبية لمؤسسته. وتخيل إعلانها عن الطلاق عبر شاشة التليفزيون قائلةً: "لن أسمح لك بالاحتفاظ بي، يا بيل".

أو تخيل جيب بوش، وهو يطلق آهة ويعترف بأن أخاه كان مخطئاً في خوض الحرب على العراق.

لست متأكداً من التأثير الذي ستتركه تلك المواقف على الفرص الانتخابية لكلا المرشحين، لكنها ستكون مُنقية للأجواء. فليس هناك من سبب يجعل المرشحين السياسيين الذين يحملون أسماء معروفة تحمل أخطاء ومشاكل أسلافهم. ولا حتى الملوك أو عائلة لوبان عليهم تقبل ذلك.

الاتحاد الاماراتية