مِنْ مَوَاقِفِ الإِمَامِ الكَاظِمِ (عَلَيْهِ السَّلَاْمُ) النَّقْدِيَّةِ :

قال عبد الله بن يحيى : كتبت إلى الإمام الكاظِم في دعاء ؛ (( الحَمْدُ لِلهِ مُنتهَى عِلْمِهِ )), فكتب (عَلَيْهِ السَّلَاْمُ) لا تقولن : (مُنتهَى عِلْمِهِ), فإنّه ليس لعلمه منتهى. ولكن قل : (مُنْتَهَى رِضَاه).
يلحظ الذي ينعم النظر في موقف الإمام الكاظِم (عَلَيْهِ السَّلَاْمُ) من تصحيح أفق تلقي عبد الله بن يحيى لعلم الله سبحانه, إذْ إنّ عبد الله بن يحيى كان في أفق توقعه أنّ لعلم للهِ منتهى فوظّفه في سياق دعائه, إلّا أن الإمام (عَلَيْهِ السَّلَاْمُ) صحّح مسار توجه أفقه نحو المعنى الذي يتناسب معه الموقف وسياق حال الدعاء, فقال له قل : (مُنْتَهَى رِضَاه), لأنّه (عَزَّوجَلَّ) ليس لعلمه منتهى, لقوله في محكم كتابه العظيم : { قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا }.