الحمد لله ما غرد بلبل وصدح وما اهتدى قلب وانشرح وما عم
فينا سرور وفرح الحمد لله ما ارتفع نور الحق وظهر وما تراجع
الباطل وتقهقر وما سال نبع ماء وتفجر وما طلع صبح وأسفر وصلاة
وسلاماًَ طيبين مباركين على النبي المطهر صاحب الوجه الأنور والجبين
الأزهر ما سار سفين للحق وأبحر وما على نجم في السماء وأبهر وعلى
آله وصحبه خير أهل ومعشر صلاة وسلاماًَ إلى يوم البعث ،

عندما يُخيم الظلام ، يحلو للمطورينً العربٍ إحتساًء قهوتهمً آلحلوةٍ ،
فوقً جبآلٍ آلالبزينق ، وعلىً ضفآفً آنهآر آلقمرُ ،
يخًرجون بـآحثين عنً كل جديد ومفيدً ، فُي منتديات عراق خير المحبة

نقصد بالمغرب الإسلامي:
الحيِّز الجغرافي الذي يشمل أساسًا تونس والجزائر والمغرب، والذي يطلق عليه حاليًّا "المغرب العربي"، ونهدف إلى التذكير بأهمِّ المحطات السياسية، التي مرَّ بها منذ الفتح الإسلامي.

بدأ الفتح بتوجُّه الجيوش الإسلامية إلى بلاد المغرب في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه بعد فتح مصر، وامتدَّ عبر سنوات عديدة؛ ليكتملَ زمنَ عبدالملك بن مروان، واقترن هذا الفتح باسم الصحابي عقبة بن نافع رضي الله تعالى عنه فقد كان قائد الحملة الأولى، وعاود الكَرَّة زمنَ يزيد بن معاوية، وأسَّس مدينة القيروان، كعاصمة لتلك البلاد، ووصلت جيوشه إلى شواطئ المحيط الأطلسي غربًا، وتُوفي بهذه الأرض المفتوحة، وقبره موجود بمدينة سيدي عقبة شرق الجزائر.

وبين الحملتين المذكورتين كانت هناك حملات أخرى، ومنذ خلافة عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه قادها على التوالي: عبدالله بن أبي سرح، المهاجر بن دينار، وزهير بن قيس البلوي، واكتمل الفتح على يد حسَّان بن النعمان؛ حيث تخلَّصت البلاد من الاحتلال البيزنطي، واحتضن السُّكان المحليون الإسلامَ والعربية.

وبعد استِتْبَاب الأمر للمسلمين، ومضي الأعوام، وأثناء الخلافة العباسية، قامت بالمغرب عدَّة دول، أكثرها على إقليم من الأقاليم الثلاثة المكوِّنة لهذه البلاد، والتي عرفت بإفريقيَّة (تونس الحالية)، والمغرب الأوسط (الجزائر)، والمغرب الأقصى (المغرب)، وأهمُّ هذه الدول المحلية هي:

الدولة الرستميَّة: قامت للإباضيِّين، (وكانوا فرعًا من الخوارج)، دولة ليست ذات شأن كبير في القيروان في العقود الأولى التي تلت الفتحَ، وبعد سقوطها فرَّت بعضُ قياداتها إلى تيهرت (غرب الجزائر الحاليَّة)، وهناك أسَّس عبدالرحمن بن رستم الدولة الرستميَّة، الَّتي امتدَّت من 160هـ إلى 296هـ.

الدولة الإدريسيَّة: موطنها الأول بالمغرب الأقصى، وهي تنتسب إلى الشيعة الزيدية، في عهدها أسِّست مدينة "فاس"، وبني جامع القرويين الَّذي يُعَدُّ أول جامعة في العالم الإسلامي، وقد بنتْه فاطمة الفهرية بنت إدريس الأكبر من مالها الخاص، سقطت الدولة على يد الفاطميِّين، بعد أن ظلَّت قائمة من 172إلى 309 هـ.

الدولة الأغلبية: قامت في تونس، واستقلَّت عن الخلافة العبَّاسيَّة، امتازت بنشر الثقافة العربيَّة، لكن بعض حكَّامها كانوا على جانب كبير من القَسْوة على الرعيَّة، سقطت هي الأخرى على يد الفاطميِّين، وقد دامت من 184 إلى 296 هـ.

الدولة الفاطميَّة: أسَّسها أبو عبدالله الداعي الشيعي الإسماعيلي، بعد أن مكثَ في المغرب الإسلامي عشر سنوات يبشِّر بالمهدي المنتظر، المتمثِّل في أبي عبدالله المهدي أوَّل قائد للدولة، واتَّخذت من القيروان عاصمةً لها، وقضت - كما ذكرنا - على دول بني رُستم والأدارسة والأغالبة، ثم وجَّهت قواتِها نحو مصر، فغزاها "المعزُّ لدين الله"، وفي عهدها أسَّس "جوهر الصقلي" مدينة القاهرة، وتَمَّ تشييد الجامع الأزهر بها. وبقيت هذه الدولة قائمةً حتَّى أطاح بها صلاح الدين الأيوبي رحمه الله أي: من 297 إلى 567هـ.

دولة بني زيرى: قامت إثر رحيل الخليفة الفاطمي عن المغرب، وتعيينه "بلكين بن زيرى" نائبًا عنه، فأسَّس هذا الأخير ثاني دولة مستقلَّة عن الخلافة العباسيَّة بالمغرب الأوسط (الجزائر الحاليَّة)، واتَّخذت "بجاية" عاصمةً لها.
أقام بنو حمَّاد حضارةً متألِّقة، وجعلوا من "بجاية" حاضرة علميَّة يقصدها طلبة العلم من الأقاصي، وعلى سبيلِ المثال: تخرَّج في مدارسها كلٌّ من عبدالمؤمن بن علي (الذي قاد دولة الموحِّدين بعد مؤسِّسها الأول ابن تومرت)، والمهندس الإيطالي ليوناردو دا فنتشي.
دامت الدولة الحمادية من 398 إلى حوالي 540هـ، وسقطت تحت ضربات الغُزاة النورمان من الشمال، والهلاليِّين من الشرق والجنوب، والمرابطين من الغرب.

دولة المرابطين: بدأ تأسيسها انطلاقًا من موريتانيا الحاليَّة على يد عبدالله بن ياسين، ووطَّد أركانها القائد الكبير يوسف بن تاشفين، كانت دولة مجاهدةً قويَّةً حاربت الإسبان، ووحَّدت المغرب العربي، وكانت قلعة خلفية ساعدت الأندلس، وثبَّتت الوجود الإسلامي فيها.
دامت من 487 إلى 558هـ، وسقطت بسبب الفقهاء الَّذين تدخَّلوا بشكل كبير وسافر في السياسة من غير أن يَمتلكوا أدواتها؛ مِمَّا أتاح للمهدي بن تومرت أن يقوِّض أركانها بدهائه وحنكته.

دولة الموحِّدين: هي أوَّل دولة وحَّدت المغرب العربي على يد السُّكان الأصليِّين، وضمَّت إليه الأندلس، أسَّسها ابن تومرت سنة 513هـ، ووطَّد دعائمها خليفته عبدالمؤمن بن علي، امتازت هذه الدولة بنشر العلم على أوسع نطاق، ففي مدارسها تخرَّج ابنُ رشد الحفيد، وابن طفيل الفيلسوف المشهور، وغيرهما من العلماء.
انهارت سنة 609هـ بعد أن هزمتها جيوشُ الصليبيِّين في معركة "حصن العقاب" بالأندلس.

انقسام المغرب الإسلامي: بعد انهيار دولة الموحِّدين انقسم المغرب الإسلامي إلى ثلاث دول مستقلَّة عن بعضها:
الدولة الحفصية في تونس.
الدولة المرينية في المغرب الأقصى.
الدولة الزيانية في الجزائر.
من جهتها استقلَّت الأندلس بأمرائها.

الدولة الزيانية: الجدير بالذكر أنَّ هذه الدولة أسَّسها إيغمراسن زيان في 633هـ، واتَّخذت مدينة "تلمسان" عاصمةً لها، ودامت ثلاثة قرون، كلُّها حروب مع الجيران والإسبان.
أقام بها ابنُ خلدون، وألَّف مقدِّمته، استنجدت بالأخَوَين: خير الدين، وبابا عروج؛ لمواجهة حملات الإسبان والبرتغاليِّين سنة 926هـ، وبذلك ألحقت الجزائر بالخلافة العُثمانية، وكانت نهايتها في 962هـ.
في كل هذه المراحل لم يكن المغرب الإسلامي يحتكم في جميع شؤونه إلاَّ لشريعة الإسلام، مثله مثل باقي أقطار المسلمين، وبَقِيَ كذلك حتى ابتُلِي بالاحتلال الأجنبي.