عاصر الامام الكاظم ( عليه السلام ) من خلفاء العباسيين المنصور والمهدي والهادي وهارون الرشيد،
وقد إتسم حكم المنصور العباسي بالشدّة والقتل والتشريد وامتلأت
سجونه بالعلويين حيث صادر أموالهم وبالغ في تعذيبهم وتشريدهم
وقضى بقسوة بالغة على معظم الحركات المعارضة.
وهكذا حتى مات المنصور،
وانتقلت السلطة إلى ولده المهدي العباسي الذي خفّف من
وطأة الضغط والرقابة على ال البيت ( عليه السلام )
مما سمح للإمام الكاظم ( عليه السلام ) أن يقوم بنشاط علمي واسع في المدينة حتى شاع ذكره في أوساط الأمة.
وفي خلافة الهادي العباسي الذي اشتهر بشراسته وتضييقه
على أهل البيت ( عليه السلام) .
قام الحسين بن علي أحد أحفاد الإمام الحسن ( عليه السلام )
بالثورة على العباسيين فيما عرف فيما بعد بثورة " فخ "
وسيطر على المدينة واشتبك مع الجيش العباسي في قرية " فخ "
قرب مكة ولكن انتهت المعركة بفاجعة مروّعة،
وحملت الرؤوس والأسرى إلى الهادي العباسي الذي راح يتوعد ويهدّد بالإمام الكاظم (عليه السلام)
فقال بصدده :
" والله ما خرج حسين إلاّ عن أمره ولا اتبع إلا محبته لأن صاحب
الوصية في أهل البيت،
قتلني الله إن أبقيت عليه " .
ولكن وبحمد الله لم تسنح الفرصة له بذلك إذ مات بعد وقت قصير،
فانتقلت السلطة إلى هارون الرشيد الذي فاق أقرانه في ممارسة
الضغط والإرهاب على العلويين .
إزاء هذا الأمر دعا الامام أصحابه واتباعه الى اجتناب كافة أشكال
التعامل مع السلطة العباسية الظالمة التي مارست بحق العلويين
ظلماً لم تمارسه الدولة الأموية ودعاهم الى اعتماد السرية التامة
في تحركهم واستخدام التقية للتخلص من شر هؤلاء الظلمة.
ومع كل هذا الحذر فقد عصف بقلب هارون الرشيد الحقد
والخوف من الامام ( عليه السلام )
فأودعه السجن وأقام عليه العيون فيه لرصد
أقواله وأفعاله عسى أن يجد عليه مأخذاً يقتله فيه .
ولكنهم فشلوا في ذلك فلم يقدروا على ادانته في شيء ،
بل أثّر فيهم الامام (عليه السلام )
بحسن أخلاقه وطيب معاملته فاستمالهم إليه ،
مما حدا بهارون الرشيد الى نقله من ذلك السجن الى سجن
السندي بن شاهك بغية التشديد عليه والقسوة في معاملته .
ورغم شدة المعاناة التي قاساها الامام (عليه السلام ) في ذلك
السجن فقد بقي ثابتاً صلباً ممتنعاً عن المداهنة رافضاً الانصياع
لرغبات الحاكم الظالم .
شهادته الامام الكاظم
( عليه السلام ) :
أمضى الامام الكاظم ( عليه السلام ) في سجون
هارون الرشيد سبع سنوات ،
وفي رواية 13 سنة حتى أعيت هارون فيه الحيلة ويئس
منه فقرر قتله ،
وذلك بأن أمر بدس السم له في الرطب فاستشهد
( سلام الله عليه )
في الخامس والعشرين من شهر رجب سنة 183ه .
ودفن في الكاظمية .